
«وكالات» : قال مسؤولون إن القوات الروسية شنت هجوماً صاروخياً مزدوجاً السبت على بلدة صغيرة قرب خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، ما أدى إلى مقتل شخصين، أحدهما مسؤول في خدمات الطوارئ والآخر شرطي.
وقال ممثلو ادعاء إن الهجوم الصاروخي الذي وقع بعد ظهر السبت استهدف محطة السكك الحديدية في بلدة بودي جنوب غربي خاركيف.
وأضافوا أن صاروخاً ثانياً ضرب المنطقة بعد وصول فرق الإنقاذ. وذكروا أن 23 شخصاً أصيبوا في هذه الهجمات.
وقال وزير الداخلية الأوكراني إيهور كليمينكو إن رئيس خدمات الطوارئ في خاركيف قُتل إلى جانب شرطي من وحدة الرد السريع. وأضاف أن من بين الجرحى ثلاثة من عمال الطوارئ وفرد شرطة ونحو 20 مدنياً.
في سياق آخر، قتل 4 أشخاص في سلسلة هجمات على منطقة دونيتسك إلى الجنوب الشرقي من البلاد.
وقال حاكم منطقة دونيتسك الأوكرانية فاديم فيلاشكين إن هجوماً صاروخياً أصاب مبنى سكنياً متعدد الطوابق في بلدة تشاسيف يار مما أدى إلى مقتل شخص.
وأدى انفجار قنبلة موجهة إلى مقتل شخص آخر قرب بلدة كوراخوف حيث تدور بعض أعنف المعارك على طول الجبهة الممتدة لألف كيلومتر.
وسقطت قنبلتان على قرية تقع إلى الغرب بالقرب من بلدة كومار مما أدى إلى مقتل شخصين. ولحقت أضرار بعشرة مباني ومتجر.
في المقابل، تسبّبت طائرة من دون طيار أوكرانية ليل الجمعة-السبت في اندلاع حريق في مستودع نفط في منطقة روستوف جنوب روسيا على بعد مئات الكيلومترات من خطّ المواجهة.
وقال الحاكم المحلي فاسيلي غولوبيف عبر حسابه على تطبيق تلغرام «بعد الهجوم بطائرة بدون طيار، اندلع حريق في مصفاة نفط في إقليم تسيمليانسكي»، موضحاً أنه «بحسب المعطيات الأولية، لم يسفر عن سقوط قتلى أو إصابات». وأضاف أنّه تمّ إخماد الحريق.
وأكد مصدر في وزارة الدفاع الأوكرانية أن كييف تقف وراء الهجوم. وقال المصدر: «تواصل مسيرات +اس بي يو+ فرض عقوبات اقتصادية محددة الهدف على قطاع الطاقة الروسي الذي يعمل لصالح الحرب في أوكرانيا».
الى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اعتراض وتدمير أربع مسيّرات أطلقتها القوات الأوكرانية فوق الأراضي الروسية، اثنتان منها في منطقة روستوف وثالثة في بلغورود قرب الحدود الأوكرانية ورابعة في منطقة كورسك، إلى شمال الحدود مع أوكرانيا، من دون أن تعلق على الحريق في مستودع النفط.
وتشنّ أوكرانيا، التي تواجه هجوماً روسياً منذ أكثر من عامين وشهدت تدمير بنيتها التحتية للطاقة بسبب قصف روسي متواصل، ضربات بطائرات من دون طيار في عمق الأراضي الروسية تستهدف خصوصاً منشآت للطاقة وأخرى لوجستية يستخدمها الجيش الروسي لتنفيذ عملياته على الأراضي الأوكرانية.
من ناحية أخرى حذر الكرملين السبت من أن نشر صواريخ أميركية في ألمانيا قد يجعل من العواصم الأوروبية أهدافاً للصواريخ الروسية، في تكرار للمواجهات خلال الحرب الباردة.
وتحدث الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن «مفارقة» في أن «أوروبا هي هدف لصواريخنا، وبلادنا هدف للصواريخ الأمريكية في أوروبا».
وأضاف لقناة «روسيا 1» التلفزيونية الرسمية: «لدينا القدرة الكافية لاحتواء هذه الصواريخ، لكن الضحايا المحتملين هم عواصم هذه الدول» الأوروبية.
كما لمح بيسكوف إلى أن مثل هذه المواجهة يمكن أن تقوض أوروبا ككل، بالطريقة نفسها التي انتهت بها الحرب الباردة بانهيار الاتحاد السوفياتي.
وقال «أوروبا تتفكك. أوروبا لا تعيش أفضل لحظاتها.. وأن يعيد التاريخ نفسه أمر لا مفر منه».
وأعلن البيت الأبيض الأربعاء خلال قمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» أنه سينشر بشكل دوري أسلحة طويلة المدى بما في ذلك صواريخ كروز من طراز توماهوك في ألمانيا اعتباراً من عام 2026 بهدف الردع.
وأكد البيت الأبيض أن «هذه القدرات المتقدمة ستثبت التزام الولايات المتحدة تجاه حلف شمال الأطلسي ومساهماتها في الردع الأوروبي المتكامل».
وانتقد الكرملين هذه الخطوة واتهم واشنطن بالدفع نحو حرب باردة جديدة والمشاركة بشكل مباشر في النزاع في أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية الجمعة إن وزير الدفاع أندريه بيلوسوف أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي لويد أوستن بحثاً خلالها خفض مخاطر «تصعيد محتمل».
وأشاد المستشار الألماني أولاف شولتس بالقرار الأمريكي على الرغم من انتقادات أعضاء حزبه الديمقراطي الاشتراكي. ويمثل
القرار عودة لصواريخ كروز الأمريكية إلى ألمانيا بعد غياب 20 عاماً.
ودفاعاً عن القرار، قال شولتس للصحافيين على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن «هذا جزء من الردع ويضمن السلام. إنّه قرار ضروري ومهم اتُخذ في الوقت المناسب».
وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في حديث إذاعي إن قرار النشر يسد «فجوة خطيرة جدا» في قدرات البلاد.
ولا يملك الجيش الالماني صواريخ طويلة المدى تطلق من البر، بل فقط صواريخ كروز يمكن إطلاقها من الطائرات.
وأدى نشر صواريخ بيرشينغ البالستية الأمريكية في ألمانيا الغربية في ثمانينات القرن الماضي خلال الحرب الباردة إلى تظاهرات كبيرة.
واستمر نشر الصواريخ الأمريكية خلال إعادة توحيد ألمانيا وحتى تسعينات القرن الفائت.
لكن بعد نهاية الحرب الباردة، خفضت الولايات المتحدة بشكل كبير أعداد الصواريخ في أوروبا مع تراجع التهديد الروسي.
لكن دول حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة تسارع إلى تعزيز دفاعاتها في القارة، في أعقاب اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022.