عواصم –»وكالات»:فيما قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أمس الخميس، إنه يأمل في أن تستمع الولايات المتحدة للمجتمع الدولي فيما يتعلق بقضية غزة، داعيا جميع أطراف الصراع في غزة إلى ممارسة ضبط النفس، مضيفا أن بلاده تتوقع من الأمم المتحدة أن تضطلع بدورها في غزة، كشف مسؤولان أمريكيان، استمرار المباحثات بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول هجوم رفح، وأكدا أن الطرفين قررا عقد اجتماع افتراضي رفيع المستوى في وقت لاحق، أمس الخميس، لبحث تفاصيل الهجوم المحتمل.
وأدلى المسؤولان بتصريحات لموقع «أكسيوس» الأمريكي، قالا فيها، إن الاجتماع المرتقب أُقر مع استمرار شعور إدارة بايدن بالقلق من تداعيات أي هجوم على رفح في جنوب قطاع غزة، ومآلاته المدمرة على حياة 1.5 مليون فلسطيني، نزحوا إلى تلك المنطقة الضيقة، في بداية الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر الماضي.
ونفى المسؤولان بشكل قاطع التقارير المتداولة حول إعطاء إدارة بايدن ضوءاً أخضر لإسرائيل يسمح لها ببدء هجوم رفح، مقابل امتناعها عن الرد على الهجوم الإيراني.
والاجتماع سيكون الثاني من نوعه خلال الأسابيع الأخيرة، ويأتي بعد تأجيل اجتماع مباشر كان من المقرر عقده في واشنطن هذا الأسبوع، لبحث تفاصيل الهجوم الإيراني على إسرائيل.
وأكدت المصادر، أن الاجتماع المرتقب، سيقوده من الجانب الأمريكي، مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، ومن الجانب الإسرائيلي، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي.
وهددت إسرائيل مراراً بالمضي قدماً في شن هجوم على رفح، رغم التحذيرات الدولية، وتوعد رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو بإطلاق شرارة الهجوم الأولى في الوقت المناسب، بهدف ملاحقة آخر كتائب حماس.
وقالت تقارير، إنه على مدى الأسابيع القليلة الماضية، اجتمعت عدة مجموعات عمل إسرائيلية وأمريكية على مستوى أدنى افتراضياً، لمناقشة الخطط العملياتية المحتملة للجيش الإسرائيلي في رفح.
وأوضح مسؤول أمريكي، أن الخطط التي قدمها الجيش الإسرائيلي في الاجتماعات الافتراضية السابقة، تتضمن عملية تدريجية وبطيئة في أحياء محددة في رفح سيتم إخلاؤها مسبقاً، بدلاً من غزو شامل للمدينة بأكملها.
وقال المسؤول، إن «الإسرائيليين لم يصلوا بعد إلى كل الأهداف التي حددها الرئيس جو بايدن، لكن هناك تحسناً كبيراً».
على صعيد متصل، حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فيليب لازاريني، من أن مجاعة يتسبب فيها الإنسان «تحكم قبضتها» على أنحاء قطاع غزة، واتهم إسرائيل بعرقلة إدخال المساعدات والسعي لتصفية أنشطة الوكالة في القطاع.
وقال أمام مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوا «اليوم (الأربعاء)، تجري حملة ماكرة لإنهاء أنشطة الأونروا، وهو ما سيكون له تداعيات خطيرة على السلم والأمن الدوليين».
وتوفر الوكالة المساعدات وخدمات التعليم والصحة لملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والأردن وسورية ولبنان. ويصف كبار مسؤولي الأمم المتحدة الوكالة بأنها العمود الفقري لعمليات المساعدات منذ اندلاع الحرب قبل ستة أشهر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
وضاف لازاريني «في جميع أنحاء غزة، تُحكم مجاعة من صنع الإنسان قبضتها. في الشمال، بدأ الرضع والأطفال الصغار يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف. وعلى الجانب الآخر من الحدود، ينتظر الطعام والمياه النظيفة. لكن لا يُسمح للأونروا بتقديم هذه المساعدات وإنقاذ الأرواح».
واتهمت إسرائيل في يناير عشرة من موظفي الأونروا البالغ عددهم 13 ألف موظف في غزة بالتورط في أحداث السابع من أكتوبر. وأسفر الهجوم الذي أطلقته إسرائيل على قطاع غزة ردا على ذلك عن استشهاد أكثر من 33 ألف شخص، وفقا للسلطات الصحية في القطاع.
وأقال لازاريني الموظفين المتهمين ويجري تحقيق داخلي للأمم المتحدة في هذه الاتهامات.
وذكر تقرير منفصل للأونروا في فبراير أن بعض الموظفين الذين اعتقلتهم إسرائيل أفادوا بأنهم تعرضوا لضغوط من قبل السلطات الإسرائيلية للاعتراف كذبا بأن الأونروا لديها صلات مع حماس وأن موظفين شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر.
ومن المقرر الانتهاء من مراجعة مستقلة حول قدرة الأونروا على ضمان الحياد هذا الشهر.