![](/media/cache/ba/84/ba849300e445b6220d6a4a5b05219037.jpg)
«وكالات» : بشبهة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمس الثلاثاء، مذكرتي اعتقال بحق مسؤولين روسيين عسكريين
وصدرت مذكرتا الاعتقال بحق كل من وزير الدفاع الروسي السابق سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان العامة الجنرال الروسي فاليري جيراسيموف، بشبهة ارتكاب جرائم حرب من خلال شن هجمات على أهداف مدنية وإلحاق ضرر جانبي كبير بمدنيين فضلا عن جرائم ضد الإنسانية من خلال «ممارسات غير إنسانية» في أوكرانيا، على ما جاء في بيان للمحكمة
إلا أن هذا القرار لم يمر مرور الكرام، إذ اعتبرته موسكو «باطلا».
وشدد مجلس الأمن الروسي على أن قرار الجنائية ضد شويغو وغيراسيموف جزء من الحرب ضد روسيا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فاجأ العديد من المراقبين الشهر الماضي بتغييره وزير الدفاع الذي خدم لفترة طويلة معه.
فقد قدم بوتين مساعده الاقتصادي السابق ونائب رئيس الوزراء الأول أندريه بيلوسوف، البالغ من العمر 65 عاما، ليتولى منصب وزير الدفاع خلفا لشويغو، البالغ من العمر 68 عاما، الذي تم تخفيض منصبه وتوليه رئاسة المجلس الأمني.
واستبدل شويغو ببيلوسوف أحد المدنيين التكنوقراط من ذوي الخبرة، الذي شغل سابقا منصب النائب الأول لرئيس الوزراء كما كان مستشارا لبوتين، في واحدة من أكبر التعديلات الوزارية خلال العقد الماضي.
يذكر أن شويغو كان تولى منصب وزير الدفاع منذ عام 2012، وجسد استقرار الحكومات المختلفة في عهد بوتين، تماما مثل سيرغي لافروف الذي لا يزال يحتفظ بمنصبه وزيرا للخارجية.
لكن منذ بداية حرب أوكرانيا انتشرت شائعات عن «عدم كفاءة وزير الدفاع الروسي المقال»، وعن بذخه وتبذيره، في ميزانية الدفاع الضخمة.
من جانب اخر قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بإدانة روسيا بارتكاب انتهاكات حقوقية في شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا، التي قامت موسكو بضمها عام 2014.
ويعني الحكم أن القضاة في ستراسبورغ قرروا الوقوف بجانب أوكرانيا، التي تقدمت بالشكاوى لدى المحكمة.
وتتضمن اتهامات أوكرانيا الاحتجاز غير القانوني والمعاملة السيئة للمدنيين وقمع وسائل الإعلام الأوكرانية واللغة الأوكرانية في المدارس.
يشار إلى أن روسيا لا تعترف بالأحكام التي تصدرها المحكمة.
من جانب آخر، مدد الاتحاد الأوروبي العمل بقواعد الطوارئ الخاصة بإيواء وحماية الأشخاص الذين فروا من الحرب القائمة في أوكرانيا، حتى ما لا يقل عن الرابع من مارس (آذار) من عام 2026.
وقالت وزيرة الدولة البلجيكية لشؤون اللجوء والهجرة، نيكول دي مور، التي ترأست المحادثات من أجل تمديد القواعد، في بيان لها: «تقوم روسيا بترهيب الشعب الأوكراني يوماً بعد يوم، من خلال عمليات القصف التي تقوم بها».
وأوضحت أن «أولئك الذين فروا يمكنهم الاستمرار في الاعتماد على تضامننا».
من جهة أخرى قال الكرملين إن أي خطة سلام في أوكرانيا تطرحها الإدارة الأمريكية المستقبلية المحتملة برئاسة دونالد ترامب يجب أن تعكس الحقائق على الأرض، وإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منفتح دائماً على إجراء مفاوضات.
وطرح اثنين من كبار مستشاري ترامب خطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا لينفذها في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية، وتتضمن عدم تزويد كييف بأسلحة أمريكية إلا إذا دخلت في محادثات سلام.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الكرملين «قيمة أي خطة للسلام تكمن في مراعاة التفاصيل الدقيقة والوضع الفعلي على الأرض، ونحن لا نعرف بعد طبيعة الخطة أو تفاصيلها».
وأضاف «قال الرئيس بوتين مراراً إن روسيا كانت وستظل منفتحة على المفاوضات مع الأخذ في الاعتبار الأوضاع الفعلية على الأرض، نحن منفتحون على المفاوضات، ومن أجل تقييم الخطة، يجب أن نعرف تفاصيلها».
وتابع قائلاً إن الغرب وأوكرانيا لم يقبلا أحدث مقترحات طرحها بوتين للسلام.
وأردف «تعلمون أن بوتين طرح في الآونة الأخيرة مبادرة للسلام لكن للأسف لم يقبلها الغرب ولا الأوكرانيون أنفسهم».
من ناحية أخرى أعلن حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية، فياتشيسلاف غلادكوف، الثلاثاء، بمقتل شخص وإصابة 4 آخرين ووقوع أضرار مادية نتيجة هجوم أوكراني كثيف بالطائرات المسيّرة على المنطقة.
وقال غلادكوف في بيان عبر تطبيق «تليغرام»: «تعرضت مدينة ومنطقة بيلغورود لهجوم واسع النطاق بطائرات بدون طيار، وبحسب المعلومات الأولية، أصيب مدني.
وقام فريق إسعاف بنقل امرأة مصابة بجرح مغلق في الرأس وكسر في ذراعها اليمنى إلى مستشفى المدينة، ما لبثت أن فارقت الحياة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك».
وبيّن غلادكوف عبر تطبيق تيليجرام أن امرأة مسنة توفيت في قرية قريبة من مدينة بيلغورود، وهي المركز الإداري للمنطقة.
أضاف غلادكوف عبر تطبيق تيليجرام أنه تم تدمير ما لا يقل عن 6 طائرات مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق ياكوفليفسكي في بيلغورود.
وأضاف أن شخصين أصيبا بشظايا طائرات مسيرة أسقطها الجيش الروسي.
كما ذكر غلادكوف أن شخصاً آخر أصيب عند إسقاط طائرة مسيّرة فوق مدينة بيلغورود، وهي المركز الإداري للمنطقة،
وأضاف أن أضراراً لحقت بعشرات المباني والسيارات في أنحاء المنطقة التي تعرضت للهجوم الأوكراني.
وذكرت وكالات أنباء روسية أمس الثلاثاء، نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 29 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق منطقة بيلغورود جنوب البلاد.
ويحاول الجيش الأوكراني، بشكل شبه يومي، مهاجمة مواقع في المناطق الحدودية والوسطى من روسيا الاتحادية بالطائرات المسيّرة.
من جهة أخرى أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إقالة قائد القوات المشتركة بالقوات المسلحة اللفتنانت جنرال يوري سودول بعد ظهور تقارير تفيد بأن أداءه كان سيئاً خلال الحرب المستمرة منذ 28 شهراً مع روسيا.
ولم يذكر زيلينسكي، الذي كان يتحدث في خطابه المسائي المصور، الاثنين، أي سبب للإقالة، وفق رويترز.
فيما كشف أن البريجادير جنرال أندريه هناتوف سيحل محل سودول في المنصب الذي تتضمن مهامه التخطيط الاستراتيجي للعمليات.
جاءت إقالة سودول في أعقاب نشر رسالة من رئيس كتيبة آزوف، بوهدان كروتيفيتش، قال فيها إن أفعال سودول أدت إلى انتكاسات عسكرية خطيرة.
وكتب كروتيفيتش في منشور على تطبيق تليغرام، لم يذكر فيه سودول بالاسم، أن هناك جنرالاً «قتل جنوداً أوكرانيين أكثر من أي جنرال روسي».
كما أضاف: «ما يهمني هو أن قادة الكتائب والألوية القتالية يحاكمون على خسارة مركز مراقبة، لكن لا تتم محاكمة جنرال لفقدان مناطق وعشرات المدن وآلاف الجنود».
كذلك أردف أن «جميع العسكريين يفهمون الآن عمن أتحدث، لأن 99 في المئة من الجيش يكرهه بسبب ما يفعله».
في حين نقلت صحيفة «أوكراينسكا برافدا» الإلكترونية عن تقرير مسرب، أنه تم تقديم شكوى جنائية بشأن سودول، الذي تمت ترقيته في وقت سابق من العام. وقالت إن كروتيفيتش مستعد للشهادة ضده.
يشار إلى أن هناتوف كان يشغل منصب نائب قائد المسرح الجنوبي للعمليات منذ عام 2022 ولعب دوراً رائداً في استعادة جزء كبير من منطقة خيرسون الجنوبية من القوات الروسية.
وفي ربيع 2023، قاد الدفاع عن باخموت في شرق أوكرانيا، وهي المدينة التي سقطت بنهاية المطاف في أيدي الروس بعد أشهر عديدة من المعارك الضارية.