
«وكالات» : أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على ضرورة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت حكم قيادة فلسطينية.
وأضاف أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة أمر أساسي لاستقرار كل المنطقة على الأمد البعيد، بحسب ما نقلت «وول ستريت جورنال».
وكان من المتوقع أن تواجه أهداف إدارة بايدن طويلة المدى مقاومة من قبل الحكومة اليمينية الإسرائيلية، التي تعارض إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
ورهن نتنياهو بقاءه السياسي على عرقلة قيام دولة فلسطينية، ورفض اقتراحا أميركيا بأن تلعب السلطة الفلسطينية التي تحكم أجزاء من الضفة الغربية دورا في مستقبل غزة.
يذكر أن جولة بلينكن الإقليمية تشمل أيضًا توقفًا في الضفة الغربية ومصر يوم الأربعاء.
وهذه هي الزيارة الرابعة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، والعملية العسكرية الإسرائيلية التي أدت لمقتل حوالي 23 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، في غزة، وفقاً للسلطات الصحية الفلسطينية.
من جهة أخرى في ضربة جديدة طالت بلدة حدودية في جنوب لبنان، وخلال تشييع القيادي في حزب الله وسام الطويل الذي اغتيل بمسيرة إسرائيلية، شنت إسرائيل غارة ثانية.
فقد استهدف القصف الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، سيارة على مقربة من مكان التشييع في بلدة خربة سلم التي يتحدر منها الطويل، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 3 آخرين.
كما بينت مصادر أن القتيل حسن عبد الحسين إسماعيل، هو المسؤول عما يعرف بـ «وحدة التدخل» في حزب الله، والتي كانت تعتبر الوحدة الأهم قبل إنشاء «فرقة الرضوان».
كذلك كانت تعتبر من قوات النخبة قديماً، ورغم تفضيل قوة الرضوان عليها حالياً إلا أنها لا تزال تعد وحدة أساسية داخل الحزب.
أتى ذلك، بعد ساعات قليلة من تأكيد مصدرين لبنانيين على اطلاع بعمليات حزب الله مقتل ثلاثة من الحزب في غارة على سيارتهم في منطقة الغندورية بمحافظة النبطية في الجنوب اللبناني، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
فيما أعلن الحزب المدعوم إيرانياً مقتل 2 من عناصره فقط في الضربة الإسرائيلية المذكورة.
كما جاء بعدما أكد حزب الله أن مقاتليه استهدفوا مقر قيادة المنطقة الشمالية التابعة للجيش الإسرائيلي في مدينة صفد (قاعدة دادو) بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية.
في حين أقرت إسرائيل باستهداف قاعدتها إلا أنها أكدت عدم وقوع أي أضرار مادية أو بشرية.
وكانت مسيرة إسرائيلية استهدفت، الاثنين، القيادي في الحزب وسام حسن الطويل في ضربة شكلت إحدى أكثر الضربات إيلاماً للحزب خلال عملياته جنوب البلاد حتى الآن، من حيث «رتبة» الشخص المُستهدف وطريقة استهدافه.
فالطويل المعروف بأنه مسؤول في «وحدة الرضوان» التي تضم النخبة في الحزب، لم يُستهدف أثناء تنفيذه عملية ضد مواقع إسرائيلية، كما حصل مع قتلى آخرين للحزب، أو في منزل بإحدى القرى الحدودية يضم مقاتلي حزب الله، إنما بقصف مباشر من مسيّرة على سيارته في قلب بلدته بقضاء بنت جبيل وبشكل مباشر، ما أدى إلى مقتله على الفور.
وحتى الآن أسفرت المواجهات المتبادلة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بين الطرفين عن مقتل 176 شخصاً على الأقل في الجانب اللبناني، بينهم أكثر من 130 عنصراً من حزب الله.
كذلك أدت المناوشات شبه اليومية التي انطلقت منذ السابع من أكتوبر الماضي، إثر تفجر الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، إلى نزوح نحو 76 ألف لبناني من البلدات الحدودية.
في حين أحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 14 شخصاً بينهم 9 عسكريين.
بينما رفعت عمليات الاغتيال الأخيرة هذه منسوب القلق اللبناني الداخلي والإقليمي والدولي من أن يتوسع الصراع العنيف الدائر في غزة منذ 3 أشهر، ويتحول إلى حرب إقليمية أشمل، لاسيما مع تحرك العديد من الجبهات سواء في لبنان أو العراق أو سوريا واليمن.
من جانب آخر أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال زيارة للقاهرة، أمس الثلاثاء، أن مصر وألمانيا متفقتان على أن غزة والضفة الغربية ملك للفلسطينيين، مشددة على أنه لن يتحقق السلام إلا بحل الدولتين.
وأضافت أن معاناة الفلسطينيين في غزة لا يمكن أن تستمر، وأن هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير ملموسة الآن لضمان وصول المساعدات إلى السكان هناك، مطالبة حماس بإلقاء السلاح.
كما شددت على أن المجتمع الدولي عليه التزام بتنظيم الأمن في غزة بعد الحرب، لافتة إلى أنه يتعين على سلطة فلسطينية خضعت للإصلاح أن تلعب دورا حاسما في المستقبل.
من جهته، أكد وزير الخارجية المصري أن ألمانيا تضطلع بدور في إطار الاتحاد الأوروبي يمكن أن يكون هناك تعاون بين البلدين لتفعيل حل الدولتين ووضع الأطر المناسبة لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، مشددا على ضرورة وضع حد لتجاوزات المستوطنين.
وأوضح تطلع مصر للتعاون بين القاهرة وبرلين لإرساء الأمن والاستقرار، مؤكدا وجود توافق بين البلدين لتحقيق الأمن والاستقرار وعدم توسيع رقعة الصراع في غزة، محذرا من أي محاولات لتوسيع رقعة الصراعات.
وشنت إسرائيل هجوما جويا وبريا على قطاع غزة ردا على ذلك، ما أدى إلى مقتل أكثر من 23 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس.
فيما تقول إسرائيل إنه من بين نحو 240 شخصا اختطفوا في السابع من أكتوبر تشرين الأول لا يزال 132 محتجزا في غزة، وإن 25 منهم ماتوا في الأسر.
من جهة أخرى أفادت مصادر بأن طائرات الاحتلال شنت غارات على بلدتي الزوايدة والمصدر وشرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وتأتي هذه الغارات امتدادا للقصف المكثف المستمر منذ أيام على وسط وجنوبي القطاع، كما شنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة على خان يونس جنوبي القطاع.
وقد ناشد ناجون فلسطينيون -كانوا عالقين في مدرسة الشهيد محمد الدرة بمنطقة قيزان النجار في خان يونس- الصليب الأحمر للتدخل وانتشال 5 شهداء من عائلة واحدة لا تزال جثامينهم داخل المدرسة التي تؤوي نازحين.
ومن جانبها، قالت منظمة «أطباء بلا حدود» إن قذيفة أصابت مأوى في خان يونس تابعا لها يضم أكثر من 100 موظف وعائلاتهم.
وأوضحت «أطباء بلا حدود» أن 4 أشخاص أصيبوا، بينهم ابنة أحد موظفيها (5 سنوات) وهي في حالة حرجة، وأكدت أنها أبلغت سابقا القوات الإسرائيلية بأن هذا كان مأوى للمنظمة «ولم نتلق أوامر بإخلائه».
أما وزارة الصحة في غزة فقالت إن مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع استقبل جثامين 57 شهيدا، و65 مصابا، جراء القصف الإسرائيلي خلال الساعات الـ24 الماضية، وأضافت أن نحو 126 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 241 خلال الساعات الـ24 الماضية.
كما أعلنت الوزارة -في بيان، أمس الثلاثاء- ارتفاع حصيلة الشهداء في العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر إلى 23 ألفا و210 شهداء، إضافة لإصابة 59 ألفا و167 آخرين، منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقد عبر مسؤولون في منظمة الصحة العالمية عن قلقهم إزاء احتمال انهيار المستشفيات جنوب القطاع مع احتدام القتال حول مدينة خان يونس، وسط احتجاز 66 من العاملين بالمجال الصحي في غزة، وأكدت المنظمة أن النظام الصحي ينهار بوتيرة سريعة للغاية في هذا القطاع.
ومساء الاثنين، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري -في تصريحات صحفية- البدء في مرحلة جديدة من الحرب بقطاع غزة، أقل كثافة في القتال، وتشمل قوات برية وهجمات جوية أقل.
وكشف شاهد فلسطيني من قطاع غزة النقاب عن إعدام الجيش الإسرائيلي والده وشقيقه وعشرات النازحين، وذلك بعد إخلاء سبيلهم ومنحهم الأمان إثر اعتقال دام ساعات.
وقال حمد الله أبو العمرين -لوكالة لأناضول- إن الجيش الإسرائيلي خلال توغله في حي الرمال وسط مدينة غزة، أعدم عشرات النازحين ميدانيا وبشكل متعمد، من بينهم شقيقه ووالده.
وأوضح أن النازحين الذين نجوا من هذه الإعدامات تعرضوا لترهيب وتعذيب شديدين من قوات الجيش المتوغلة، فضلا عن الإهانة بالشتم.
وأضاف الشاهد أن الجيش الإسرائيلي -خلال عمليته البرية داخل مدينة غزة وخاصة حي الرمال- عكف على تجريف مباني مدرسة «العائلة المقدسة» التي كانت تؤوي مئات النازحين، وتزامن ذلك مع استهداف مبان سكنية محيطة بالقذائف المدفعية، وإطلاق النار بشكل مكثف صوب النازحين الذين احتموا داخل هذه المباني.
وأوضح أبو العمرين أن الرجال المسنين لم يسلموا من عملية التعذيب التي مارسها الجيش الإسرائيلي آنذاك، وقال إن مسنا تجاوز عمره الثمانين حاول الحديث مع الجنود لثنيهم عن استهداف النازحين المدنيين خاصة الأطفال والنساء، إلا أنهم اعتقلوه وعذبوه وضربوه ضربا مبرحا.
وبعد ذلك شرع الجيش في اقتحام المبنى الذي يحتمي النازحون داخله وأخرجوهم منه، وجمعت قوات الاحتلال الأطفال والرجال في ساحة المدرسة وأجبرتهم على خلع ملابسهم والجلوس أرضا وسط أجواء شديدة البرودة، بعد أن عصبت أعينهم. وبدأ الجنود الإسرائيليون بضرب الرجال وسحلهم وشتمهم بشكل مهين، وتركهم شبه عراة حتى صباح أمس التالي.
وكانت مؤسسات حقوقية فلسطينية وأوروبية قد أشارت، في بيانات وتقارير سابقة، إلى أن الجيش الإسرائيلي نفذ إعدامات ميدانية بحق نازحين في غزة خلال اجتياحه للمدينة ضمن عملياته البرية المتواصلة.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن مليونا و900 ألف من سكان القطاع نزحوا من منازلهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حين أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن جميع سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي وأن مئات الآلاف منهم باتوا بلا مأوى.
من جهة أخرى انتقد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الدعوى المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية التي تتهم إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في حرب غزة.
وقال هرتسوغ -في حديثه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي يزور تل أبيب أمس الثلاثاء- إنه «لا يوجد ما هو أكثر وحشية وسخافة» من الدعوى المرفوعة أمام محكمة العدل، منتقدا جنوب أفريقيا التي رفعت الدعوى.
وقدمت جنوب أفريقيا دعوى ضد إسرائيل أمام أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، متهمة إياها بارتكاب جرائم إبادة جماعية. وبدورها، حددت المحكمة تاريخي 11 و12 ينايرالجاري لعقد جلسات الاستماع.
وأضاف هرتسوغ «سنكون هناك في محكمة العدل الدولية وسنعرض بفخر قضيتنا المتعلقة باستخدام الدفاع عن النفس بموجب حقنا الأصيل وفقا للقانون الدولي الإنساني»، على حد قوله.
يذكر أن قرارات محكمة العدل الدولية تكون ملزمة بشكل عام، ولكن القضاة ليست لديهم سلطة لفرض تنفيذ هذه الأحكام على الدولة.
وتركز جنوب أفريقيا في دعواها القضائية على اتفاقية الإبادة الجماعية التي وقعتها الدولتان، وترى أن قضاة الأمم المتحدة يجب أن يصدروا أولا أمرا لإنهاء الحرب ضد الفلسطينيين بشكل سريع لحماية حقوقهم.