
«وكالات» : أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، أن تكلفة الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي «باهظة»، بعد مقتل 14 جنديا منذ الجمعة.
وقال نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة: «ندفع ثمنا باهظا للغاية في الحرب لكن ليس أمامنا خيار سوى مواصلة القتال».
ورفض نتنياهو تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة أقنعت إسرائيل بعدم توسيع عملياتها العسكرية.
وقال نتنياهو، خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء: «أرى منشورات مغلوطة تزعم أن الولايات المتحدة منعتنا وتمنعنا من القيام بعمليات في المنطقة». وأضاف: «هذا ليس صحيحا. إسرائيل دولة ذات سيادة. قراراتنا في الحرب تُبنى على اعتباراتنا العملية، ولن أتوسع في ذلك»، دون أن يذكر تفاصيل بشأن تلك التقارير.
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» Wall Street Journal قد ذكرت السبت، أن الرئيس الأميركي جو بايدن أقنع نتنياهو بعدم مهاجمة جماعة حزب الله في لبنان بسبب مخاوف من أن تشن هجوما على إسرائيل على غرار ذلك الذي شنته حركة حماس من غزة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر. وشدد نتنياهو أمس الأحد على أن تصرفات إسرائيل «لا تمليها ضغوط خارجية».
وقال: «القرار الخاص بكيفية استخدام قواتنا هو قرار مستقل لجيش الدفاع الإسرائيلي وليس لأحد غيرنا».
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، تكثيف عملياته ضد حركة حماس في جنوب قطاع غزة المحاصر حيث الفلسطينيون المهددون بالمجاعة لا يجدون مكانا آمنا من القصف الذي يطال مناطق مختلفة ويحصد أعدادا متزايدة من القتلى.
وحضّ الرئيس بايدن إسرائيل على بذل مزيد من الجهود لحماية المدنيين، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لم يطلب وقفا لإطلاق النار.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يعتزم مواصلة عملياته في جنوب القطاع بحثا عن قياديي حماس التي تعهدت إسرائيل بالقضاء عليها بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة الفلسطينية على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وقال المتحدث باسم الجيش يوناتان كونريكوس لقناة «فوكس نيوز» Fox News الإخبارية الأميركية، إن محور العمليات العسكرية انتقل إلى الجنوب، «ونركّز عملياتنا الرئيسية على معقل آخر لحماس وهو خان يونس»، أكبر مدن جنوب القطاع. وأشار إلى أن المعارك في الشمال «ستتواصل، ربمّا بحدة أقل».
وارتفعت الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الماضية.
وأعلن الجيش، الأحد، أن حصيلة قتلاه في قطاع غزة منذ بدء الحرب بلغت 152 عسكريا، إثر مقتل 9 عسكريين السبت في واحدة من أفدح الخسائر اليومية التي يتكبّدها منذ بدأ هجومه البري على القطاع الفلسطيني في 27 أكتوبر.
من جهة أخرى بعد أيام قليلة، تتم الحرب في غزة شهرها الثالث، حيث يشهد القطاع، الأحد، يوماً جديداً من التصعيد والاقتتال بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة، فيما يدفع سكان غزة الثمن لتلك الحرب بأرواحهم، حيث يعيشون مأساة إنسانية مؤلمة، فيما لا تظهر أي بادرة لوقف إطلاق النار.
أصدرت حركة حماس، أمس الأحد، بيانا جددت فيه مطالبتها للجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة التحرك والكشف عن مصير مئات الفلسطينيين «المختطفين من غزة»، والمعتقلين لدى القوات الإسرائيلية، لا سيّما بعد الإفراج عن عشرين معتقلاً «ظهر عليهم آثار التعذيب والتنكيل». ودعت الحركة في بيان مقتضب المؤسسات الحقوقية إلى توثيق إفادات المعتقلين الفلسطينيين الذين أفرج عنهم، تمهيداً لرفعها للمحاكم الدولية المختصة، ومحاسبة قادة إسرائيل.
ومع اشتداد حدة القتال بشوارع غزة، وعلى رقعة من الأرض الرملية بين مبانٍ منهارة وأخرى محترقة وسيارات محطمة، يتنقل رجال الدفاع المدني في شوارع غزة من جثة إلى أخرى، ويلفون بالأكفان مجموعة من قتلى حرب غزة المستمرة منذ 11 أسبوعا.
وجرى تصوير تلك المشاهد في لقطات نشرها الدفاع المدني الفلسطيني تظهر أيضا عاملا يحفر بيده في محاولة لانتشال جثة محترقة على ما يبدو من تحت الأنقاض. وشوهد فلسطينيون من خان يونس في الجنوب يبحثون بين الأنقاض عن متاعهم بعد غارة جوية مؤخرا.
وقالت وزارة الصحة في غزة، أمس الأحد، إن ما لا يقل عن 166 فلسطينيا قتلوا في القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، كما أصيب 384. وأضافت الوزارة أن ذلك يرفع العدد الإجمالي إلى 20,424 قتيلا، و54,036 مصابا منذ السابع من أكتوبر. ونزح كل سكان غزة تقريبا، وعددهم 2.3 مليون نسمة يقطنون إحدى أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم.
وفي آخر التطورات الميدانية، قالت هيئة البث الإسرائيلية أمس، إن إسرائيل تريد إنشاء هيئة في قطاع غزة تتولى إدارة المساعدات وتوزيعها على سكان القطاع بالتعاون مع المنظمات الدولية على أن تكون من السكان المحليين. وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن هذه الهيئة ستركز عملها في شمال قطاع غزة الذي تعتقد إسرائيل أنها سيطرت عليه عسكريا.
وأضافت «هذا النموذج سيكون ممكناً بفضل حقيقة مفادها أن الجيش الإسرائيلي قد سيطر بشكل شبه كامل على المنطقة، وأن حماس غير موجودة هناك بحكم الأمر الواقع». وتوقعت هيئة البث أن تكون الجهة التي ستتولى المسؤولية عن توزيع المساعدات الإنسانية هي ذاتها التي ستتولى زمام الأمور في قطاع غزة بأكمله في المستقبل. وأشارت هيئة البث إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في محادثات مغلقة إنه راض عن معدل التقدم الذي يحرزه الجيش، وهو ما يدفع باتجاه تنظيم الأمور المدنية.
هذا وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد أمس، أن مقاتليها قصفوا حشودا عسكرية إسرائيلية في محيط مسجد الظلال شرق خان يونس برشقة صاروخية وقذائف الهاون. وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استهداف مقاتليها لدبابتي ميركافا إسرائيليتين بقذائف «الياسين 105» على مشارف منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي أمس إن 9 جنود قتلوا في قطاع غزة، ليرتفع العدد المعلن للقتلى في العمليات القتالية هناك إلى 152 منذ الاجتياح البري الإسرائيلي للقطاع في 20 أكتوبر. وهذه الحصيلة هي من الأكبر منذ بدء الهجوم البري على القطاع.
وبعد نحو 3 أشهر من بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، أعلنت الأخيرة اكتشاف جثث عشرات الفلسطينيين قالت إن عددا منهم «أُعدموا» خلال عملية برية إسرائيلية في جباليا بشمال قطاع غزة.
واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق من ناحية النطاق والشدة نفذه مقاتلون من حماس بعد اقتحامهم الحدود بين غزة وجنوب إسرائيل، وأدى إلى مقتل نحو 1140 إسرائيليا أسر واقتياد 250 شخصا إلى داخل القطاع، لا يزال 129 منهم محتجزين في القطاع وفق السلطات الإسرائيلية.
وأجرى الرئيس الأميركي جو بايدن السبت مكالمة هاتفية «طويلة» مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حضّه فيها على حماية المدنيين، وفق ما أعلن البيت الأبيض في بيان.
وأصدر مسؤولون إسرائيليون بيانا مقتضبا عن المكالمة جاء فيه أن «رئيس الوزراء أوضح أن إسرائيل ستواصل الحرب حتى تحقق جميع أهدافها».
وفي مدينة خان يونس الكبيرة بجنوب غزة حيث تصاعدت أعمدة الدخان بعد القصف، تم نقل الجثث والجرحى إلى مستشفى ناصر.
واتهم المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة السبت القوات الإسرائيلية بارتكاب عدة «مجازر بشعة» هذا الأسبوع أسفرت عن سقوط عشرات القتلى في مخيم جباليا ومنطقة تل الزعتر وفي بلدة جباليا.
وبحسب القدرة، أعدم الجيش الإسرائيلي «العشرات من المواطنين في الشوارع».
وقال إنه تمّ «انتشال العشرات»، مضيفا أن القوات الإسرائيلية «أعدمت أعدادا منهم أمام عائلاتهم».
وأكد الجيش الإسرائيلي أن ضرباته «ضد أهداف عسكرية تمتثل لأحكام القانون الدولي» وتنفَّذ بعد «تقييم مفاده أن الأضرار الجانبية المتوقعة على المدنيين والممتلكات المدنية ليست مفرطة مقارنة بالنتيجة العسكرية المتوقعة من الهجوم».
في بيت لاهيا في شمال القطاع، أعلن الدفاع المدني «انتشال عشرات الجثث المتحلّلة» من الشوارع.
من جهته، نشر الجيش الإسرائيلي صورا تظهر جنوده يتقدمون وسط الأنقاض ويطلقون النار على أهداف جنوب مدينة غزة. وقال إنه تم تدمير العديد من «المباني التي تستخدمها حماس مواقع عسكرية».
وبعد خمسة أيام من المفاوضات الشاقة، تبنى مجلس الأمن الدولي الجمعة نصا يدعو إلى «إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق».
ولا ينص القرار على «وقف إطلاق النار» المرفوض من إسرائيل وحليفها الأميركي، لكنه يدعو إلى «تهيئة الظروف لوقف دائم للأعمال القتالية».
ويبقى تأثيره على الأرض موضع تساؤل، إذ إن المساعدات التي تدخل قطاع غزة بكميات محدودة لا تقارن بالحاجات المتعاظمة لسكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة نزحت غالبيتهم العظمى في ظل الحرب والدمار.
وتزامنا، تتواصل جهود الوسطاء المصريين والقطريين لمحاولة التوصل إلى هدنة جديدة بين إسرائيل وحماس. وكانت هدنة أولى استمرت أسبوعا في نهاية نوفمبر أتاحت الإفراج عن 105 رهائن و240 أسيرا فلسطينيا وإدخال المزيد من المساعدات إلى القطاع.
لكن وجهات نظر طرفي النزاع ما زالت متباعدة.
تطالب حماس بوقف الحرب قبل بدء أي مفاوضات بشأن الرهائن.
وإسرائيل منفتحة على فكرة الهدنة لكنها تستبعد أي وقف لإطلاق النار قبل «القضاء» على الحركة.
من جهة أخرى أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الأحد أن مناطق بشمال إسرائيل تعرضت إلى إطلاق نار من لبنان وقام الجيش بالرد على مصادر النيران.
وأضاف في بيان على «تيليغرام» أن طائرات حربية إسرائيلية أغارت على عدد من الأهداف العسكرية لحزب الله في لبنان بما في ذلك بنى تحتية ومبان عسكرية ومواقع إطلاق قذائف.
هذا وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، بإغلاق الجيش الإسرائيلي لبضع مستوطنات في الجليل الأعلى تبعد 4 كليومترات عن الحدود اللبنانية نتيجةً لتحذيرات من إطلاق صواريخ مضادة للدروع من حزب الله.
وفرض الإغلاق على مستوطنات في الجليل الغربي هي ليمان، بيتست، روش هانيكرا، شلومي، ماتسوفا، أدميت، عرب العرامشة، يعارا، إيلون، غورين، غرانوت، شوميرا، زرعيت، شتولا، إيفين مناحيم، نتوع و ماتات.
وقالت الصحيفة، إن الصواريخ التي أطلقت من لبنان باتجاه بلدة راموت نفتالي الحدودية شمال إسرائيل سقطت في مناطق غير مأهولة صباح أمس.
وكان الجيش الإسرائيلي، أعلن السبت أنه ضرب أهدافا لحزب الله اللبناني بما في ذلك البنية التحتية العملياتية ومجمع عسكري.
وبالتزامن، أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأن مدفعية الجيش الإسرائيلي قصفت أطراف بلدتي عيتا الشعب ورامية بجنوب لبنان.
يذكر أن حزب الله اللبناني يشن هجمات صاروخية شبه يومية على إسرائيل منذ اندلاع الصراع بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، بينما تقصف إسرائيل جنوب لبنان بالمدفعية وتشن غارات جوية، ما أسفر عن مقتل العشرات من مقاتلي حزب الله والمدنيين.
من ناحية أخرى رحب مجلس التعاون الخليجي، باعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار 2720 الذي تم إقراره يوم الجمعة الماضي، معرباً عن أمله في أن يساهم هذا القرار في التخفيف من معاناة أهالي قطاع غزة وإدخال المزيد من المساعدات.
وبحسب بيان المجلس قال جاسم محمد البديوي، الأمين العام للمجلس أن هذا القرار الذي يدعو إلى اتخاذ خطوات عاجلة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وموسع إلى غزة وتهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية، وتعيين منسق للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، وما تضمنه من فقرات أخرى، هو من القرارات المهمة التي ستساهم في توفير البيئة الآمنة لسكان قطاع غزة، وتهيئة الظروف اللازمة لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار.
وطالب الأمين العام إسرائيل بسرعة تنفيذ هذا القرار والالتزام بكافة قرارات الأمم المتحدة ومتطلبات القانون الدولي الإنساني بالتوقف عن استهداف المدنيين والممتلكات المدنية في غزة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والملاجئ والمخيمات، كما دعا المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته بفرض الوقف الفوري لإطلاق النار وحماية سكان غزة.
وكان مجلس الأمن الدولي، قد أقر الجمعة، قرارا يدعو إلى زيادة «واسعة النطاق» للمساعدات الإنسانية إلى غزة، من دون الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار ترفضه الولايات المتحدة، وذلك بعد مفاوضات شاقة.