
«وكالات» : قالت قناة «زفيزدا» التلفزيونية التابعة لوزارة الدفاع الروسية، أمس الأربعاء، إن وزير الدفاع الجديد أندريه بيلوسوف أرسل برقيات إلى قوات بلاده، التي تخوض المعارك في أوكرانيا، يشكرها على التقدم الذي أحرزته في ساحة القتال.
وأقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حليفه سيرغي شويجو من منصب وزير الدفاع، واستبدله ببيلوسوف، وهو خبير اقتصادي ونائب رئيس وزراء سابق، في خطوة مفاجئة.
واعتبر كثيرون أن هذا التغيير هو محاولة لتحقيق نتائج أفضل من الأموال المخصصة للإنفاق الدفاعي، وتطهير وزارة الدفاع، بعد أن شهدت فضيحة رشوة كبرى.
من جهة أخرى قالت مفوضة حقوق الإنسان تاتيانا موسكالكوفا، أمس الأربعاء، إن عمليات تبادل الأسرى بين بلادها وأوكرانيا متوقفة منذ عدة أشهر.
وألقت موسكالكوفا المسؤولية على كييف وقالت بحسب وكالة «تاس» إن السبب هو ما وصفتها بأنها «مطالبات خاطئة» من أوكرانيا. ولم يصدر تعليق بعد من الجانب الأوكراني.
ونفذت موسكو وكييف عمليات تبادل أسرى على فترات عبر وسطاء، منذ أن بدأت روسيا ما تسميه بالعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، قبل أكثر من عامين.
من ناحية أخرى أكدت أوكرانيا أمس الأربعاء، سقوط 7 قتلى، في أربع مناطق، فيما تواصل روسيا مكاسبها العسكرية، في حين تكافح القوات الأوكرانية لصدها.
وخلف هجوم صاروخي الأربعاء على منطقة سومي الشرقية المتاخمة لروسيا، قتيلين و3 جرحى، وفق ما أعلنت سلطات الإقليم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال حاكم منطقة دونيتسك الموالي لأوكرانيا، إن 3 قتلوا الثلاثاء في هجمات منفصلة.
وقال الحاكم فاديم فيلاشكين، إن شخصين قتلا في بلدة توريتسك، وثالث في هجوم على بلدة سيليدوف، يوم الثلاثاء، والتي تقصفها القوات الروسية بشكل روتيني.
وفي منطقة خيرسون الجنوبية، والتي ضمتها روسيا في 2022 رغم أنها تقاتل للسيطرة على منطقة البحر الأسود، قال الحاكم، إن روسيا قصفت مرافق الإسكان والبنية التحتية.
وأكد حاكم خيرسون الكسندر بروكودين، أن «شخصاً واحداً لقي حتفه نتيجة العدوان الروسي».
وأطلقت روسيا في نهاية الأسبوع الماضي واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ أسابيع على منطقة خاركيف الشمالية الشرقية المتاخمة لروسيا.
وقال ممثلو الادعاء الأربعاء، إن حصيلة الهجوم ارتفعت إلى 19 قتيلاً.
من جهة أخرى أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أمس الأربعاء عبر تطبيق تليغرام أنها أسقطت 13 طائرة مسيرة من أصل 14 أطلقتها روسيا في هجوم ليلي استهدف 3 مناطق في البلاد.
وأوضح حاكم ريفني بشمال غربي أوكرانيا أولكسندر كوفال أن حطام إحدى الطائرات المسيرة سقط على بنية تحتية للطاقة في المنطقة، مما أدى إلى تفعيل آلية دفاعية تسببت في انقطاع الكهرباء عن بعض المناطق، لكن التيار الكهربائي أعيد لاحقا.
وفي منطقة كيروفوهراد ألحق حطام طائرة مسيرة أضرارا بخطوط الكهرباء، وأفاد الحاكم بأن أعمال الإصلاح جارية.
أما في منطقة ميكولايف فقد أسقطت القوات الجوية 11 طائرة مسيرة، دون الإبلاغ عن أضرار.
من جهة أخرى، كشف منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء أن الدول الأوروبية منقسمة بشأن إرسال مدربين عسكريين إلى أوكرانيا.
ورغم أن الاتحاد الأوروبي درّب 50 ألف جندي أوكراني على أراضيه منذ تشكيل مهمة التدريب في عام 2022 فإن هناك جدلا بشأن نقل جزء من هذا البرنامج إلى الأراضي الأوكرانية.
وأشار بوريل إلى أن وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي ناقشوا الأمر في اجتماعهم في بروكسل، لكنه أكد أنه ليس هناك إجماع بين الدول الأعضاء.
ونال موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -الذي تحدث عن إمكانية إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا- تأييد دول البلطيق وبولندا، في حين عارضت دول مثل ألمانيا الخطوة خشية التورط في نزاع مباشر مع روسيا.
وأوضح بوريل أن المؤيدين يعتبرون أن إرسال مدربين إلى أوكرانيا سيجعل التدريب أقرب إلى «سيناريو حرب»، في حين يرى المعارضون مخاطر كبيرة في هذه الخطوة.
وأكد بوريل أن هناك اختلافات في وجهات النظر بين الدول الـ27 الأعضاء، لكنه أشار إلى أن الأمور قد تتغير.
من جهة أخرى قال الكرملين، أمس الأربعاء، إن الرئيس فلاديمير بوتين عيّن أليكسي ديومين، مساعده وحارسه الشخصي السابق، أمينا عاما لمجلس الدولة، وهو هيئة استشارية للرئيس الروسي.
وبعد انتخابه لفترة رئاسية جديدة مدتها 6 سنوات في وقت سابق هذا العام، عيّن بوتين ديومين مساعداً مختصاً بصناعات الدفاع.
وبذلك يخلف ديموين إيغور ليفيتين الذي شغل منصب سكرتير مجلس الدولة من 2013 حتى 14 مايو الجاري عندما عينه بوتين مستشاراً له، ومبعوثاً خاصاً للتعاون الدولي في مجال النقل.
ومجلس الدولة هو هيئة دستورية، شكّلها رئيس الدولة لضمان العمل المنسق لهيئات السلطة في الدولة والتفاعل بينها، وتحديد الاتجاهات الرئيسية للسياسة الداخلية والخارجية لروسيا والمجالات ذات الأولوية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للدولة. ويضم المجلس رئيس الوزراء ورئيس مجلس الاتحاد ورئيس مجلس الدوما، ورئيس الإدارة الرئاسية ورؤساء الأقاليم الروسية.
من ناحية أخرى وعدت السويد، أمس الأربعاء، بتقديم مساعدات عسكرية بقيمة 13.3 مليار كرونة، أي 1.16 مليار يورو لأوكرانيا، في وقت تعاني فيه كييف من تأخير في تسليم المعدات الغربية إلى روسيا.
وقالت نائبة رئيس الوزراء «إيبا بوش» في مؤتمر صحافي إن «السويد تدعم أوكرانيا بحزمة المساعدات السادسة عشرة، وهي الأكبر لها».
ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على منصة «إكس»، بهذه المساعدة العسكرية الجديدة، قائلاً إنها «ستنقذ الأرواح».
وقال زيلينسكي: «هذه المساهمات ضرورية للدفاع عن أوكرانيا وقدرتها على الصمود»، مشيراً إلى أنها تتيح أيضاً «ضمان السلام والأمن على المدى الطويل في أوروبا».
وستقدم ستوكهولم خصوصاً طائرات رادار الاستطلاع ASC890. هكذا ستكون أوكرانيا تملك «قدرة جديدة للاستطلاع عبر الرادار المحمول جواً، وإدارة القتال ضد أهداف في الجو والبحر»، بحسب ما جاء في بيان حكومي.
وأوضح وزير الدفاع السويدي بال يونسون أن طائرات الرادار هذه ستسمح لكييف «بالتعرف على صواريخ كروز والمسيرات، وكذلك الأهداف على الأرض والبحر».
وستقدم السويد أيضاً كل مخزونها البالغ 302 ناقلة جند مدرعة لدعم إنشاء ألوية جديدة للجيش الأوكراني، وتشمل حزمة المساعدات أيضاً صواريخ آر بي 99 القتالية.
وكانت السويد تخطط أيضاً لإرسال طائرات مقاتلة من طراز غريبن إلى أوكرانيا، لكنها أعلنت تعليق هذا المشروع، تلبية لطلب من الدول الشريكة لإعطاء الأولوية لتسليم طائرات إف-16 إلى أوكرانيا.
وأعلنت ستوكهولم أيضاً عن خطة مساعدة لضمان إمدادات الطاقة لأوكرانيا، بقيمة 650 مليون كرونة (57 مليون يورو).
وتفكر السويد أيضاً بخطة مساعدات مدنية وعسكرية متعددة السنوات بقيمة 75 مليار كرونة (6.5 مليار يورو) بين عامي 2024 و2026، من أجل دعم كييف «طالما لزم الأمر».
وأوكرانيا هي المستفيد الأكبر من المساعدات السويدية.
من ناحية أخرى حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن منح أوكرانيا الضوء الأخضر من الدول الغربية لاستخدام سلاحها لاستهداف أراضي بلاده قد تترتب عليه عواقب خطيرة، فيما نقلت وسائل إعلام عن مسؤول استخباراتي روسي قوله إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يحضر لتوجيه ضربات نووية لروسيا في ظل التوتر بين الكرملين والحلف.
كما حذر بوتين، خلال زيارة يقوم بها لأوزبكستان، من أن التصعيد الغربي المستمر ضد بلاده قد يؤدي إلى عواقب خطيرة.
وقال إن على الدول الأوروبية، خاصة تلك الصغيرة منها وفق وصفه، أن تكون مدركة لما تقوم به.
وأضاف «على تلك الدول أن تتذكر أنها بلدان ذات مساحة أرضية صغيرة وكثافة سكانية عالية، ويجب أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار قبل الحديث عن ضرب عمق الأراضي الروسية».
ويأتي تحذير بوتين في وقت اتهم فيه رئيس إدارة حرس الحدود لدى جهاز الأمن الفدرالي الروسي الجنرال فلاديمير كوليشوف حلف الناتو بتكثيف مناوراته العسكرية، وإجراءات تدريبات تمهيدا لتوجيه ضربة نووية لروسيا.
وقال كوليشوف، في حديث لوكالة «نوفوستي» الرسمية الروسية، إن موسكو قلقة بشأن زيادة أنشطة الحلف قرب حدود روسيا، وأوضح أن الناتو كثف أنشطته الاستخباراتية وتدريباته العسكرية قرب حدود بلاده.
وأضاف «يتدربون قرب الحدود الروسية ويكثفون نشاطهم الاستطلاعي، كما يكثفون تدريباتهم على القتال ضد روسيا بهدف توجيه ضربات نووية لأراضينا».