
«وكالات» : أظهر مشروع قرار حكومي أن وزارة الدفاع الروسية اقترحت مراجعة الحدود في المياه الإقليمية الروسية ببحر البلطيق، ما أثار انتقادات فنلندا وليتوانيا العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ووفقاً للمشروع الذي يحمل تاريخ 21 مايو، فإن الوزارة اقترحت تعديل الحدود حول الجزر الروسية في الجزء الشرقي من خليج فنلندا وحول كالينينغراد.
وجاء فيه أن «الحدود البحرية لروسيا الاتحادية ستتغير». وسيدخل القرار حيز التنفيذ في يناير 2025 في حال تمت الموافقة عليه.
وبررت وزارة الدفاع اقتراح التعديل بأن الاتحاد السوفيتي استخدم في عام 1985 خرائط بحرية تعود لمنتصف القرن العشرين ولا تتوافق تماماً مع الإحداثيات الحديثة للخرائط.
ولم يتضح على الفور من مشروع القرار التعديلات وما إذا كان قد جرت أي مشاورات مع الدول الأخرى المطلة على بحر البلطيق.
وتعليقاً على الموضوع، قال الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب إن «السلطات الفنلندية تحقق في المعلومات الواردة في وسائل الإعلام الروسية حول تحديد المناطق البحرية في خليج فنلندا».
وأضاف: «الحكومة تراقب الوضع عن كثب، وروسيا لم تكن على تواصل مع فنلندا بخصوص هذا الأمر، وستتعامل فنلندا كعادتها بهدوء وبناء على الوقائع».
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الفنلندية إيلينا فالتونين، إن روسيا يجب أن تلتزم باتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، مضيفة أن روسيا تثير حالة من «الارتباك».
من جانبه، قال وزير خارجية ليتوانيا إن المقترح الروسي يمثل تصعيداً ضد حلف شمال الأطلسي وضد الاتحاد الأوروبي.
من ناحية أخرى أفاد مسؤولون أن طائرات مسيرة روسية استهدفت مواقع للطاقة في ساعة مبكرة من الأربعاء، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن بعض المناطق في سومي بشمال أوكرانيا.
وقالت السلطة المحلية في سومي عبر منشور على تطبيق تليغرام إن الطائرات المسيرة قصفت مدينتي شوستكا وكونوتوب، شمال شرق كييف وقرب الحدود الروسية.
وأضافت أن القوات الجوية الأوكرانية أسقطت 7 طائرات مسيرة استُخدمت في الهجوم.
وذكر الجيش الأوكراني أنه أسقط 24 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا الليلة الماضية لاستهداف 5 مناطق أخرى في الجنوب والشرق من البلاد.
وكانت خدمة الطوارئ تعمل جاهدة لاستعادة التيار الكهربائي، وعادت الكهرباء في 3 مناطق صباح أمس.
وبينما كانت القوات الروسية تشق طريقها عبر الحدود إلى منطقة خاركيف الشمالية الشرقية قبل ما يزيد قليلا عن أسبوع، حذر مسؤولون أوكران من حشد القوات الروسية واحتمال التقدم إلى منطقة سومي المجاورة.
من جهة أخرى نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول بوزارة الخارجية الروسية قوله، أمس الأربعاء، إنه إذا أرسلت فرنسا قواتها إلى أوكرانيا فإن رد روسيا لن يكون سياسيا فحسب.
ولم يحدد أرتيوم ستودينيكوف، رئيس الإدارة الأوروبية في الوزارة، الإجراءات التي ستتخذها روسيا في مثل هذا الحدث، لكنه قال إن موسكو حذرت باريس.
وأضاف ستودينيكوف أن إرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا سيزيد من خطر وقوع اشتباك بين البلدين المسلحين نوويا.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد جدد مؤخراً استعداده لإرسال قوات إلى أوكرانيا معتبرا في مقابلة نشرتها «ذي إيكونوميست» مطلع الشهر أنه ينبغي «طرح هذه القضية» في حال اخترقت موسكو «خطوط الجبهة» وفي حال طلبت كييف ذلك.
وقال الرئيس الفرنسي للمجلة البريطانية: «في حال اخترق الروس خطوط الجبهة وفي حال ورود طلب أوكراني بهذا الخصوص وهو أمر لم يحصل بعد، يجب أن نطرح هذه القضية بشكل مشروع».
وأضاف: «إن استبعاد ذلك من الآن يعني أننا لم نستخلص العبر من السنتين الماضيتين» عندما استبعدت دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في البداية إرسال دبابات وطائرات إلى أوكرانيا بعد بدء العملية الروسية في فبراير 2022 قبل أن تغير رأيها على ما أفاد.
من جهة أخرى أعلنت روسيا، بدء مناورات تشمل أسلحة نووية تكتيكية في منطقتها العسكرية الجنوبية قرب أوكرانيا، رداً على ما قالت إنها «تهديدات» غربية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها بدأت المرحلة الأولى من مناورات عسكرية «تتضمن تدريباً عملياً على تجهيز الأسلحة النووية غير الاستراتيجية واستخدامها» في المنطقة العسكرية الجنوبية.
وأفادت بأن المناورات ستختبر «جاهزية.. أسلحتها النووية غير الاستراتيجية.. لضمان سلامة أراضي وسيادة الدولة الروسية».
وأوضحت أنها تأتي «للرد على التصريحات الاستفزازية والتهديدات الصادرة عن مسؤولين غربيين معيّنين».
وبثت، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل حول مكان هذه التدريبات، صورا تظهر منظومتي إسكندر منتشرتين في أحد الحقول وجنودا يعملون في مطار حول مقاتلة.
يهدف السلاح النووي التكتيكي الذي يحتوي على شحنة متفجرة أصغر من السلاح النووي الاستراتيجي، من الناحية النظرية إلى تدمير أهداف في ساحة المعركة ويمكن إطلاقه من المركبات أو المدفعية أو السفن أو الطائرات.
ولجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التهديد بالأسلحة النووية خلال النزاع في أوكرانيا. والعام الماضي انسحب من معاهدة للحظر الشامل للتجارب النووية، ومن اتفاق رئيسي مع الولايات المتحدة يهدف لمنع انتشار الأسلحة.
وأصدر أوامر في مطلع مايو للجيش الروسي بتنظيم تدريبات نووية تشارك فيها قوات سلاح البحرية والجنود المتمركزون قرب أوكرانيا، معززا المخاوف من إمكانية استخدامه هذه الأسلحة في ميدان المعركة.
من جهة أخرى، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، الثلاثاء، إن الجيش الأوكراني قصف سفينة الصواريخ الروسية تسيكلون في شبه جزيرة القرم التي تحتلها موسكو يوم الأحد.
ولم تقدم هيئة الأركان مزيدا من التفاصيل حول الأمر.
من ناحية أخرى نزح أكثر من 14 ألف شخص بسبب القتال المستمر في منطقة خاركيف الأوكرانية، حيث بدأت موسكو هجوماً برياً واسع النطاق في العاشر من مايو، حسبما أفادت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في أوكرانيا يارنو هابيت خلال مؤتمر صحافي «نزح أكثر من 14 ألف شخص في بضعة أيام ولا يزال نحو 189 ألفاً آخرين يعيشون على بعد أقل من 25 كيلومتراً من الحدود مع روسيا الاتحادية ويواجهون مخاطر كبيرة بسبب القتال المستمر».
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أعرب في مقابلة مع وكالة فرانس برس، الجمعة، عن خشيته من أن يكون الهجوم البري الذي بدأته روسيا في منطقة خاركيف بشمال شرقي البلاد، بمثابة تمهيد لهجوم أوسع نطاقاً في الشمال والشرق.
من ناحية أخرى قالت قيادة قوات الفضاء الأمريكية أمس الثلاثاء، إن روسيا أطلقت الأسبوع الماضي قمراً صناعياً يعتقد مسؤولون بالمخابرات الأمريكية أنه سلاح قادر على رصد ومهاجمة أقمار صناعية أخرى.
وانطلق صاروخ سويوز الروسي من موقع بليسيتسك على بعد حوالي 800 كيلومتر إلى الشمال من موسكو في 16 مايو ونَشر في مدار أرضي منخفض ما لا يقل عن 9 أقمار صناعية من بينها كوزموس 2576 وهو نوع من المركبات الفضائية العسكرية «الراصدة» الروسية الذي سبق أن أدانه مسؤولون أمريكيون بالنظر لسلوكه المتهور في الفضاء.
وقال المتحدث الرسمي باسم قيادة الفضاء الأمريكية في بيان: «لقد راقبنا نشاطات عديدة، وتقديراتنا تشير إلى أنه سلاح فضائي مضاد لديه على الأرجح قدرة على مهاجمة أقمار صناعية أخرى في مدار أرضي منخفض». وأضاف «أطلقت روسيا سلاح الفضاء المضاد هذا في نفس مدار قمر صناعي حكومي أمريكي».
وجاء في البيان أن كوزموس 2576 يشبه المركبات الفضائية المضادة التي نُشرت سابقاً في عامي 2019 و2022، في إشارة إلى تكتيكات اتبعتها روسيا في الماضي لنشر أقمار صناعية بالقرب من أقمار تجسس أمريكية حساسة.
وكانت وكالات المخابرات الأمريكية تتوقع إطلاق كوزموس 2576 وأبلغت حلفاء بتقييمها بشأن القمر الصناعي قبل نشره في الفضاء، وفقاً لمسؤول أمريكي مطلع. وشمل الإطلاق أيضاً نشر أقمار صناعية للأغراض المدنية على مدارات مختلفة.
ولم يقترب كوزموس 2576 حتى أمس الثلاثاء من أي قمر صناعي أمريكي، لكن محللي الفضاء لاحظوا أنه يتواجد في نفس المدار لقمر أمريكي تم إطلاقه في أبريل 2021.
ومنذ حرب روسيا ضد أوكرانيا في فبراير 2022، أحاطت روسيا الكثير من أنشطتها الفضائية بالسرية وهددت بمهاجمة الأقمار الصناعية الأمريكية التي تساعد الجيش الأوكراني في الدفاع، مثل أقمار ستارلينك التابعة لشركة سبيس إكس وهي شبكة واسعة من آلاف الأقمار الصناعية للإنترنت تحلق في مدار أرضي منخفض.
من جهة أخرى قال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، أمس الأربعاء، إن الصين تعمل على تزويد روسيا بمعدات قتالية في حربها ضد أوكرانيا.
وقالت وكالة بلومبرغ للأنباء إن شابس أدلى بهذه التصريحات في خطاب ألقاه في مؤتمر دفاعي في لندن، مشيراً فيه إلى أن نمو التجارة بين الدولتين الجارتين قد اتسع ليشمل معدات ذات تطبيقات عسكرية أكثر وضوحاً.
وقال شابس: «يمكنني، اليوم، كشف أننا نملك أدلة على أن روسيا والصين تتعاونان في المعدات القتالية لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا»، مضيفاً «إنهما تحميان ظهر كل منهما الأخرى.»
وحذرت الولايات المتحدة من جهنها الصين من مغبة تجارتها مع روسيا، وهددتها بعقوبات على البنوك التي تدعم آلة الحرب الروسية.
ورغم ذلك تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال زيارة قام بها نظيره الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق من هذا الشهر للصين، بتوسيع التعاون مع موسكو للتصدي لما وصفاه بمحاولات الاحتواء التي تمارسها الولايات المتحدة.
وقال وزير دفاع بريطانيا، في خطابه إن روسيا والصين، إضافة إلى إيران وكوريا الشمالية «تعمل معاً بشكل متزايد»، وحث أعضاء حلف شمال الأطلسي على اليقظة، وزيادة الإنفاق الدفاعي.
وأعلن رئيس الوزراء ريشي سوناك، في الشهر الماضي أن المملكة المتحدة ستزيد انفاقها الدفاعي إلى 2.5 في المئة من الناتج المحلى الإجمالي بحلول 2030، مقارنة مع نسبته الحالية التي تصل إلى 2.3 في المئة.