عواصم- «وكالات»:فيما لايزال سكان غزة يرزحون تحت وطأة إجرام قوات الاحتلال الإسرائلي، بدا واضحا أن البوصلة اتجهت إلى مكان آخر، حيث الصراع الإسرائلي الإيراني.
الأمر أشبه بمناقشات مكوكية يقودها قادة الحرب الإسرائليين والتي تعكس مخاوفهم من فتح جبهة جديدة فيمكان آخر قد تحرف الاحتلال الاسرائلي عن هدفه الذي يركز عليه حاليا في غزة.
وفي تلك الأثناء تتزايد الضغوط الدولية على الإسرائليين للتراجع عن توجيه ضربة لإيران.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، إن معظم القيادات الإسرائيلية تؤيد رداً على إيران، بعد هجوم السبت الماضي، فيما يرفض البعض فتح مزيد من الجبهات، ولذلك تم تأجيل الهجوم، الذي تشير التقديرات في الولايات المتحدة إلى أنه لن يحدث إلا قبل عيد الفصح.
وأضافت «يديعوت أحرونوت» في تقرير تحت عنوان «إسرائيل لن تهاجم قبل عيد الفصح.. التأخير والمناقشات والطرق الممكنة»، أنه بعد 4 أيام من الهجوم الإيراني الذي شمل أكثر من 350 صاروخاً وطائرات مسيرة، تتحفظ القيادة الإسرائيلية على الرد المباشر على طهران.
وأشارت إلى أن المناقشات تتواصل في إسرائيل حول مسألة الرد على الهجوم، إلا أن الأسئلة حول موعد الهجوم وطريقته لا تزال قائمة، مع أخذ الاعتبارات العملياتية، التي تؤثر على المناقشات في الاعتبار، بالإضافة إلى تزايد الضغوط الدولية.
ولفتت الصحيفة إلى ما نشرته وسائل إعلام أمريكية، نقلت عن مسؤول أمريكي كبير، أنه في ظل المحادثات الجارية في إسرائيل، من غير المتوقع أن يتم الرد الإسرائيلي على إيران قبل عيد الفصح الأسبوع المقبل.
ووفقاً للصحيفة، من بين الخيارات التي يتم النظر فيها، الهجوم على سفن إيرانية، ولكن هناك خيارات أخرى مثل الهجوم السيبراني.
وتابعت: «لا تعتقد جميع القيادة الإسرائيلية أنه من الضروري مهاجمة إيران، ومن يقود الخط المعتدل في حكومة الحرب هو رئيس حزب «شاس» أرييه درعي، الذي يرى أنه من الخطأ فتح المزيد من الساحات، والسعي إلى تصعيد الوضع، أعداؤنا يبحثون عن هذا».
وقالت الصحيفة، إن الولايات المتحدة لا تقول لإسرائيل ألا تهاجم، بل تقترح عليها أن تفعل ذلك بطريقة لا تتسبب بحرب، وأن تنسق الأمور مع الولايات المتحدة حتى لا تتفاجأ، لافتة إلى أن مسؤولاً أمريكياً كبيراً قدّر أنه لن تكون هناك حرباً بين إسرائيل وإيران.
ولم تكن الولايات المتحدة فقط هي التي عبرت عن موقفها من هجوم إسرائيلي على إيران، فقد وصلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ووزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إلى إسرائيل مطالبين وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالرد بحكمة، وقال كاميرون لكاتس: «نعتقد أنه يتعين عليك تجنب التصعيد، لكن احترم سيادتك واستقلالك، ونطلب منك فقط أن تكون حكيماً».
وقالت بيربوك: «كنا مستيقظين طوال الليل في برلين، وشاهدنا على شاشة التلفزيون ما حدث، إنه أمر لا يصدق، زعم الإيرانيون أن ذلك كان دفاعاً عن النفس، ولا أفهم كيف يمكن اعتبار 350 صاروخاً دفاعاً عن النفس»، واصفة ذلك بأنه انتصار دفاعي لإسرائيل.
ولفتت الصحيفة، إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي أجرى مناورة، الأسبوع الماضي، حتى قبل الهجوم الإيراني، لمهاجمة هدف بعيد، بالتعاون مع الجيش القبرصي، مشيرة إلى أن التدريبات في المناورة صُممت لمحاكاة هجوم على هدف مثل إيران.
بحسب الصحيفة، لدى إسرائيل خيارات عديدة، بدءاً من تدمير المنشآت النووية، مروراً بتصفية كبار المسؤولين، حتى مهاجمة مبعوثي إيران في المنطقة، مشيرة إلى أن إسرائيل تملك سادس أكبر أسطول من طائرات الشبح «إف-35» في العالم، و39 طائرة من طراز إف-35 في الخدمة بالقوات الجوية، ويمكنها أن تشق طريقها إلى إيران، التي هددت بمهاجمة أي دولة تتعاون مع إسرائيل.
إلى جانب ذلك، هناك وسيلة أخرى يمكن لإسرائيل أن تستخدمها، وهي صواريخ أرض-أرض، التي تفيد التقارير الأجنبية أنها في حوزة إسرائيل، وذكرت يديعوت أن إسرائيل لم تعلن قط عن استخدام مثل هذه الصواريخ، لكن التقارير الأجنبية زعمت على مر السنين أن إسرائيل تمتلك صواريخ «أريحا» - من 3 أجيال.