
«وكالات» : قال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا أطلقت وابلا من الصواريخ والطائرات المسيرة، أمس السبت، مما ألحق أضرارا بمنشآت الطاقة في 5 مناطق بأنحاء أوكرانيا.
وذكرت الشركة المشغلة لشبكة الكهرباء في أوكرانيا (أوكرنرجو) إن الهجوم ألحق أضرارا بمنشآت الطاقة في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، ومنطقتي زاباروجيا، ودنيبروبتروفسك في الجنوب الشرقي، ومنطقة كيروفوهراد وسط أوكرانيا ومنطقة إيفانو فرانكيفسك في الغرب.
وأضافت الشركة «أن الروس وجهوا صباح أمس ضربة أخرى لمنشآت الطاقة الأوكرانية. إنه بالفعل سادس هجوم ضخم ومعقد بالصواريخ والطائرات المسيّرة على البنية التحتية المدنية للطاقة منذ مارس الماضي».
وأفاد مسؤولون إقليميون بأن رجال الإطفاء كانوا يقومون بإطفاء الحرائق في عدة مواقع بعد الغارات. لكن لم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات.
وفي وقت سابق أمس، قال قائد القوات الجوية الأوكرانية إن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 35 من 53 صاروخا روسيا و46 من 47 طائرة روسية مسيرة.
ومنذ مارس الماضي كثفت روسيا قصف البنية التحتية للطاقة الأوكرانية، مما أدى إلى تعطيل معظم عمليات توليد الكهرباء في محطات الطاقة الحرارية والكهرومائية، وبالتالي انقطاعات للتيار الكهربائي، ورفع واردات الكهرباء إلى مستويات قياسية.
وقالت شركة (دي.تي.إي.كيه)، وهي أكبر شركة خاصة لتوليد الطاقة في أوكرانيا، إن محطتي الطاقة الحرارية التابعتين لها أصيبتا في الهجوم، وتضررت معداتهما بشدة.
من ناحية أخرى صرح مسؤول السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن الاتحاد لا يملك أي دليل على وجود إمدادات أسلحة من الصين إلى روسيا.
ورداً على أسئلة المشاركين في منتدى «حوار شانغريلا» في سنغافورة، قال بوريل: «لقد التزمت الصين بعدم تزويد الأسلحة (لروسيا)، وليس لدينا أي دليل على أن هذا الأمر (توريد الأسلحة إلى روسيا) يحدث».
وأضاف بوريل: «لكن لا يوجد خط واضح (يفصل) ما بين الأسلحة وما ليس بأسلحة، لأن هناك أشياء يمكن أن تكون مزدوجة الاستخدام».
ولفت بوريل إلى أن المعدات العسكرية الروسية تستخدم قطعا مُنتجة في الدول الغربية مثل الولايات المتحدة الأميركية أو أوروبا أو بريطانيا، وأن «المشكلة ليست في الصين فقط».
وسبق أن أشارت بكين إلى أن إلقاء واشنطن اللوم في إثارة الصراع الأوكراني على الصين لن يساعد في حل الأزمة الحالية، كما نفت مراراً الاتهامات الأميركية حول تقديمها مساعدة عسكرية لموسكو.
وترتبط الصين بعلاقات وثيقة مع روسيا، وتحجم عن انتقاد عمليتها العسكرية في أوكرانيا لكنها عرضت في السابق المساعدة في التوسط في الصراع.
وأكدت الصين، الجمعة، أن حضورها مؤتمراً للسلام بشأن أوكرانيا تستضيفه سويسرا في يونيو سيكون أمراً «صعباً».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، إن «ترتيب هذا الاجتماع لا يزال دون متطلبات الصين وتطلعات المجتمع الدولي، ما يجعل من الصعب على الصين أن تشارك فيه».
وتتطلع الحكومة السويسرية إلى مشاركة واسعة النطاق من مختلف أنحاء العالم في القمة التي ستعقد يومي 15 و16 حزيران، والتي تأمل برن أن تمهد الطريق لعملية سلام في أوكرانيا. ولم تتم دعوة موسكو إلى المؤتمر.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادرها قولهم، إن الصين أكدت أنها لن تشارك في المؤتمر، وقد رفضت الدعوة بسبب «عدم استيفاء شروط المشاركة».
وقال أحد المصادر إن الصين أطلعت دبلوماسيين هذا الأسبوع على أن الشروط التي لم يتم استيفاؤها تشمل ضرورة اعتراف كل من روسيا وأوكرانيا بالمؤتمر، وأن تكون هناك مشاركة متساوية للطرفين، وأن تكون هناك مناقشات منصفة لجميع المقترحات.
هذا وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال الخميس، إن الصين قد تنظم مؤتمر سلام يمكن أن تشارك فيه روسيا وأوكرانيا.
من ناحية أخرى قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري مدفيديف، الجمعة، إن الصراع العسكري الراهن مع الغرب يتطور وفق أسوأ السيناريوهات الممكنة.
جاء ذلك في منشور لمدفيديف بقناته الرسمية على تطبيق «تليغرام»، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام الروسية، حيث كتب أنه يجب على الدول الغربية التي يبدو وكأنها «وافقت على استخدام» أسلحتها بعيدة المدى في عمق الأراضي الروسية (بغض النظر عما إذا كان الحديث يدور عن الأراضي القديمة أو المنضمة حديثا) أن تفهم بوضوح ما يلي:
1 - سيتم تدمير جميع المعدات العسكرية والمتخصصين الذين يقاتلون ضدنا على أراضي أوكرانيا (السابقة) أو على أراضي أي دول أخرى إذا تم تنفيذ هجمات على الأراضي الروسية من هناك.
2 - تنطلق روسيا من حقيقة أن جميع الأسلحة بعيدة المدى التي تستخدمها أوكرانيا السابقة تخضع اليوم لسيطرة عسكرية مباشرة من دول «الناتو». أي أن تلك ليست «مساعدة عسكرية» على الإطلاق، وإنما هي مشاركة في الحرب ضدنا، وقد تصبح مثل هذه التصرفات سببا للحرب.
3 - سيتعين على حلف «الناتو» أن يقرر كيفية تصنيف عواقب الضربات الانتقامية المحتملة على المعدات/المرافق/الأفراد العسكريين في كل دولة من دول الكتلة في سياق المادة 4 و5 من معاهدة واشنطن.
وأضاف ميدفيديف: «في جميع الاحتمالات، تريد قيادة «الناتو» التظاهر بأن الحديث يدور حول قرارات سيادية لدول منفردة في الحلف لدعم نظام كييف، وليس هناك سبب لتطبيق قاعدة معاهدة 1949 بشأن الدفاع الجماعي، وتلك مفاهيم خاطئة وخطيرة وضارة».
وأشار إلى أن مثل هذه «المساعدات الفردية» من دول «الناتو» ضد روسيا، سواء كانت تتعلق بالسيطرة على صواريخ كروز بعيدة المدى أو إرسال فرقة من القوات إلى أوكرانيا، تشكل تصعيدا خطيرا للصراع، وسوف تتلقى أوكرانيا السابقة وحلفاؤها في حلف «الناتو» ردا بهذه القوة التدميرية، بحيث لن يتمكن الحلف نفسه ببساطة من مقاومة الانجرار إلى الصراع».
وبحسب ميدفيديف، «بغض النظر عن مدى ثرثرة المتقاعدين في «الناتو» بأن روسيا لن تستخدم أبدا الأسلحة النووية التكتيكية ضد أوكرانيا السابقة، وحتى أكثر من ذلك ضد دول «الناتو» الفردية، فإن الحياة أفظع بكثير من تفكيرهم التافه. وقبل بضع سنوات أصر هؤلاء أيضا على أن روسيا لن تدخل في صراع عسكري مفتوح مع نظام كييف من أتباع بانديرا، حتى لا تتشاجر مع الغرب، وقد أخطأوا في تقديراتهم والحرب دائرة».
وأضاف: «من الممكن أيضا أن يخطئوا في تقديرهم بشأن استخدام الأسلحة التكتيكية النووية، برغم أن هذا سيكون خطأ فادحا. ففي نهاية المطاف، وكما أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن حق، تتمتع الدول الأوروبية بكثافة سكانية عالية للغاية، وبالنسبة للدول المعادية التي تتجاوز أراضيها منطقة تغطية الأسلحة النووية التكتيكية، هناك أخيرا إمكانات استراتيجية».
واختتم بالقول: «هذا مع الأسف، ليس تخويفا أو خدعة نووية. فالصراع العسكري الراهن مع الغرب يتطور وفق أسوأ السيناريوهات الممكنة، وهناك تصاعد مستمر في قوة أسلحة «الناتو» المستخدمة. لذلك، لا يمكن لأحد اليوم أن يستبعد انتقال الصراع إلى مرحلته النهائية».
من جانب آخر أكدت الولايات المتحدة أن روسيا استخدمت صواريخ باليستية كورية شمالية في الحرب ضد أوكرانيا، وذلك بحسب تقرير لوزارة الدفاع الأميركية يستند إلى تحليل الحطام لإثبات اتهامات موجّهة إلى موسكو منذ أشهر.
واعتمدت وكالة استخبارات الدفاع التابعة للبنتاغون على صور من مصادر مفتوحة للتأكيد أن أجزاء من الحطام التي عثر عليها في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا في يناير، تعود لصاروخ باليستي قصير المدى من إنتاج كوريا الشمالية.
وقارنت الوكالة بين صور هذا الحطام، وصور لصاروخ كوري شمالي سبق أن نشرها الإعلام الرسمي في بيونغ يانغ.
وقالت الوكالة في بيان ترافق مع نشر التقرير الأربعاء إن «التحليل يؤكد أن روسيا تستخدم في حربها في أوكرانيا، صواريخ باليستية تم إنتاجها في كوريا الشمالية»، مشيرة إلى أنه «تمّ العثور على حطام صواريخ كورية شمالية على امتداد كوريا الشمالية».
وسبق لكوريا الجنوبية أن اتهمت عدوتها الشمالية بإرسال حاويات من الذخائر إلى روسيا، في انتهاك للعقوبات الدولية المفروضة على بيونغ يانغ وموسكو.
إلا أن كيم يو يونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون، نفت في مايو الجاري هذه الادعاءات، واصفة إياها بأنها «سخيفة»، ومؤكدة أن بلادها لا تعتزم «تصدير قدراتنا التقنية العسكرية إلى أي دولة».
وكان محللون قد حذروا من أن تكثيف بيونغ يانغ اختبار وإنتاج ذخائر المدفعية وصواريخ كروز في الآونة الأخيرة، قد يكون تمهيدا لإرسال شحنات منها إلى روسيا لاستخدامها ضد كييف.
وردّاً على سؤال لـ»فرانس برس»، قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إنه لا تعليق لديها على التقرير الأميركي.
وشهدت العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ تقارباً في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا اعتباراً من مطلع عام 2022.
وزار الزعيم الكوري الشمالي روسيا العام الماضي في زيارة خارجية نادرة.
كما أعلن الكرملين الأسبوع الماضي، أنه يعدّ لزيارة يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية، ستكون الأولى له إلى بيونغ يانغ منذ العام 2000 حين التقى الزعيم الراحل كيم جونغ إيل، والد كيم جونغ أون.
واستخدمت روسيا في مارس حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي لمنع تجديد تفويض لجنة خبراء الأمم المتحدة لمراقبة العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية، في خطوة شكرت عليها بيونغ يانغ.