
«وكالات» : فرضت بريطانيا الثلاثاء، عقوبات على وحدات تابعة للحرس الثوري الإيراني، مستهدفة من قالت إنهم يساعدون جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران والمسؤولة عن شن هجمات على حركة الشحن في البحر الاحمر.
وفُرضت العقوبات بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن العقوبات تستهدف محمد رضا فلاح زاده، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، وثلاث وحدات تابعة لفيلق القدس بالحرس، والممول سعيد الجمال المقيم في إيران والوزير المعني بالأمن في جماعة الحوثي.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في بيان «هجمات الحوثيين المدعومين من إيران غير مقبولة وغير قانونية وتمثل تهديدا لأرواح الأبرياء وحرية الملاحة».
وأضاف «كما أوضحت لوزير الخارجية الإيراني، فإن النظام (في طهران) يتحمل المسؤولية عن هذه الهجمات بسبب الدعم العسكري المكثف الذي يقدمه للحوثيين».
وتصاعدت مخاطر الشحن بسبب تكرار شن جماعة الحوثي هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ في منطقة البحر الأحمر منذ نوفمبر دعما للفلسطينيين في غزة.
وردت القوات الأمريكية والبريطانية بشن عدة ضربات على منشآت تابعة للحوثيين.
من جانب آخر فيما تتواصل الهجمات الحوثية ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، أفاد حساب الجيش الألماني، أمس الأربعاء، على منصة «إكس» أنه تم إسقاط مسيرتين اقتربتا من الفرقاطة «هيسن» في البحر الأحمر، من دون تسجيل إصابات أو أضرار.
قبل ذلك قالت سفارة ألمانيا في الولايات المتحدة إن الفرقاطة الألمانية «هيسن» أحبطت هجوما بطائرة مسيرة للمرة الأولى منذ انضمامها إلى العملية البحرية «أسبيدس» التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي أطلق الاتحاد العملية «أسبيدس» للمساعدة في حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين في اليمن.
يذكر أن إطلاق المهمة الأوروبية أتت بعد شهرين من إنشاء واشنطن تحالفا بحريا، لحماية الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها 12 في المئة من التجارة العالمية.
وتحالف «حارس الازدهار» الذي تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا كان هاجم مواقع للحوثيين في مناطق سيطرتهم في اليمن، بهدف الحد من قدرة الحوثيين المدعومين إيرانياً على مهاجمة السفن.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت مساء الثلاثاء إسقاط خمس طائرات مسيرة. وأوضحت القيادة المركزية في بيان أن المسيرات انطلقت من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين داخل اليمن، وتم استهدافهم بواسطة مقاتلة أمريكية وسفينة تابعة للتحالف الدولي.
من جهتها أفادت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي بوقوع قصف أميركي وبريطاني بغارتين على جزيرة لبوان في الحديدة غرب اليمن.
ويأتي ذلك ضمن ضربات توجهها الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي بهدف تعطيل وإضعاف قدراتها على تعريض حرية الملاحة للخطر وتهديد حركة التجارة العالمية.
من ناحية أخرى تسبب الحوثيون خلال الأشهر الماضية بتحدّيات كثيرة للأميركيين وللتجارة الدولية، ويعتبر الأمريكيون الآن أن خطر الحوثي هو خطر متحوّل في مواجهة القوة الأمريكية.
ما شغل الأمريكيين خلال الأسبوعين الماضيين أن الحوثيين عادوا، وبكثافة، إلى توجيه الصواريخ الباليستية والمسيرات باتجاه البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
التقديرات الأولى للأميركيين أن الغارات الجوية التي شنّتها قواتهم على ثلاث دفعات منذ بداية العام، كانت كافية لردع الحوثيين وأن ضرب محطات الرادار ومراكز القيادة والسيطرة سيضعف قدراتهم، كما أن الأمريكيين عمدوا إلى نشر مسيرات استطلاع في أجواء مناطق الحوثيين، وكانوا قادرين في أوائل هذا الشهر على ضرب الصواريخ الحوثية عندما يضعها الحوثيون على المنصات، وبالتالي أفشل الأمريكيون عشرات الهجمات بتوجيه ضربات استباقية.
حتى إن الحوثيين امتنعوا عن توجيه أي ضربات في بعض الأيام، واعتبر الأمريكيون أنهم سيطروا على الأجواء وتسببوا بضرب قدرات الحوثيين.
لكن الحوثيين تمكنوا من العودة إلى قصف السفن وحققوا إصابات، ووصفت مصادر عسكرية أمريكية ما فعله الحوثيون بالقول لـ»العربية» و»الحدث» إن العناصر الحوثية لجأت إلى خطط تمويه، مثل نشر شاحنات تبدو وكأنها تحمل صواريخ لكنها في الحقيقة فارغة، ويتسبب ذلك في إلهاء الرقابة الجوية الأمريكية، فيما تقوم خلية حوثية أخرى بتحميل صاروخ على قاعدة إطلاق في مكان آخر وتطلقه.
كما عمد الحوثيون إلى وضع الصواريخ والشاحنات في أبنية غير مشبوهة، وعند إعدادها للإطلاق تخرج من المبنى وتعمد إلى إطلاق الهجوم، ثم تعود إلى مخبأها في وقت قصير يصعب على الاستطلاع الجوّي الأمريكي تحديده.
مصادر أكدت أن إدارة الرئيس الأمريكي مصرّة على «مواجهة» الهجمات الحوثية، وقالت إن الضربة الجوية الرابعة التي قامت بها القوات التابعة للقيادة المركزية نهاية الأسبوع الماضي، تشير إلى إصرار الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزارة الدفاع الأمريكية على متابعة ضرب الحوثيين وصولاً إلى شلّ قدراتهم على تهديد الملاحة الدولية والقوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة.
هذا وتقرّ وزارة الدفاع الأمريكية بأن لدى الحوثيين الكثير من الصواريخ والمسيرات الجوية والبحرية وأن ضرب قدرات الحوثيين لن يكون في جولة واحدة أو في مدة قصيرة.
أحد المتحدثين، ولدى سؤاله عن كميات الأسلحة التي بحوزة الحوثيين، نظر وقال: «هل تذكر ما قاله وزير الدفاع؟»، وتابع مذكّراً أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قال في مؤتمر صحافي: «لديّ عتاد وأسلحة أكثر بكثير».
يشعر المستمع إلى الأمريكيين، وهم يتحدّثون عن مواجهة الحوثيين، بشيء من الإصرار على ضرب قدراتهم والقول إن الحوثيين هذه المرة إنما يواجهون الردّ من قوة ضخمة وعالية القدرات التقنية والخبرات الميدانية، ويشدّد المتحدثون على أن الأمريكيين يتوقعون الانخراط في هذه المواجهة إلى أمد طويل.