
«وكالات» : ارتكب الجيش الإسرائيلي أمس الأحد مجزرة جديدة بحق النازحين في مدرسة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، في حين أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها قتلت جنودا إسرائيليين في رفح.
فقد قالت مصادر إن غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة «أبو عريبان» التابعة للأونروا وتؤوي نازحين في مخيم النصيرات مما أسفر عن استشهاد 13 فلسطينيا.
وقالت مصادر طبية إن القصف أسفر كذلك عن إصابة 70 شخصا، ونقلت قناة الأقصى عن مدير مستشفى العودة أن أكثر من 70% من المصابين من النساء والأطفال.
وبث ناشطون مقاطع مصورة على منصات التواصل الاجتماعي تظهر أن العديد من المصابين من الأطفال.
كما أظهرت صور تشييع عدد من شهداء المجزرة الجديدة في المخيم الذي شهد مجازر مماثلة في الأشهر القليلة الماضية.
وتأتي مجزرة النصيرات بعد يوم من مجزرتين مروعيتين ارتكبهما الاحتلال في خان يونس ومخيم الشاطئ غربي مدينة غزة وأسفرتا عن استشهاد وجرح المئات.
وقال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للأونروا إن الوكالة ترسل إحداثيات مدارسها باستمرار للجيش الإسرائيلي.
وأضاف أن الرسالة التي بعث بها القصف واضحة، وهي أنه لا مكان آمنا في غزة، ووصف ما يحدث في القطاع بأنه خطير للغاية حيث يُزج بـ1.8 مليون فلسطيني في مساحة ضيقة للغاية.
وفي وقت سابق، تعرض مخيم النصيرات والمناطق الشمالية المحاذية له وسط قطاع غزة لقصف بري وبحري إسرائيلي كثيف استمر ساعات.
وقبل ساعات من المجزرة التي وقعت في مدرسة تابعة للأونروا، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 3 فلسطينيين، منهم طفلة وإصابة آخرين إثر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلا في مخيم النصيرات.
وفي مدينة غزة، نقل مراسل الجزيرة عن مصادر طبية انتشال شهيد و4 مصابين أطفال إثر قصف منزل في حي الشيخ رضوان.
وفي حي تل الهوى الذي توغلت فيه قوات الاحتلال لعدة أيام جنوب غرب المدينة، انتشلت طواقم الدفاع المدني جثامين متحللة لشهداء.
وفي جنوبي القطاع، تعرضت مدينة رفح لقصف عنيف خلال الساعات الماضية استهدف عدة مناطق، كما نسفت قوات الاحتلال عدة منازل.
وقال مراسل الجزيرة إن الأوضاع في المدينة باتت صعبة للغاية، لا سيما أن قوات الاحتلال تمنع منذ أسبوعين وصول طواقم الدفاع المدني.
في غضون ذلك، أفادت مصادر بارتفاع عدد شهداء مجزرة مصلى مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة إلى 22 بالإضافة إلى عشرات المصابين.
كما ارتفع عدد ضحايا مجزرة المواصي في خان يونس والتي ارتكبها الاحتلال أيضا إلى 90 شهيدا، نصفهم أطفال ونساء، ونحو 300 مصاب.
وزعمت إسرائيل أن القصف استهدف قائد كتئاب القسام، محمد الضيف، لكن حركة حماس نفلت إصابة الضيف، ووصف ادعاءات الاحتلال بالكاذبة.
في تطورات العمليات القتالية، أعلنت كتائب القسام أنها قتلت وأصابت أفراد قوة إسرائيلية خاصة حاولت التسلل متخفية داخل شاحنة مساعدات في رفح.
وأوضحت القسام -في بيان- أن مقاتليها كانوا رصدوا القوة الإسرائيلية ثم اشتبكوا معها من المسافة صفر بالأسلحة الخفيفة والقذائف المضادة للأفراد عند مفترق المشروع شرقي المدينة.
وكان الجناح العسكري لحماس أعلن أنه نفذ عمليات في رفح وتل الهوى أوقعت قتلى وجرحى من الجنود الإسرائيليين.
من جهتها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، أنها قصفت قوات الاحتلال بقذائف الهاون من العيار الثقيل شرق مدينة رفح.
بدورها، بثت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– فيديو يظهر استهداف مقاتليها موقع فجّة العسكري وأماكن تمركز قوات الاحتلال الإسرائيلي في محور نتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن وسطه.
من جهة أخرى شهدت مدن عربية وغربية مظاهرات واحتجاجات تنديدا بالمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة التي كان آخرها مجزرتا مواصي خان يونس ومخيم الشاطئ السبت.
وعمّ إضراب شامل أمس الأحد مدن الضفة الغربية المحتلة، تنديدا بالمجازر الإسرائيلية في غزة، وأغلقت المتاجر والمؤسسات أبوابها وتوقفت حركة النقل.
وبثت منصات فلسطينية مشاهد لإغلاق محال تجارية أبوابها صباح أمس، في كل من جنين ومخيم الدهيشة في بيت لحم وطولكرم وقلقيلية، استجابة لدعوات للإضراب العام في الضفة المحتلة.
والسبت، دعت لجان التنسيق الفصائلية في المحافظات المذكورة إلى الإضراب غضبا واحتجاجا على المجازر البشعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في المواصي.
كذلك شارك مئات الفلسطينيين في مدن رام الله والخليل وطوباس في الضفة الغربية في مسيرات منددة بمجزرة المواصي ومساندة لقطاع غزة.
وفي العاصمة الأردنية عمان، شارك مئات بوقفة تضامنية مع غزة قرب سفارة إسرائيل، احتجاجا على مجزرة المواصي جنوبي القطاع.
وهتف المشاركون «احنا معاك يا حماس»، و»نعم للمقاوم»، داعين الله أن يحفظ القطاع الفلسطيني والمقاومة وقادتها.
وخرجت مظاهرات شعبية في مدن بالمغرب، منها طنجة ومكناس وفاس ومراكش واليوسفية ووجدة، وحمل المحتجون أعلام فلسطين، وطالبوا بوقف الإبادة الجماعية والعدوان على غزة، ورفعوا صورا تبيّن حجم الدمار والقتل بغزة.
وشهدت مدينة صفاقس التونسية وقفة داعمة لغزة ومطالبة بفتح معبر رفح وإدخال المساعدات.
وفي اليمن، شهدت العاصمة صنعاء وقفتين تنديدا بإمعان إسرائيل في ارتكاب جرائم إبادة جماعية بقطاع غزة.
وبحسب وكالة «سبأ للأنباء» التابعة لجماعة الحوثي، شاركت قيادات جامعة آزال للتنمية البشرية (أهلية) بصنعاء وكوادرها ومنتسبوها في وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني.
كما نظم قطاع النظافة والنقابة العامة لعمال البلديات في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين وقفة احتجاجية نصرة لغزة.
وتظاهر آلاف الباكستانيين في العاصمة إسلام آباد، للتنديد بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، مطالبين حكومة بلادهم بإرسال مزيد من المساعدات إلى الشعب الفلسطيني.
كذلك طالب المتظاهرون حكومة بلادهم بإدراج اسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضمن قائمة الإرهابيين في باكستان.
وتظاهر أكثر من ألف شخص في العاصمة الألمانية برلين بينهم طلاب جامعات، خلال مسيرة حاشدة تنديدا بالهجمات الإسرائيلية على غزة وبصمت الحكومة الألمانية إزاءها، وللدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع.
وشهدت المسيرة صدامات بين المحتجين وقوات الشرطة، إذ أوقفت قوات الأمن في ساحة إنسبروك العديد من المتظاهرين بعد مطالبتهم بإنهاء المسيرة وهو ما رفضه المتظاهرون.
وأصيب 6 متظاهرين في الصدامات بين المحتجين وقوات الشرطة، وشهدت بعض الحالات تدخل فرق الصحة لإسعاف المصابين ميدانيا.
وخرجت مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس لإدانة مجزرة المواصي في خان يونس جنوبي غزة، وللضغط على الحكومة الفرنسية للاعتراف بدولة فلسطين، وللمطالبة بعدم مشاركة الوفد الرياضي الإسرائيلي في أولمبياد باريس.
وتظاهر موظفو قطاع الصحة في العاصمة الأيرلندية دبلن تضامنا مع زملائهم في فلسطين، وبخاصة في قطاع غزة.
واحتشد المتظاهرون أمام مبنى السفارة الأمريكية بدبلن تلبية لدعوة أطلقتها جمعية موظفي قطاع الصحة في أيرلندا.
كما تلا المتظاهرون أسماء زملائهم من العاملين في قطاع الصحة بغزة، منددين بالدعم الأمريكي لإسرائيل في ارتكابها المجازر هناك.
وعبروا أيضا عن احتجاجهم ضد الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي رفعوا مجسماته للتعبير عن احتجاجهم على دعمه لإسرائيل في حربها على غزة.
ونظم رياضيون مظاهرة تضامنية مع فلسطين أمام مبنى البرلمان بدبلن، ودعوا إلى وقف الإبادة الجماعية بغزة.
وشارك عشرات الأشخاص في المظاهرة التي نظمتها جمعية الرياضة الأيرلندية من أجل فلسطين، وخلال الفعالية رفع متظاهرون العلم الفلسطيني وعُرضت ألعاب ترمز إلى الأطفال الذين فقدوا حياتهم.
كذلك رُفعت بطاقة حمراء للإشارة إلى ضرورة منع إسرائيل من المشاركة في الأحداث الرياضية الدولية، ومن بين المشاركين في المظاهرة بطل أوروبا السابق في الملاكمة إريك دونوفان.
وقال دونوفان إن هدف المظاهرة هو إبداء رد فعل على المظالم والإبادة الجماعية في فلسطين. وأضاف أن ما يحدث في فلسطين ليس عادلا ولا متساويا، «هذه جريمة فظيعة ومروعة ترتكبها إسرائيل بدعم من حلفائها مثل أميركا وأوروبا».
والسبت، ضرب قصف جوي إسرائيلي خيام النازحين الفلسطينيين بمنطقة المواصي غربي مدينة خان يونس، وأدى إلى استشهاد 90 فلسطينيا وإصابة 300 آخرين، بينهم عشرات الأطفال والنساء، وفق إحصائية غير نهائية لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أميركي، خلّفت قرابة 127 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
من ناحية أخرى بعدما شدد قيادي كبير في حركة حماس لوكالة فرانس برس، الأحد، أن الأخيرة قررت وقف المفاوضات بعد استهداف المواصي السبت، نفت الحركة الأمر تماما.
إذ قال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق، الأحد، إن الحركة لم تنسحب من محادثات وقف إطلاق النار بعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.
وأضاف في بيان، أن ما ورد في بعض وسائل الإعلام عن قرار لدى حركة حماس بوقف المفاوضات، ردا على مجزرة المواصي غربي خان يونس، لا أساس له من الصحة.
كما اتهم الرشق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحاولة عرقلة جهود الوسطاء العرب والولايات المتحدة الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وشدد على أن التصعيد في الهجمات من جانب نتنياهو والحكومة الإسرائيلية يهدف إلى إحباط الجهود الرامية لإنهاء الصراع.
أتى ذلك بعدما أعلن مصدران أمنيان مصريان مطلعان على محادثات وقف إطلاق النار في الدوحة والقاهرة، السبت، أن المفاوضات توقفت بعد 3 أيام من المحادثات المكثفة.
وأكد قيادي كبير في حماس لوكالة فرانس برس، الأحد، أن قائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف «بخير» بعدما استهدف بضربة إسرائيلية على قطاع غزة، السبت.
وأوضح طالباً عدم الكشف عن هويته، أن «القائد محمد الضيف بخير ويشرف مباشرة على عمليات القسام في غزة».
كما لفت إلى أن الغارات الإسرائيلية ما هي إلا «مجازر بحق المدنيين»، مضيفا أن إسرائيل تدعي وجود قادة للحركة لتبرير القصف.
وأعلن أن الحركة قررت وقف المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بسبب عدم جدية إسرائيل، في إشارة منها إلى قصف يوم السبت.
وأوضح أن رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، أبلغ الوسطاء وبعض الأطراف الإقليمية خلال جولة اتصالات ومحادثات هاتفية بقرار حماس بوقف المفاوضات، بسبب عدم جدية إسرائيل وسياسة المماطلة والتعطيل المستمرة وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل، وفق تعبيره.
من جهة أخرى أفادت هيئة البث الإسرائيلية -أمس الأحد- بإصابة 4 أشخاص 2 منهما حالتهما خطرة؛ في عملية جرت على مرحلتين قرب مدينة الرملة بشمال غربي القدس المحتلة، وسط أنباء عن استشهاد المنفذ.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن العملية قرب الرملة استهدفت في المرحلة الأولى جنديا إسرائيليا، وفي المرحلة الثانية أشخاصا آخرين، مؤكدة «تحييد» المنفذ الذي لم تعرف هويته حتى الآن.
وقالت الشرطة أيضا إن منفذ العملية من سكان القدس الشرقية، مؤكدة إصابته، دون ذكر مصيره.
بدورها، قالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن منفذ العملية من كفر عقب ويحمل هوية إسرائيلية وقد قتل في المكان.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قالت إن العملية مزدوجة ما بين دهس وإطلاق نار، لتقول لاحقا إن العملية كانت فقط دهسا لكنها نفذت على مرحلتين.
ولم تؤكد الشرطة إن كان أصيب جنود إسرائيليون في عملية الدهس.
من جانبه، أكد قائد شرطة المنطقة التي وقعت فيها العملية أن المنفذ دهس إسرائيليين عدة بمحطة حافلات، ثم نفذ عملية دهس أخرى على بعد مئات الأمتار.
وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن سيارة مسرعة اتجهت نحو محطة الحافلات قرب تسريفين ودهست الموجودين في المنطقة.
من جهتها، قالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن قوة من حرس الحدود كانت قرب الموقع وأطلقت النار على المنفذ.
وأفادت المصادر بأن قائد الشرطة الإسرائيلية توجّه إلى مكان العملية وسط فرض طوق أمني شديد، مضيفا أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) انخرط في التحقيق بالعملية.
وقالت المصادر إن أحد المصابين أصيب بطلق ناري، مشيرا إلى أن الشرطة الإسرائيلية تعتقد أن هذا المصاب، أصيب برصاص حرس الحدود.
وأضافت أن الطائرات الإسرائيلية تحلق فوق المنطقة بحثا عمن يعتقدون أنه شريك منفذ العملية.
وأوضحت المصادر أن الأنباء تشير إلى أن منفذ العملية كان يستهدف جنديا إسرائيليا، في ظل عدم تأكيد ما إذا كان المصابون بالعملية المزدوجة جنودا إسرائيليين.
وتأتي العملية بعد دعوة فصائل المقاومة السبت للتصعيد ضد الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلة في أعقاب مجزرة النازحين بالمواصي في خان يونس جنوبي قطاع غزة.