
«وكالات» : أصيب إسرائيلي أمس الخميس بجروح خطرة إثر سقوط مسيّرة أطلقت من لبنان في الجليل الغربي، في حين أكد جيش الاحتلال سقوط مسيّرات عدة أطلقت من جنوب لبنان شمالي إسرائيل، وأفاد حزب الله بأنه هاجم مقرين عسكريين إسرائيليين.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة شخص بجروح خطرة في منطقة الكابري شرقي نهاريا جراء القصف الأخير من لبنان.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن القصف الأخير من لبنان أسفر عن أضرار كبيرة في بلدة الكابري في الجليل الأعلى.
وأكدت مصادر دوي صفارات الإنذار في الجليل الأعلى بعد تسلل مسيّرات من جنوب لبنان.
من جانبه، أعلن حزب الله شنّ هجوم بسرب من المسيّرات على مقر لقيادة كتيبة المدفعية التابعة للفرقة 146 في الجيش الإسرائيلي جنوب منطقة كابري شمالي إسرائيل.
كذلك قال إنه قصف التجهيزات الفنية المستحدثة في موقع المالكية الإسرائيلي، مؤكدا إصابتها إصابة مباشرة، وقصف أيضا تجمعا لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط موقع حانيتا بالأسلحة الصاروخية.
وفي جنوب لبنان، أفادت مصادر بأن المدفعية الإسرائيلية قصفت محيط بلدتي الناقورة وطير حرفا.
بدورها، قالت وكالة الأنباء اللبنانية إن أطراف بلدة علما الشعب تعرضت لقصف مدفعي إسرائيلي، أدى إلى اندلاع النيران في الأحراج وبساتين الزيتون.
وأضافت أن القصف المدفعي الفوسفوري استهدف أطراف بلدة ميس الجبل الجنوبية والشرقية، كما انفجر عدد من الصواريخ الاعتراضية في أجواء بلدة ميس الجبل والجوار.
ومنذ 8 أكتوبر الماضي، تتبادل فصـــائل لبنانية وفلسطينية فــــــــي لبنان -أبرزها حزب الله- مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر الخط الأزرق الفاصل، دعما لقطاع غزة، خلّف مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وفي الأسابيع الأخيرة، زاد التصعيد بين تل أبيب وحزب الله، على نحو أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة، لا سيما مع إعلان الجيش الإسرائيلي المصادقة على خطط عملياتية لهجوم واسع على لبنان.
من ناحية أخرى أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة أن حي الشجاعية شرقي مدينة غزة بات منطقة منكوبة بسبب العدوان الإسرائيلي، وأنه انتشل أكثر من 60 شهيدا من تحت الأنقاض بالحي، وأن العشرات ما زالوا تحت الأنقاض.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن الاحتلال دمر85% من منازل حي الشجاعية وبناه التحتية، وإنه لم يعد صالحا للسكن.
وأضاف -في مؤتمر صحفي- أن الاحتلال دمر عيادة طبية كانت تقدم خدماتها لأكثر من 60 ألف فلسطيني بالشجاعية.
وأكد أن طواقم الدفاع ممنوعة من الدخول إلى حي الشجاعية لتلبية استغاثة المحاصرين وانتشال الشهداء، مطالبا بتوفير الوقود بشكل عاجل وكذلك المعدات لطواقم الدفاع المدني حتى تتمكن من أداء مهامها.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قال إن قوات لواء المظليين أنهت مهمتها القتالية التي امتدت أسبوعين في حي الشجاعية بمدينة غزة.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن قوات اللواء دمرت 8 أنفاق وقتلت عشرات ممن وصفهم بالمخربين كما ضبطت كميات كبيرة من السلاح والذخيرة، موضحا أن اللواء سيواصل عملياته القتالية في مناطق أخرى من قطاع غزة.
وبعد عملية استمرّت أسبوعين في حي الشجاعية غربي مدينة غزة، تكشفت مظاهر الدمار الكبير الذي خلفته قوات الاحتلال الإسرائيلي، متسببة في هدم عشرات البنايات ومراكز الإيواء، فضلا عن تجريف البنى التحتية وتخريب شبكات الصرف الصحي والآبار.
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال ارتكب مجزرتين وصل منهما إلى المستشفيات 50 شهيدا و54 مصابا خلال 24 ساعة الماضية.
وبذلك، ارتفعت حصيلة الضحايا في قطاع غزة إلى 38 ألفا و345 شهيدا و88 ألفا و295 جريحا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
من جهة أخرى أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أمس الخميس، بأنه سوف يعاد تشغيل مستشفيين في مدينة غزة بعد أن أخرجهما الاحتلال عن الخدمة خلال عدوانه المدمر الذي دخل شهره العاشر.
وأوضح المكتب -في بيان- أن المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) ومستشفى الخدمة العامة سيعودان للعمل بعد تدميرهما ضمن خطة إسرائيل لتعطيل القطاع الصحي وخروج المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة.
وأشاد البيان بالجهود الكبيرة والاستثنائية التي تبذلها الفرق الطبية التي تعمل لخدمة الشعب الفلسطيني بلا توقف منذ بدء حرب الإبادة الجماعية.
واضطر المستشفى الأهلي العربي المعمداني شرقي مدينة غزة إلى الإغلاق يوم الثلاثاء الماضي؛ تحت تهديد جيش الاحتلال الإسرائيلي وإطلاق النار في محيطه.
ووفقا لإدارة المستشفى، فقد أجبرهم جيش الاحتلال على الإغلاق بعد إطلاق نار كثيف من مسيّرات إسرائيلية في محيط المستشفى.
كذلك شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية والمدفعية الكثيفة على محيط المستشفى المعمداني ومستشفى الخدمة العامة، جعلت من الصعب على الجرحى والمرضى الوصول إليهما.
ومع دخول الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة شهرها العاشر، تواصل إسرائيل استهداف المستشفيات والبنية التحتية الصحية للقطاع، على نحو أدى إلى خروج معظم المستشفيات عن الخدمة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
وأسفرت الحرب المدعومة من الولايات المتحدة حتى الآن عن أكثر من 126 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلا عن أكثر من 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
من جهة أخرى قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مفاوضات تبادل الأسرى الجارية حاليا قد تستغرق أسابيع بسبب بعض النقاط الخلافية المتعلقة بالوجود العسكري في قطاع غزة لدى تنفيذ أي اتفاق محتمل، مشيرة إلى أن حزب الله اللبناني يواصل توجيه ضربات قوية لإسرائيل رغم اغتيال عدد من قادته في الشهور الماضية.
ووفقا لمحللة الشؤون السياسية في القناة 12 دانا فايش، فإن محادثات القاهرة شهدت تقدما ملموسا بشأن مستقبل محور فيلادلفيا ومعبر رفح، لكن المسؤولين في إسرائيل يرون أن نظراءهم المصريين يتحدثون بتفاؤل كبير عن قرب التوصل إلى اتفاق.
ونقلت فايش عن مسؤول كبير أن التقارير المصرية بشأن التقدم في المفاوضات «متعجلة لأن هناك أمورا صعبة ومعقدة وهناك قضايا أخرى مهمة لا تزال مفتوحة تتطلب جهودا هائلة لإحداث اختراق فيها».
وأكد المسؤول الكبير أن هناك فرصة للتوصل إلى صفقة جيدة لكن هذا سيكون خلال أسابيع.
وفي السياق، قالت موريا وولبيرغ -محللة الشؤون السياسية في القناة 13- إن ما يحدث في قطر «هو لقاء بين قادة المفاوضات، وهناك تفاؤل كبير»، مشيرة إلى أن المفاوضين الإسرائيليين يؤكدون وجود تقدم لكنهم لا يطلبون تخفيف حدّة الحماس بشأن النتائج.
وأضافت وولبيرغ «هناك تقارير صحفية صادرة من القاهرة تعطي انطباعا عن التوصل إلى نتائج معينة، لكن في إسرائيل يقولون إن هذا التفاؤل سابق لأوانه لأننا بصدد مفاوضات طويلة ومعقدة».
ونقلت وولبيرغ عن مسؤول إسرائيلي كبير أن هناك «قضايا لم يتم التوافق بشأنها، خصوصا الوجود العسكري الإسرائيلي في القطاع وطبيعة انتشاره مع بدء تنفيذ الصفقة، وأيضا أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلَق سراحهم».
أما أور هيلر -مراسل الشؤون العسكرية في القناة 13 الإسرائيلية- فقال إن قادة الجيش وجهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والأجهزة الأمنية كافة يؤكدون أن استعادة عشرات الأسرى أحياء لن يكون ممكنا من دون صفقة.
وأضاف «الجميع يقول إن الظروف قد نضجت للتوصل إلى صفقة تبادل ودفع الأثمان، بما في ذلك الانسحاب مـــــن محوري فيلادلفيا ونتســـــــاريم.. وسيطلق سراح المخربين (الأسرى الفلسطينيين)، وهذا سيؤلمنا جميعا لكنه لا يعني انتهاء الحرب».
كذلك قال وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر إن استعادة الأسرى «سيكون من خلال صفقة لأننا للأسف لم نتمكن من إعادة عدد كبير منهم خلال 9 أشهر من الحرب»، مضيفا أن «الصفقة الأولى أعادت عددا كبيرا من الأسرى وهذه الصفقة ستؤدي إلى إطلاق سراح المزيد، ولا خيار أمامنا لأنه لا توجد صفقة مريحة، وكل الصفقات مؤلمة».