![](/media/cache/d0/31/d0310abcb9272f488dfb1c98427a1862.jpg)
«وكالات» : نقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين قوله، الأربعاء، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يمكنه القيام بدور الوسيط في الصراع الروسي الأوكراني.
وذكرت وكالة «تاس» للأنباء أن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف رد على سؤال في مقابلة مع تلفزيون روسي عما إذا كان بإمكان أردوغان الاضطلاع بهذا الدور بالقول: «لا، هذا غير ممكن».
يأتي هذا بينما التقى أردوغان بنظيره الروسي، الأربعاء، على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في كازاخستان.
وقالت الرئاسة التركية إن أردوغان أبلغ بوتين بأن أنقرة يمكن أن تساعد في إرساء أساس لإنهاء الحرب الأوكرانية الروسية، وبأن التوصل إلى سلام عادل يناسب الجانبين أمر ممكن.
وجاء في بيان الرئاسة التركية، أن أردوغان بحث مع بوتين التعاون الثنائي بين تركيا وروسيا، والأوضاع الراهنة في الحرب الأوكرانية الروسية، كما بحثا الهجوم الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، والسعي إلى تخفيف التوتر في سوريا، ومكافحة الإرهاب.
وقال أردوغان إن تركيا ستواصل بذل الجهود لإحلال السلام في المنطقة والعالم.
كما أعلن أن تركيا تستطيع وضع أساس اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، أولاً من خلال التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار ثم اتفاق سلام. وقال أردوغان إن «السلام العادل الذي يرضي الجانبين أمر ممكن».
يذكر أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان كان قد أعلن خلال لقاء في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن عزم بلاده مواصلة جميع مساعي الوساطة الممكنة فيما يتعلق بأوكرانيا.
من جهته أعرب بوتين حينها عن امتنانه لتركيا على مساعيها لحل الصراع الأوكراني.
من ناحية أخرى أكد الجيش الأوكراني، الخميس، انسحابه من حي في مدينة تشاسيف يار الاستراتيجية شرق البلاد بعدما أعلنت موسكو الأربعاء السيطرة عليه.
وقال الناطق باسم تجمع قوات خورتيتسيا المنتشر بالمنطقة نازار فولوشين في تصريح تلفزيوني، إن «القيادة قررت التراجع إلى مواقع أكثر أماناً وجاهزية»، وفق فرانس برس.
يأتي ذلك بعدما أعلنت روسيا، الأربعاء، السيطرة على أول أحياء تشاسيف يار التي تعد مدينة استراتيجية وتسعى موسكو إلى السيطرة عليها بهدف تسهيل تحقيق اختراق حاسم في شرق أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إن القوات الروسية «حررت حي نوفيي» الواقع على الأطراف الشرقية لمدينة تشاسيف يار الواقعة في منطقة دونيتسك والتي تتمتع بأهمية عسكرية كبيرة.
فيما أكدت قناة «ديب ستايت» (DeepState) على تليغرام التي تضم باحثين ومصادر مقربة من كييف، أن الحي الذي تحدثت عنه موسكو في تشاسيف يار «دُمّر بالكامل»، موضحة أن الاستمرار في السيطرة عليه لن يؤدي إلا إلى «مزيد من الخسائر».
كما أضافت أن «الانسحاب من هذا الحي هو بالتالي قرار منطقي، وإن كان صعباً».
وتسمح تشاسيف يار الواقعة على المرتفعات، للقوات الروسية بالوصول بقذائف مدافعها إلى كراماتورسك أكبر مدينة تعدين في المنطقة والتي تعتبر حصناً حامياً للمناطق الأوكرانية في هذا الجزء من البلاد.
يذكر أن الجيش الروسي استعاد زمام المبادرة خلال الأشهر الأخيرة محققاً مكاسب تدريجية، في ظل سعيه إلى اختراق خطوط الدفاع الأوكرانية في الشرق للاستيلاء على الجزء الذي لا يسيطر عليه من دونباس، بعد أكثر من عامين على بدء العملية العسكرية الروسية.
من جانب آخر لقي 7 أشخاص على الأقل حتفهم، وأصيب عشرات آخرون في ضربات روسية بصواريخ وطائرات مسيرة على مدينتي دنيبرو وزابوريجيا.
وأظهرت صور التقطها أحد الشهود الخائفين، ونشرها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على حسابه على تليغرام، الأربعاء، انفجاراً كبيراً في السماء، أعقبه انطلاق كرة نارية نحو الأرض.
وقالت مديرة مقهى تعرض للقصف تدعى أولها، «في الداخل، أصاب الدمار كل شيء، وكل شيء في الخارج أصابه الدمار أيضاً. أشعر برعشة في جسدي ويدي، الأمر كله معقد ومفزع جداً».
وقالت السلطات المحلية، إن 4 على الأقل من بين 53 جريحاً ما زالوا في حالة خطيرة.
وفي منطقة زابوريجيا، قتل شخصان في ضربات روسية، على ما أفاد الحاكم إيفان فيدوروف.
وأوضح فيدوروف عبر تلغرام، «قتل رجل وامرأة جراء قصف عدو» وأصيب رجل آخر. وأحصى الحاكم 391 هجوماً روسياً على 10 بلدات في منطقة زابوريجيا خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وغالباً ما تشهد منطقة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا التي تفيد روسيا بأنها ضمتها، ضربات أدت إحداها إلى سقوط 7 قتلى ونحو 40 جريحاً، في نهاية يونيو .
وتنفي روسيا استهداف المدنيين أو البنية التحتية المدنية. وقُتل آلاف المدنيين منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022.
وحث زيلينسكي الغرب على توفير مزيد من الدفاعات الجوية والأسلحة طويلة المدى.
وقال، «هذا الإرهاب الروسي لا يوقفه إلا دفاعات جوية حديثة وأسلحتنا بعيدة المدى، بوسع العالم حماية الأرواح، والمطلوب هو موقف حاسم للقادة فحسب».
من ناحية أخرى تعهد رئيس الوزراء الهولندي الجديد ديك شوف، الأربعاء، في أول خطاب يلقيه بعد توليه منصبه، بمواصلة «الدعم المالي والعسكري والسياسي لأوكرانيا».
وقال الرئيس السابق للمخابرات أمام البرلمان الهولندي: «يجب ألا نكون ساذجين. على بعد ساعات قليلة بالطائرة من هنا، هناك حرب مروعة، حيث لا أهمية لحياة البشر بالنسبة لروسيا». وأكد أن «أوكرانيا يمكنها الاستمرار في الاعتماد على هولندا، للحصول على الدعم المالي والعسكري والسياسي».
وتعهد رئيس الوزراء، البالغ 67 عاماً، بتحقيق هدف إنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، وفق ما حدده حلف شمال الأطلسي الذي سيقوده قريباً سلفه مارك روته.
وفي حديثه لمجموعة صغيرة من الصحافيين، بعد تنصيبه رئيساً جديداً للوزراء، الثلاثاء، قال شوف إن «التهديد الرئيسي للبلاد جاء بوضوح من الشرق». وأضاف «ربما لأنني كنت رئيساً للأجهزة الأمنية، فأنا أشعر بالقلق أكثر قليلاً من الآخرين».
ووقعت هولندا هذا العام في عهد روته، اتفاقاً لمنح أوكرانيا ملياري يورو من المساعدات العسكرية على مدى 10 سنوات، وأضافت لاحقاً ملياراً إضافية. كما قاد روته جهود منح كييف طائرات مقاتلة من طراز «إف-16»، وهو القرار الذي وصفه الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأنه «تاريخي» خلال زيارته هولندا.
ويرأس شوف حكومة غير عادية، لا تضم زعماء الأحزاب اليمينية الأربعة التي شكلت ائتلافاً، بعد فوز زعيم اليمين المتطرف غيرت فيلدرز في الانتخابات.
وتنحى فيلدرز جانباً بعد أن هدد بعض شركاء التفاوض في الائتلاف بنسف المحادثات، إذا أصبح فيلدرز رئيساً للوزراء بسبب عدم الارتياح لمواقفه المناهضة للإسلام وتشكيكه بالاتحاد الأوروبي.
ويراقب القادة في بروكسل هولندا، العضو رئيسي في الاتحاد الأوروبي عن كثب، لمعرفة ما إذا كان الهولنديون سيواصلون لعب دور بناء في التكتل.
وتعهد شوف بالالتزام بالاتفاقيات الدولية، لكنه حذر من أن بلاده لن تفرض قواعد أكثر صرامة من الدول الأخرى في مجال السياسة البيئية. وقال «لا يتعين علينا دائماً أن نكون التلميذ الصغير الأفضل في غرفة الدراسة، ولا نملك أن نكون كذلك».