
«وكالات» : 226 يوماً مرت على الحرب الإسرائيلية المدمرة في قطاع غزة، والتي حصدت حتى الآن أكثر من 35 ألف قتيل فلسطيني، فيما لا تزال الغارات مستمرة، شمالاً وجنوباً.
ففي جديد التطورات الميدانية، أفادت مصادر، أمس الأحد، بأن اشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت في شارع العجارمة بمخيم جباليا شمال القطاع، وسط دوي انفجارات في المكان.
كما أشار إلى أن الطيران الإسرائيلي استهدف محيط مستشفى كمال عدوان شمال القطاع أيضا.
كذلك شهد مخيم النصيرات وسط القطاع قصفاً إسرائيلياً أودى بحياة 31 مدنياً. وأعلن مستشفى شهداء الأقصى (وسط قطاع غزة) أنّ غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في مخيّم النصيرات للاجئين، ما أسفر عن مقتل 20 شخصاً على الأقل.
كما أوضح في بيان أن القصف الإسرائيلي طال منزلاً لعائلة حسان في المخيّم الجديد شمال مخيّم النصيرات. وبحسب شهود، وقعت الغارة حوالى الساعة الثالثة فجراً (منتصف الليل ت.غ).
إلى ذلك، طال القصف المدفعي الإسرائيلي منطقة الشيخ زايد وتلة قليبو، فضلاً عن بلدة بيت لاهيا شمال غزة. وقتل 3 وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج شرق مدينة غزة. كذلك استهدفت الطائرات الإسرائيلية منزلاً لعائلة عوض قرب مسجد الصفاء في مخيم البريج وسط القطاع.
أما في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، فلا تزال الغارات الإسرائيلية تتركز على شرق المدينة منذ أيام.
كما طالت الغارات وسط المدينة أيضا، فيما أطلقت زوارق حربية إسرائيلية عدة قذائف صوب ساحل بحر مدينة رفح.
يأتي ذلك، فيما تتواصل التحذيرات الأممية والدولية من خطر اجتياح تلك المدينة التي كانت تعج بمئات آلاف النازحين الذين فروا من الحرب في شمال ووسط القطاع، ليجدوا أنفسهم مرة ثانية مجبرين على النزوح، من دون وجود آماكن آمنة تؤويهم.
فقد جددت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، السبت، التأكيد أن 800 ألف شخص أجبروا على الفرار من رفح باتوا على الطرقات، بعد أما أجبروا على الرحيل إثر بدء القوات الإسرائيلية توغلها شرق المدينة يوم السادس من مايو الحالي.
وكان ملف اجتياح تلك المدينة المحاذية للحدود المصرية، والذي تتمسك به الحكومة الإسرائيلية برئاسة، بنيامين نتنياهو، أثار حفيظة وقلق مصر، كما وتّر العلاقة بشكل غير مسبوق بين تل أبيب وواشنطن، ودفع الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي إلى تعليق شحنة أسلحة كان من المقرر إرسالها إلى إسرائيل.
من ناحية أخرى بعد ساعات قليلة على انتقاداته اللاذعة التي وجهها إلى الوزير في الحكومة الإسرائيلية المصغرة، بيني غانتس، أصدر وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، تصريحات متطرفة جديدة.
فقد اعتبر أن خطة اليوم التالي للحرب في قطاع غزة، التي تطرق إليها غانتس، لا بد أن تكون السيطرة بشكل كامل على القطاع الفلسطيني.
وقال في تصريحات، أمس الأحد، «خطة اليوم التالي تقتضي أن يكون القطاع بكامله لنا وتحت سيطرتنا، وأن نعيد الاستيطان هناك»، وفق ما نقلت صحيفة «معاريف».
كما اعتبر أن « مجلس الحرب الإسرائيلي يجر البلاد إلى الخسارة والتخبط شمالاً وجنوباً»، في إشارة إلى جباليا وغيرها من المناطق شمال غزة، فضلا عن جنوبها لاسيما في رفح.
أتى ذلك، بعدما وصف الوزير المتطرف غانتس بالبهلوان والكاذب. وكتب في تغريدة على حسابه في منصة إكس السبت أن «غانتس قائد صغير، لكنه بهلوان كبير»، معتبراً أنه «منذ اللحظة الأولى لانضمامه إلى الحكومة انشغل في محاولات تفكيكها».
كما رأى أنه بعد سفر غانتس إلى واشنطن أضحت الإدارة الأميركية معادية لتل أبيب، ملمحاً إلى مؤامرات حاكها ولا يزال الوزير المذكور.
بدوره، دعا وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، مساء السبت، ردا على تهديد غانتس، بالانسحاب من الحكومة، إلى السيطرة الإسرائيلية الكاملة على غزة.
وكان غانتس أمهل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في خطاب حتى 8 يونيو لتحديد استراتيجية واضحة للحرب في غزة، ولليوم التالي بعد إنهاء الصراع.
فيما رد نتنياهو معتبراً أنه كان حريا بعضو الحكومة المصغرة أن يمهل حماس بدل الحكومة.
يشار إلى أن تصريحات غانتس كانت أظهرت بشكل رسمي وعلني لأول مرة تزايد الضغوط على الائتلاف الإسرائيلي، الذي تهيمن عليه أحزاب اليمين المتطرف، لاسيما أن وزير الدفاع يوآف غالانت كان طالب بدوره يوم الأربعاء بوضع خطط ما بعد الحرب، داعياً نتنياهو إلى التخلي عن فكرة احتلال غزة عسكريا مرة أخرى.
من جانب اخر فيما لا تزال الحدود اللبنانية الإسرائيلية تشهد اشتباكات شبه يومية منذ الثامن من أكتوبر 2023، أي بعد يوم واحد من تفجر الحرب في قطاع غزة، أطل وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش متوعداً ومهدداً.
وشدد في تصريحات أمس الأحد على أنه لا مفر من الحرب مع حزب الله.
كما أردف: «برأيي نحن في طريقنا إلى الحرب مع حزب الله»، وفق ما أفادت «القناة 12» الإسرائيلية.
كذلك أضاف أنه سيتعين على الجيش الإسرائيلي السيطرة على جنوب لبنان إذا لم يستجب حزب الله للإنذار الأخير، قائلاً في مؤتمر صحافي من شمال إسرائيل: «لكي يعود سكان الشمال إلى واقع أمني مختلف ويستمتعوا بنوم هادئ ليلاً، يجب أن تنتهي هذه الحرب بهزيمة عسكرية حاسمة لحزب الله».
ورأى أنه يتعين «إنشاء منطقة أمنية يبقى فيها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان»، وتوجيه إنذار نهائي لحزب الله بشأن سكان الشمال، حسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.
ومنذ الثامن من أكتوبر 2023، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل يومي.
فيما أسفر التصعيد على جانبي الحدود عن مقتل 419 شخصاً على الأقل في لبنان، بينهم 267 عنصراً على الأقل من حزب الله وأكثر من 80 مدنياً، وفقاً لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس.
أما الجانب الإسرائيلي فأعلن مقتل 14 عسكرياً و11 مدنياً، بينما فر آلاف الإسرائيليين من مناطق الشمال المحاذية للحدود اللبنانية.
من ناحية أخرى على الرغم من كافة التحذيرات الدولية لاسيما الأميركية، من اجتياح رفح، وفيما حط مستشار الأمن القومي الأميركي، جاك سوليفان، في تل أبيب، أقرّ وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ورئيس الأركان المرحلة التالية من «عملية رفح التدريجية»، حسب ما أفاد مراسل العربية/الحدث.
كما أضاف أنه من المتوقع أن يستعرض المنسق العسكري لأعمال الحكومة الإسرائيلية ورئيس قسم الاستراتيجية ورئيس قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد أمام سوليفان طبيعة المرحلة التالية في مدينة رفح وأبعادها على الأرض.
أتت تلك التطورات بعدما أعلن البيت الأبيض سابقاً أن سوليفان سيجري محادثات مع الإسرائيليين ويؤكد ضرورة ملاحقة مسلحي حماس بطريقة محددة الأهداف وليس من خلال هجوم واسع النطاق على مدينة رفح الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة، والمكتظة بالنازحين.
وكانت القوات الإسرائيلية بدأت منذ السادس من مايو بالتوغل في المدينة التي تعتبرها المعقل الأخير لمقاتلي حماس.
فيما فر مئات الآلاف من الفلسطينيين من رفح التي كانت تعد واحدة من الأماكن القليلة المتبقية أمامهم ليلوذوا بها.
يذكر أن ملف اجتياح رفح كان أثار حفيظة العديد من الدول الغربية والعربية في طليعتها مصر المحاذية لقطاع غزة.
كما صاعد التوتر بين واشنطن وتل أبيب بشكل غير مسبوق، ودفع الرئيس الأميركي الأسبوع الماضي إلى تعليق شحنة أسلحة كان من المقرر سابقا إرسالها إلى الجيش الإسرائيلي.
إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تمسك بـ «عملية رفح» كما يصفها، مؤكدا أنها ضرورية لحماية أمن بلاده. وقال في مقابلة مع CNBC يوم الأربعاء الماضي إن عملية رفح، التي بدأت في السادس من مايو الحالي، بعد إنذار إسرائيلي لسكان أحياء في شرق المدينة الفلسطينية حيث لجأ 1.4 مليون نازح، من أجل إخلائها، ستنفذ على مراحل، مؤكدا أنها تستغرق أسابيع.
في حين كرر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، موقف بلاده الرافض لها، مشددا على أن واشنطن لا يمكنها تأييد التوغل العسكري في رفح في غياب خطة «ذات مصداقية» لحماية المدنيين.
من ناحية أخرى كشفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن إسرائيل تعمل على شل قدرة المنظمات غير الحكومية ومنظمات حقوق الإنسان على معالجة الأزمة الإنسانية الأليمة في غزة والضفة الغربية.
وأوضحت أن إسرائيل تعمل على ذلك من خلال تشويه وتهديد وتعذيب عمال الإغاثة الحاليين، مع تقييد أو رفض منح تأشيرات للأشخاص الذين يرغبون في القدوم والمساعدة.
وأضافت الأمم المتحدة أن أول عامل إغاثة أجنبي لديها قُتل هذا الأسبوع في هجوم دبابة إسرائيلية على سيارته التي تحمل علامة.
كما اشتكى الموظفون من مضايقات السلطات حيث يكافح الموظفون الدوليون للحصول على تأشيرات طويلة الأجل ويخشى الموظفون المحليون الانتقام من عائلاتهم إذا تحدثوا إلى وسائل الإعلام.
وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم الأونروا، لصحيفة «ديلي بيست»: «لقد تعرض الموظفون للمضايقات وهم خائفون على عائلاتهم».
وأضافت: «تعرض موظفونا في غزة والضفة الغربية للتهديد بالاعتقال من قبل الجنود الإسرائيليين عند نقاط التفتيش، كما تم استهداف الموظفين الذين يقودون سيارات الأمم المتحدة ويرتدون سترات الأمم المتحدة».
وبدأت مشاكل التأشيرات في التصاعد بعد أن منعت إسرائيل المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني من دخول غزة من مصر في وقت سابق من هذا العام.
يشار إلى أن علاقة إسرائيل السيئة مع الأونروا تعود إلى عقود مضت، لكنها وصلت إلى نقطة الانهيار عندما اتهمت 12 من موظفي الأونروا بالمشاركة في هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.
لكنها لم تقدم أي دليل يدعم مزاعمها، وفقا للأونروا، التي قررت رغم ذلك إنهاء عمل من وردت أسماؤهم.
وزعمت الأمم المتحدة أيضاً في تقرير صدر الشهر الماضي أن الفلسطينيين الذين اعتقلوا في غزة، بما في ذلك موظفوها، تعرضوا لانتهاكات شديدة وتعذيب أثناء احتجازهم في إسرائيل، وربما تكون بعض «الاعترافات» حول التورط في هجمات 7 أكتوبر قد تم الحصول عليها. بالإكراه.