
«وكالات» : فيما تتواصل الحرب الروسية الأوكرانية، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية عن اندلاع حريق في خزان للمنتجات البترولية في روستوف نتيجة هجوم مسيرات أوكراني.
وجاء في بيان الوزارة: «وفقا للبيانات التشغيلية، تبلغ مساحة الحريق 5 آلاف متر مكعب».
وأكد البيان الذي نقلته وكالة «تاس» للأنباء، أنه لا توجد أي إصابات، مشيرا إلى أنه تم إرسال سيارات الإطفاء إلى مكان الحادث، لافتاً إلى أنه: «في المجموع، 73 شخصا يعملون على إخماد النار، وتشارك 21 وحدة من الإطفاء».
وقبل ذلك، قال حاكم منطقة روستوف بجنوب روسيا إن مستودعات نفط اندلعت فيها نيران بعد هجوم بطائرة مسيرة، في وقت مبكر من صباح أمس الثلاثاء، في بلدة آزوف التابعة للمنطقة.
وكتب فاسيلي غولوبيف على تطبيق «تلغرام»: «تشير البيانات الأولية إلى عدم وقوع إصابات»، حسب وكالة «رويترز».
ولم يذكر غولوبيف هوية الطائرة المسيرة المهاجمة، غير أن أوكرانيا دأبت على مهاجمة منشآت في بلدات ومدن روسية بواسطة الطائرات المسيرة.
وعلى صعيد متصل، هاجم الجيش الأوكراني أكثر من 10 بلدات وقرى في منطقة كورسك الروسية خلال الـ 24 ساعة الماضية، دون إصابة أحد، وفقا لما نشره القائم بأعمال حاكم المنطقة أليكسي سميرنوف على قناته على تطبيق تلغرام، بحسب ما ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء.
وبحسب سميرنوف، قامت أنظمة الحرب الإلكترونية في المناطق الحدودية بالتشويش على 12 طائرة بدون طيار أوكرانية خلال اليوم الماضي.
ودمرت الهجمات الأوكرانية خطوط الكهرباء في قرية كراسنوكتيابرسكي، كما تركت قريتي فولفينو وفولفينسكي في منطقة غلوشكوفو بدون كهرباء.
وذكر القائم بأعمال حاكم كورسك في مدونته إن أعمال الإصلاح ستبدأ عندما يسمح الوضع بذلك.
من ناحية أخرى أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه سيقدم اقتراحات سلام إلى روسيا ما إن تحظى بموافقة المجتمع الدولي.
وقال زيلينسكي في افتتاح أول قمة للسلام في أوكرانيا التي تستضيفها سويسرا: «حين تصبح خطة العمل على الطاولة، وتكون شفافة بالنسبة إلى الشعوب ويوافق عليها الجميع، سيتم إبلاغها إلى ممثلي روسيا بحيث نتمكن فعلاً من وضع حد للحرب».
من جهتها، كررت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس وقوف الولايات المتحدة الحازم إلى جانب أوكرانيا.
وقالت أمام ممثلي مئة دولة ومنظمة موجودين في سويسرا حتى الأحد بهدف وضع مسودة أولى لخطة سلام: «إذا لم يظهر العالم رد فعل حين يغزو معتد جاره، فإن معتدين آخرين سيزدادون جرأة من دون شك».
وأضافت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «قدم اقتراحاً، ولكن ينبغي قول الحقيقة: إنه لا يدعو إلى مفاوضات، إنه يدعو الى استسلام» أوكرانيا.
من جهته، لاحظ الرئيس الكيني وليم روتو أنها «المرة الأولى التي نجتمع فيها للحديث عن السلام في أوكرانيا بدل الحرب في أوكرانيا».
واعتبر أن «التزاماً من أجل السلام يجعل بعض التنازلات الأساسية أمراً لا بد منه»، مؤكداً أنه للنجاح في صنع السلام ينبغي أن «يجتمع الأصدقاء والأعداء». وشدد روتو على «وجوب أن تكون روسيا حول الطاولة».
من جهته، رأى المستشار الألماني أولاف شولتس أن «السلام لا يعني فقط عدم (خوض) الحرب»، رافضاً مفهوم «الحقيقة الجديدة» الذي روج له الكرملين ويعني الإقرار بسيطرة موسكو على 20% من الأراضي الأوكرانية.
وأكد أن «وقفاً فورياً لإطلاق النار من دون مفاوضات جدية» سيؤدي فقط إلى «نزاع آخر مجمّد».
بدورها، نبهت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى أن «تجميد النزاع» ليس حلاً، بل هو «وصفة لحروب عدوانية مقبلة».
ودعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى «تحديد مبادئ سلام عادل ودائم يقوم على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة».
وأضاف «إنه المسار الواجب سلوكه للتوصل الى وقف دائم للعمليات الحربية».
من جهته أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت خلال القمة لفي سويسرا أن السلام في أوكرانيا لا يمكن «أن يكون استسلاماً» لهذا البلد.
وقال ماكرون: «نحن جميعاً عازمون على بناء سلام دائم. وكما قال كثيرون منكم، فإن سلاماً مماثلاً لا يمكن أن يكون استسلاماً أوكرانياً. هناك معتد وضحية».
واعتبر أن «هذه الحرب مشكلة عالمية». وأضاف الرئيس الفرنسي في كلمته أمام الزعماء أن «لا أحد في هذه القاعة في حالة حرب مع روسيا، لكن الجميع يريد سلاماً مستداماً، سلاما يحترم القواعد الدولية ويستعيد سيادة أوكرانيا».
وأكد أن إحدى أولويات القمة هي «تأمين الوضع حول محطة الطاقة النووية في زابوريجيا» رافضاً «أي تهاون في ما يتعلق بالهجمات التي تستهدف المواقع والمنشآت في أوكرانيا». واعتبر ذلك «جرائم حرب».
وقال «أعتقد أنه من المهم للغاية زيادة الضغط في هذا السياق للحصول على هدنة من الجانب الروسي». كما اقترح الرئيس الفرنسي «أن نؤسس جميعاً في الوقت نفسه متابعة من أجل توسيع دائرة الدول التي تنضم إلى جهودنا».
وأضاف أن ذلك سيمكن من «تجنب انقسام كبير في العالم وتفادي الانجذاب نحو مبادرات أخرى»، مشيراً إلى أن الأمر لا يتعلق «بالتنافس» بين مختلف المقترحات من أجل التوصل إلى تحقيق السلام في أوكرانيا.
وأوضح «أن الأمر يتعلق بوضع ما ينبغي أن يكون مجموعة من مطالب المجتمع الدولي الأساسية والتي يمكن أن نطرحها على روسيا».
من جانب آخر قالت وزارة الطاقة الأوكرانية إن أوكرانيا تعتزم استيراد إمدادات قياسية مرتفعة من الكهرباء بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية للطاقة بسبب الهجمات الصاروخية الروسية.
وتكثف روسيا منذ مارس هجومها بالصواريخ والطائرات المسيرة على منشآت الطاقة الأوكرانية، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء في العديد من المناطق ولجوء كييف إلى البدء في استيراد إمدادات كبيرة من الكهرباء من الاتحاد الأوروبي.
وذكر بيان لوزارة الطاقة أن أوكرانيا ستستورد 35606 ميغاواط/ ساعة، وهو أعلى من الرقم القياسي الذي بلغ 31904 ميغاواط/ساعة.
من ناحية أخرى بدأت روسيا مناورات بحرية في المحيط الهادئ، الثلاثاء، تشمل تدريبات على عمليات مضادة للغواصات وللضربات الجوية، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان.
ويأتي هذا الإعلان قبيل زيارة يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكوريا الشمالية، الثلاثاء، بهدف إقامة شراكة استراتيجية بين موسكو وبيونغ يانغ اللتين تجمعهما «روابط الأخوة الراسخة لرفاق السلاح» بحسب ما قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وتستمر هذه المناورات التي يشارك فيها حوالي 40 زورقاً وقارباً وسفينة بالإضافة إلى نحو 20 طائرة ومروحية «من 18 إلى 28 يونيو (حزيران) في مياه المحيط الهادئ وبحر اليابان وأوخوتسك» في أقصى الشرق الروسي، وفق ما أوضحت وزارة الدفاع الروسية.
ويظهر مقطع فيديو نشرته الوزارة الكثير من السفن والغواصات تبحر قبالة بحر اليابان في فلاديفوستوك، الميناء الرئيسي للأسطول الروسي في المحيط الهادئ.
وأشارت الوزارة إلى أنه «في مراحل مختلفة، سيقوم البحارة بتدريبات على عمليات مضادة للغواصات.. وعلى الضربات الصاروخية ضد مجموعات من سفن عدو تقليدي» و»صد هجمات مسيّرة جوية وبحرية».
من ناحية أخرى أعلنت شركة «كيه أم زد» الروسية أنها تعمل على تطوير جيل جديد من القوارب المسيّرة المتعددة الاستخدامات.
وحول الموضوع قال المدير العام للشركة، ميخائيل دانيلينكو: «تعمل شركتنا على تطوير قوارب مسيّرة جديدة مزودة بمنصة جيروسكوبية عالية الحساسية، وسيتم عرض القوارب والمنصة الجديدة لأول مرة خلال فعاليات معرض آمدس الدولي للدفاع البحري»، بحسب ما ذكرت قناة «روسيا اليوم» الإخبارية.
وأشار دانيلينكو إلى أن المنصة الجيروسكوبية التي حصلت عليها القوارب الجديدة يمكنها العمل في الظروف التي تكون فيها الرياح قوية والأمواج مرتفعة، ويمكن استخدام أي سفينة اوقارب مجهز بهذه المنصة لأعمال الدرسات المائية وعمليات البحث والمسح المائي في الأماكن التي يصعب الوصول إليها، كما أن المنصة مجهزة بمعدات عالية الدقة وأنظمة اتصالات تعمل مع الأقمار الصناعية.
وتبعاً للمعلومات المتوفرة فإن القوارب الروسية الجديدة حصلت على أنظمة خاصة تمكن من التحكم بها عن بعد على مسافات تصل إلى مئات الكيلومترات، كما جهّزت بمحركات كهربائية.
وسيقام معرضآمدس الدولي للدفاع البحري في مجمع «جزيرة الحصون» العسكري بمدينة كرونشتادت بالقرب من بطرسبورغ، في الفترة ما بين 19 و23 يونيو الجاري.