«وكالات» : نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ألقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمس الأربعاء، الخطاب الملكي السنوي لافتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى.
وقال الأمير محمد بن سلمان في كلمته «المملكة عملت على إيجاد حراك عربي وإسلامي لوقف العدوان على غزة»، مضيفاً أن المملكة استضافت عدداً من القمم الكبرى جمعت أكثر من 100 دولة العام الماضي.
كما أضاف «نهج السعودية الثابت قائم على احترام السيادة الوطنية لجميع الدول».
من ناحية أخرى بعدما اندلعت اشتباكات عنيفة وسط قطاع غزة، أمس الأربعاء، مع محاولة القوات الإسرائيلية المتوغلة التقدم، انتقل القصف جنوباً.
فقد أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أمس الأربعاء، سقوط عشرات القتلى والجرحى جراء قصف إسرائيلي على مبنى سكني في خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقالت في بيان مقتضب، إن المبنى السكني الذي تعرض للقصف يقع أمام مستشفى الأمل التابع للجمعية.
بدورها، أكدت وزارة الصحة سقوط 18 قتيلا في القصف الإسرائيلي الذي طال محيط المستشفى في خان يونس.
وكانت مدينة خان يونس جنوب القطاع شهدت خلال الساعات الماضية اشتباكات ضارية، حيث سجل سقوط 26 فلسطينيا في خان يونس كبرى مدن الجنوب منذ مساء الاثنين، بحسب ما أفاد تلفزيون فلسطين.
بينما أشار الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أن قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف مقرا للجمعية، يضم آلاف النازحين في خان يونس.
فيما أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، في بيان، أن مقاتليها يخوضون «اشتباكات ضارية» في خان يونس منذ صباح الثلاثاء.
ومنذ أسبوعين أطلقت إسرائيل توغلاً برياً جنوب القطاع الذي يكتظ بالنازحين الفلسطينيين بعد أن دعتهم القوات الإسرائيلية إلى ترك منازل في شمال ووسط غزة، إثر اجتياحها لتلك المناطق أيضاً.
فيما يتكدس مئات الآلاف في خيم ومراكز إيواء في خان يونس ومدينة رفح الملاصقة لمصر، وسط شح في المساعدات الغذائية والطبية، وانتشار بعض الأمراض.
وكانت الأمم المتحدة حذرت مرارا في السابق من الوضع المأساوي الذي يعيشه النازحون إلى الجنوب مع ارتفاع المخاطر المحدقة بهم إثر الغارات الإسرائيلية والقصف العنيف، حيث لم يعد أمامهم من مكان آمن يلجأون إليه.
من جانب آخر بعد إعلان المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف، أن عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها حماس أتت رداً على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني قبل 3 سنوات في العراق، ردت الحركة الفلسطينية.
فقد أوضحت حماس في بيان، أمس الأربعاء، أنها أكدت مراراً دوافع وأسباب عملية «طوفان الأقصى»، وفي مقدمتها الأخطار التي تهدد المسجد الأقصى.
كما أضافت أن «كل أعمال المقاومة الفلسطينية تأتي رداً على وجود الاحتلال وعدوانه المتواصل على شعبنا»، حسب تعبيرها.
وكان المتحدث باسم الحرس أكد في مؤتمر صحافي بوقت سابق أمس، أن أحداث السابع من أكتوبر الماضي كانت إحدى عمليات الثأر لاغتيال سليماني، محذرا تل أبيب من هجوم مماثل رداً على مقتل العميد في الحرس رضي موسوي.
كما ألمح المسؤول الإيراني إلى احتمال حصول هجوم آخر على شكل «7 أكتوبر» ثان، في إشارة إلى الهجوم المباغت الذي نفّذته الفصائل الفلسطينية على مناطق في غلاف غزة، وقتل أكثر من 1200 شخص.
واعتبر أن الإسرائيليين يسعون إلى «نشر الصراع في المنطقة بسبب هزيمتهم الاستراتيجية»، في إشارة إلى حرب غزة.
كذلك شدد على أن إسرائيل ارتكبت خطأ كبيرا باغتيال موسوي، مكررا أن «الأمر لن يمر من دون رد مباشر وغير مباشر».
يذكر أن حركة حماس كانت شنت هجوماً على غلاف غزة في السابع من أكتوبر أسفر عن سقوط 1200 قتيل، وردت إسرائيل بقصف شديد ارتفع بسببه عدد الضحايا الفلسطينيين جراء الغارات إلى أكثر من 20 ألفا، بينهم أكثر من 8 آلاف طفل.
من جهة أخرى بينما تتواصل المحادثات الفلسطينية في القاهرة والمساعي المصرية للتوصل إلى اتفاق مبدئي ينهي الحرب مع إسرائيل ويبلور تصوراً لحكم قطاع غزة، جددت حركة حماس التأكيد على شرط التمسك بوقف النار الكلي قبل أي تفاوض.
وقال زاهر جبارين، مسؤول ملف الأسرى بحركة حماس، إن «جميع الفصائل الفلسطينية متفقة على وقف إطلاق النار أولا وبعدها يتم التفاوض على أي شيء».
كما أضاف فى تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي «بشكل عام موقفنا واضح، ومنفتحون على كل الأفكار التي تؤدي إلى وقف إطلاق نار شامل». وأوضح أن «الحركة تلقت العديد من المبادرات وهي منفتحة على كل الأفكار التي تؤدي إلى وقف إطلاق نار شامل وفوري قبل البدء بأي نقاش في أي مواضيع أخرى».
أما في ما يتعلق بالمقترح المصري حول غزة، فقال جبارين «هذا أمن قومي للحركة ولا أستطيع الكلام عنه عبر وسائل الإعلام.» وأردف» فليقف هذا العدوان، وبعد ذلك نتكلم بكل الأفكار التي يمكن أن تطرح».
كما شدد على أن القضية لا تتعلق فقط بالأسرى، مضيفاً أن «الصراع مع إسرائيل منذ أكثر من 75 سنة، فالاحتلال هو المشكلة».
وعن تصريحات الجيش الإسرائيلي بشأن إطالة أمد الحرب، فأكد ألا خيار أما الحركة سوى «الثبات والصمود». وقال نحن على يقين أننا سننتصر عليهم، بعد شهور أو سنوات أو عقود».
وكانت وثيقة مسربة للمقترح كشفت الثلاثاء عن بنود اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحماس على ثلاث مراحل.
ففيما تتضمن المرحلة الأولى وقفاً قصيراً للنار لمدة 10 أيام، تنص المرحلة الثانية على تكثيف إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر، فضلا عن الإفراج عن كافة المجندات الإسرائيليات مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين يتفق عليه الجانبان.
أما الثالثة فتشمل هدنة لمدة شهر مقابل إطلاق سراح كافة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة.
من ناحية أخرى يستمر القصف المتبادل والمواجهات شبه اليومية في جنوب لبنان، حيث أفادت مصادر بإطلاق 18 صاروخاً من جنوب لبنان تجاه إسرائيل على دفعتين واعتراض 8 منها.
في حين تعرّضت أطراف بلدة الناقورة جنوب لبنان إلى قصف مدفعي، ودوت صفارات الإنذار في مقر «اليونيفيل»، كما سمعت أصوات صواريخ اعتراضية في المنطقة.
وقُتل ثلاثة من أبناء مدينة بنت جبيل وجرح آخر نتيجة قصف إسرائيلي قبيل منتصف ليل الثلاثاء في قصف استهدف منزل أحد أبناء البلدة.
وهرعت إلى المكان فرق الإسعاف من الدفاع المدني وكشافة الرسالة الإسلامية والهيئة الصحية الإسلامية والصليب الأحمر وعملت على البحث تحت الركام والإغاثة طوال ساعات الليل، حتى تمكنت من انتشال 3 جثامين ونقلوا إلى مستشفيات المنطقة، بالإضافة إلى جريح.
وطيلة الليل الفائت، لم يغب الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي عن القطاعين الغربي والأوسط، بالتزامن مع إطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق وصولا إلى مدينة صور.
وكانت قرى القطاعين الغربي والأوسط عاشت ليلا حامياً وتجاوزت الاستهدافات رقعة الاشتباكات الجغرافية، حيث أغار الطيران المسيّر على سيارة على طريق بلدتي القليلة، ما أدى إلى مقتل عناصر من حزب الله نعاهم في بيان رسمي.
وكانت مدفعية الجيش الإسرائيلي قصفت أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطيرحرفا وشمع وعيتا الشعب وأم التوت والضهيرة.
كما قصفت بالقنابل الفوسفورية أطراف بلدتي بيت ليف والقوزح، في القطاع الأوسط، قصفت المدفعية الثقيلة المعادية أطراف بلدات عيتا الشعب ورميش ويارون.
ومنذ تفجر الصراع في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر، شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية مواجهات شبه يومية، أدت إلى مقتل العشرات من عناصر حزب الله، فضلا عن مدنيين لبنانيين، فيما نزح آلاف المدنيين من القرى الجنوبية اللبنانية.
فيما حذرت تل أبيب مراراً وتكراراً باستعدادها لفتح جبهة مستعرة في الشمال أيضاً، وكرر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الأسبوع الماضي أيضا، تلك التهديدات، مؤكدا أنه في حال رفع التصعيد درجة واحدة إضافية سيكون الرد بـ 5 أضعاف.
إلا أن اغتيال العميد في الحرس الثوري الإيراني راضي موسوي في العاصمة دمشق، واتهام طهران تل أبيب بالوقوف وراءه، سعر الجبهات كافة سواء اللبنانية أو العراقية أو حتى من قبل الحوثيين خلال الساعات الماضية.
فيما أعلنت إسرائيل أنها مستعدة لأي رد إيراني محتمل.
وغالباً ما ترد إيران على تلك الهجمات الإسرائيلية عبر فصائل وميليشيات تدعمها وتمولها في المنطقة، رغم أنها أكدت سابقا أنها لا تسعى إلى توسيع الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.