دولي

«وكالات» : أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، في برقية نشرها الكرملين، إلى أن روسيا تدافع عن مبدأ سيادة القانون في السياسة الداخلية، وعلى الساحة الدولية.

ورحب بوتين، بالمشاركين والمنظمين والضيوف في المنتدى القانوني الدولي الـ12 في سانت بطرسبورغ، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك».

وقال: «أرحب بكم في المنتدى القانوني الدولي الثاني عشر في سانت بطرسبورغ، بفضل جدول الأعمال الغني والتكوين التمثيلي للمشاركين، أصبحت اجتماعاتكم حدثاً عاماً مهماً، ومن خلال المناقشات الهادفة، يتبادل علماء القانون والخبراء والمحامون الممارسون المعروفون الخبرات، ويناقشون الابتكارات والمبادرات التشريعية، ويوسعون الاتصالات المهنية. إن روسيا تدافع دائمًا عن مبدأ سيادة القانون على الصعيد المحلي وعلى الساحة الدولية».

وجاء في البرقية أن بوتين مقتنع بأنه في الظروف الحديثة، من المقبول عموماً أن تظل القواعد القانونية قوية الأساس، ويجب أن يُبنى عليها العمل على تعزيز الاستقرار على هذا الكوكب، وحماية سيادة الدول وسلامتها الإقليمية، وحقوق الإنسان والحريات المدنية.

وأكد بوتين أن مجموعة بريكس تسعى جاهدة إلى تطوير تنظيم قانوني فعال، وأن روسيا مستعدة لتعميق التعاون في هذا المجال مع الدول الأخرى.

وأضاف الرئيس الروسي، أن روسيا مستعدة لتعميق التعاون في هذه المجالات مع دول أخرى، وفي المقام الأول منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.

من جهة أخرى قال الكرملين إن أوامر المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال وزير الدفاع الروسي السابق سيرغي شويغو، ورئيس أركان الجيش الحالي فاليري غيراسيموف «منافية للمنطق».

ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية عن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أمس الأربعاء: «لا نعترف باختصاص المحكمة، ولا صلة لنا بقانونها الأساسي. وبناء على ذلك، فإننا لا نعترف أيضاً بمذكرات الاعتقال».

وأضاف بيسكوف أن الأوامر غير منطقية، شأنها في ذلك شأن الأوامر  السابقة ضد الرئيس فلاديمير بوتين، والمفوضة الروسية لحقوق الطفل، ماريا لفوفا بيلوفا.

وأصدرت المحكمة مذكرتين لاعتقال شويغو وغيراسبينيموف، الثلاثاء، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

وحسب المحكمة الجنائية الدولية، هناك أدلة معقولة على أن شويغو وغيراسيموف، مسؤولان عن هجمات صاروخية على شبكة الطاقة الأوكرانية بين10 أكتوبر  2022 و9 مارس  2023.

من جانب آخر أقر سفراء الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد بيلاروسيا، فيما يحاول التكتل اتخاذ إجراءات صارمة ضد التفاف روسيا على العقوبات المفروضة عليها، بسبب غزو أوكرانيا.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في منشور على موقع إكس :»بهذه الحزمة، نزيد الضغط على البلدين، ونجعل عقوباتنا ضد روسيا، أكثر فعالية»، حسب وكالة بلومبرغ، أمس الأربعاء.

وتركز أحدث حزمة من العقوبات، بالأساس على السلع، التي يمكن استخدامها لأغراض عسكرية، لكنها لا تصل إلى حد موائمة العقوبات بشكل كامل مع العقوبات المفروضة على روسيا التي تقيم اتحاداً جمركياً مع بيلاروسيا. 

واتفق التكتل في الأسبوع الماضي على الحزمة الـ14 من العقوبات على روسيا، ضد أسطول الناقلات الروسي، ونقل الغاز الطبيعي المسال، إلى دول ثالثة.

من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن وزيرَي الدفاع الروسي أندريه بيلاوسوف والأمريكي لويد أوستن أجريا مكالمة هاتفية بحثت الأوضاع والحرب في أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن وزير الدفاع الروسي أكد لنظيره الأمريكي مخاطر التصعيد على خلفية تزويد الولايات المتحدة أوكرانيا بالأسلحة.

وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن الاتصال جاء بمبادرة من الجانب الأمريكي.

وهذه أول مكالمة هاتفية بين الرجلين منذ تعيين بيلوسوف وزيرا للدفاع يوم 12 مايو الماضي.

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الجنرال بات رايدر إن أوستن «شدد على أهمية الحفاظ على خطوط الاتصال في سياق الحرب التي تخوضها روسيا على أوكرانيا».

وبنظر موسكو، فإن واشنطن أصبحت طرفا في النزاع الدائر في أوكرانيا من خلال سماحها لكييف باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد مناطق روسية وشبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها روسيا إليها في 2014.

كما حذر وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف، نظيره الأمريكي لويد أوستن من أن استمرار إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا يهدد بتصعيد التوترات، بحسب ما نقلت وزارة الدفاع الروسية.

وأضافت الوزارة عبر تطبيق «تليغرام» الثلاثاء، عن محادثة هاتفية بين المسؤولين، أن بيلوسوف «أشار إلى خطر تصعيد الوضع بشكل أكبر من خلال استمرار إمدادات الأسلحة الأمريكية إلى القوات المسلحة الأوكرانية».

من جانبها، كشفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن أوستن تحدث مع نظيره الروسي هاتفياً، وناقشا أهمية خطوط الاتصال المفتوحة.

وأوضح المتحدث باسم البنتاغون، اللواء باتريك رايدر، للصحافيين، أن أوستن هو من بدأ المحادثة، وأنها كانت أول مكالمة بين أوستن ونظيره الروسي منذ مارس 2023.

وكان أوستن ونظيره الروسي سيرغي شويغو قد تحدثا في مكالمة هاتفية في مارس الماضي، وذلك في اليوم التالي من اعتراض طائرتين روسيتين مسيرة أميركية فوق البحر الأسود، وفق ما أفادت موسكو حينها.

يذكر أن وزارة الدفاع الروسية اتهمت الولايات المتحدة بالتورط في الهجوم الذي نفذته القوات الأوكرانية يوم الأحد ضد مدينة سيفاستوبول بجمهورية شبه جزيرة القرم.

وقالت الوزارة إن الولايات المتحدة إلى جانب السلطات الأوكرانية، مسؤولة عن الضربة الصاروخية المخطط لها والتي تم تنفيذها باستخدام صواريخ أميركية مزودة بذخيرة عنقودية.

كما شددت وزارة الدفاع الروسية على أن مثل هذه الأحداث لن تبقى بدون رد.

من ناحية أخرى استهدفت القوات المسلحة الأوكرانية مركز مراقبة الإشعاع التابع لمحطة «زابوريجيا» النووية، الواقع في بلدة فيليكايا زنامينكا، حسبما جاء في بيان على قناة «تليغرام» للمحطة.

وبحسب البيان: «تم تدمير مركز مراقبة الإشعاع في فيليكايا زنامينكا بالكامل جراء قصف مدفعي للقوات المسلحة الأوكرانية، وقام خبراء محطة الطاقة النووية بعدد من الإجراءات التعويضية لمراقبة الوضع الإشعاعي في المنطقة التي تقع فيها المحطة، نقلا عن «تاس».

ولم تصدر أوكرانيا تعليقاً بعد، وفقاً لـ»رويترز».

واستولت القوات الروسية على محطة زابوريجيا في الأيام الأولى لغزو موسكو لأوكرانيا الذي بدأ في فبراير 2022، ومنذ ذلك الحين تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأن تعريض سلامة المنطقة للخطر.

وخلال أبريل الماضي، قالت روسيا أن طائرة مسيّرة أوكرانية هاجمت محطة زابوريجيا النووية في الجزء الذي تسيطر عليه روسيا من أوكرانيا بعد 10 دقائق فقط من زيارة ممثلين عن بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

ونقلت الوكالة عن إدارة المحطة النووية التي عيّنتها روسيا قولها إن الهجوم استهدف مبنى تابعاً للمحطة يُستخدم لأغراض التدريب.