
«وكالات» : أكد رئيس تايوان لاي تشينغ-تي، الأربعاء، أن الجزيرة التي تحظى بحكم ذاتي «لن ترضخ» لضغوط الصين.
وقال لاي خلال مؤتمر صحافي نظم في ختام أول شهر من ولايته، إن «ضم تايوان هو سياسية وطنية لجمهورية الصين الشعبية».
وأضاف لاي أنه «بالإضافة إلى القوة العسكرية، تلجأ (الحكومة الصينية) بشكل متزايد إلى أساليب الإكراه غير التقليدية لمحاولة إرغام تايوان على الخضوع. لكن تايوان لن ترضخ للضغط».
وقال إن «شعب تايوان سيدافع بقوة عن السيادة الوطنية وسيحافظ على أسلوب حياته الدستوري الديمقراطي الحر».
خلال الشهر الماضي وبعد أيام على تنصيب لاي رئيسا، أجرت الصين مناورات عسكرية في محيط الجزيرة ردا على خطابه الذي اعتبرته بكين بأنه «اعتراف باستقلال تايوان».
وكان لاي تعهد في خطابه آنذاك الدفاع عن الديمقراطية والحرية في تايوان، داعيا في المقابل إلى الحوار مع الصين المنقطع منذ العام 2016.
على مدى 48 ساعة حشدت الصين سفنا حربية وطائرات وجنودا وقاذفات صواريخ في محاكاة لتطويق الجزيرة.
ويعد مضيق تايوان، وهو ممر بحري يبلغ عرضه 180 كيلومترا ويفصل البر الرئيسي للصين عن الجزيرة التي تحظى بحكم ذاتي، بؤرة للتوتر الذي تزايد منذ تنصيب لاي.
وفي هذا الإطار، عززت تايبيه علاقاتها الاقتصادية مع بعض الدول وزادت مشترياتها من الأسلحة من الولايات المتحدة شريكها الرئيسي.
ووافق البنتاغون، الثلاثاء، على عقدين لإرسال أسلحة إلى تايوان أحدهما بقيمة 300 مليون دولار ويتعلق بمسيّرات، والثاني بقيمة 60,2 مليون دولار، ويشمل 700 طائرة بدون طيار انتحارية أميركية الصنع ذات دقة عالية، سبق أن تم تجهيز الجيش الأوكراني بها.
وشكرت وزارة الدفاع التايوانية واشنطن على توقيع هذه العقود التي من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ خلال شهر.
وقالت الوزارة في بيان إنه «في مواجهة العمليات العسكرية المتكررة للحزب الشيوعي الصيني في محيط تايوان، وافق الجانب الأمريكي على بيع أسلحة يمكنها الرد بسرعة على تهديدات العدو».
وفي وقت سابق هذا الشهر، وافقت واشنطن على بيع تايوان معدات وقطع غيار لطائرات مقاتلة من طراز إف-16 بقيمة 300 مليون دولار.
وشكر لاي تشينغ-تي الولايات المتحدة، الأربعاء، على دعمها، وأكد مجددا ضرورة تطوير قدرة «صمود» في استراتيجية تايوان الدفاعية.
وقال «إن الشعب التايواني يحب السلام ويتعامل بشكل جيد مع الآخرين، لكن السلام يجب أن يدعم بالقوة. السلام عبر الإعداد هو السبيل لتجنب النزاعات».
وتظل الولايات المتحدة التي منحت جمهورية الصين الشعبية اعترافاً دبلوماسياً في العام 1979 على حساب تايوان، الحليف الأقوى للجزيرة ومورّد الأسلحة الرئيسي إليها.
وتدعو بكين إلى إعادة التوحيد «السلمية» لهذه الجزيرة الديموقراطية التي تعد 23 مليون نسمة لكنها لا تستبعد اللجوء إلى القوة لاستعادتها، إذا لزم الأمر.
بعد التدريبات، وعدت بكين بمواصلة الضغط العسكري على الجزيرة «طالما استمرت الاستفزازات المرتبطة باستقلال تايوان».
ولتايوان التي تفصلها عن الصين قناة ضيقة، حكومة وجيش وعملة خاصة بها.
وقال لاي الذي تعتبره الصين «انفصاليا خطرا»، إن لا حاجة لإعلان استقلال تايوان رسميا لأنها «مستقلة أساسا».
من ناحية أخرى أعلن الجيش الفلبيني، الأربعاء، أن خفر السواحل الصينيين صدموا وصعدوا إلى سفن تابعة للبحرية الفلبينية في بحر الصين الجنوبي خلال الأسبوع الحالي وصادروا أسلحة كانت على متنها، في مواجهة أدت إلى إصابة بحار بجروح خطرة.
وقال قائد القيادة الغربية في الجيش الفلبيني، الأدميرال الفونسو توريس، لصحافيين في أول تصريح رسمي حول الحادث، الذي وقع قبالة جزيرة سيكوند توماس شول: «صعد خفر السواحل الصينيون بطريقة غير قانونية على مراكبنا المطاطية وصادروا بعض الأسلحة».
وأوضح أن الأسلحة النارية كانت مخزنة في المراكب من جانب البحارة الفلبينيين الذين طلب منهم عدم إشهار أسلحتهم خلال المواجهة مع الصينييين.
وأضاف أن خفر السواحل الصينيين بعد ذلك «تعمدوا ثقب» المراكب الفلبينية.
كانت جزيرة سيكند توماس شول، التي تشهد وجودا عسكريا للفلبين، مسرحا لعدد متزايد من المواجهات بين السفن الصينية والفلبينية في الأشهر الأخيرة.
تقع هذه الحوادث في معظم الأحيان خلال مهام الإمداد التي تقوم بها الفلبين للعسكريين المتواجدين في «بي ار بي سييرا مادري»، وهي سفينة حربية أغرقت عمدا في الجزيرة بهدف جعلها مركزا متقدما وتأكيد مطالبها السيادية في مواجهة الصين.
تقع جزيرة سيكند توماس على بعد حوالى 200 كيلومتر من جزيرة بالاوان الفلبينية وأكثر من الف كيلومتر عن هاينان، أقرب جزيرة صينية كبيرة.
وذكر خفر السواحل الصيني، الاثنين، إن سفينة إمداد فلبينية في المنطقة «تجاهلت العديد من التحذيرات الرسمية من الصين»، و»اتُخذت إجراءات السيطرة» ضدها «بما يتوافق مع القانون».