
«وكالات» : قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لدى وصوله إلى إسرائيل، الإثنين، إن الزيارة تأتي تأكيدا على «التزام أميركا الصارم تجاه إسرائيل، والتأكيد على الحاجة لحماية المدنيين في قطاع غزة من الأذى».
كما أوضح: «سألتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي، ووزير الدفاع الإسرائيلي، ومجلس الوزراء الحربي، لتأكيد التزام أميركا الصارم تجاه إسرائيل، ومناقشة عمليات جيش الدفاع الإسرائيلي لتفكيك حماس، والتأكيد على الحاجة إلى حماية المدنيين من الأذى، وتمكين تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة».
ووصل أوستن أمس إلى إسرائيل في زيارة قال مسؤولون إنها من المتوقع أن تركز على إنهاء إسرائيل في نهاية المطاف الحرب المكثفة في غزة والانتقال إلى صراع محدود ومركز بدرجة أكبر.
والمقرر أن يضغط وزير الدفاع الأميركي أثناء زيارته على المسؤولين الإسرائيليين من أجل تحديد معالم الحرب، وفقا لشبكة «سي إن إن».
كذلك ذكر مسؤول رفيع المستوى، أن أوستن سيتلقى تحديثات محددة حول كيفية تقييم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت والجيش الإسرائيلي للتقدم الذي أحرزوه في المرحلة الحالية من الحملة في غزة لتفكيك البنية التحتية لحماس، وفق تعبيرهم.
يشار إلى أن زيارة وزير الدفاع الأميركي لإسرائيل تأتي بعد أيام من تصريح مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، للصحافيين في تل أبيب، بأن إسرائيل تعتزم الانتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب تركز فيها على «طرق أكثر دقة» لاستهداف قيادة حماس.
وتمثل زيارة يوم الاثنين الرحلة الثانية التي يقوم بها أوستن إلى إسرائيل منذ 7 أكتوبر، وقد أجرى مشاورات متعددة مع نظيره الإسرائيلي غالانت. وتحدث الاثنان 27 مرة منذ هجوم حماس.
هذا وتبدو إسرائيل مصرة على المضي قدماً في عمليتها العسكرية في غزة من دون تحديد جدول زمني لانتهائها، وذلك رغم الضغوط الأميركية لاستعجال نهاية القصف المكثف والانتقال لـ»مرحلة أخرى» من الحرب مع الحركة.
ومع دخول الحرب بين إسرائيل وحماس شهرها الثالث، تواجه حكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ضغوطا دولية متزايدة لإنهاء عملياتها العسكرية بغزة، في ظل تواصل سقوط القتلى المدنيين، وأيضا غياب استراتيجية واضحة للخروج من هذه الحرب، حسبما نقلته صحيفة «نيويورك تايمز».
وتشن إسرائيل حملة على قطاع غزة بعد عملية نفذتها حماس عبر الحدود في السابع من أكتوبر قالت إسرائيل إنها أدت إلى مقتل 1200 واحتجاز 240 رهينة. ومنذ ذلك الحين، تحاصر القوات الإسرائيلية القطاع الساحلي ودمرت جزءا كبيرا منه، فيما أكد مسؤولو الصحة الفلسطينيون مقتل ما يقرب من 19 ألفا، وتوجد مخاوف من وجود آلاف آخرين مدفونين تحت الأنقاض.
من جهته أكد رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، أمس الاثنين، أن ما تريده السلطة الآن وقف الحرب في غزة والضفة الغربية.
كما دعا في مؤتمر صحفي، أمس، المجتمع الدولي إلى التحرك فورا لإعلان دولة فلسطينية، وأضاف «المطلوب من العالم وضع برنامج زمني ينهي الاحتلال».
وتابع قائلاً إن إسرائيل تريد سلطة تتخلى عن الشهداء والأسرى، مضيفاً «هؤلاء أولادنا ونرفض ذلك».
كذلك قال «الوقت في غزة موت وجوع ودمار».
ومنذ اندلاع الحرب قُتل ما يقرب من 19 ألف فلسطيني في قطاع غزة، مما زاد من مطالب دولية بوقف إطلاق النار ودعوات من الولايات المتحدة لتغيير الاستراتيجية الإسرائيلية في الحرب وتوجيه ضربات أكثر دقة.
إلى ذلك، أكد أشتية أن السلطة تواصل العمل مع الجهات الدولية لاسترداد أموال المقاصة التي تحتجزها إسرائيل.
وكان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قال يوم الأحد إن الحكومة الإسرائيلية لن تحول أموالا للسلطة الفلسطينية في رام الله.
جاءت تصريحات سموتريتش بعد ساعات من إعلان هيئة البث الإسرائيلية أن الولايات المتحدة أقنعت إسرائيل بتحويل أموال المقاصة الفلسطينية مقابل تعهد السلطة الفلسطينية بتقديم قائمة بأسماء الموظفين الذين ستحول لهم الرواتب على ألا تشمل موظفين تابعين لحركة حماس.
وأضافت الهيئة «يبدو أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية توصلتا إلى اتفاق جديد بشأن تحويل أموال الضرائب التي تجمعها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية، وبموجب الترتيب الجديد الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، ستتمكن إسرائيل من التحقق من أسماء متلقي الرواتب في قطاع غزة».
وبحسب الهيئة، فإن الاتفاق يأتي في أعقاب موافقة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على اقتراح مستشار الأمن القومي جيك سوليفان بإرسال قائمة بأسماء المستفيدين من الرواتب.
من جهة أخرى من المقرر أن يجتمع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، بيل بيرنز، أمس الاثنين، مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس الموساد الإسرائيلي في وارسو لبحث صفقة جديدة محتملة لتأمين إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس في غزة، بحسب ما ذكر مسؤولان أميركيان وآخر إسرائيلي.
ويعقد الاجتماع في وارسو بعد ثلاثة أيام من لقاء رئيس الوزراء القطري ومدير الموساد ديفيد بارنيا في عاصمة أوروبية أخرى، لمحاولة إعادة إطلاق المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس التي تتوسط فيها قطر، بحسب موقع «أكسيوس».
فيما قال المسؤولون الإسرائيليون إنهم يتوقعون أن يكون الاتفاق على شروط صفقة جديدة محتملة هذه المرة أكثر صعوبة.
وفي الأيام الأخيرة، قال العديد من مسؤولي حماس علناً إنهم لن يستأنفوا المفاوضات بشأن صفقة الرهائن الجديدة إلا بعد أن توقف إسرائيل عمليتها العسكرية في غزة.
ولعب بيرنز دورا رئيسيا في التوسط في الصفقة السابقة التي أدت إلى إطلاق سراح أكثر من 100 أسير الشهر الماضي، من بينهم العديد من الأميركيين.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن استمرار مشاركة بيرنز في المفاوضات أمر بالغ الأهمية للتوصل إلى أي اتفاق جديد.
وكان مدير وكالة المخابرات الإسرائيلية «الموساد»، ديفيد بارنياع، قد التقى برئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في أوروبا، مساء الجمعة، لبحث إمكانية استئناف مفاوضات إطلاق سراح المحتجزين بعد الحصول على ضوء أخضر من مجلس الحرب الإسرائيلي.
وعلى الرغم من أن المحادثات كانت استكشافية، فقد أكد مطلعون في إسرائيل أن المحادثات أظهرت أن المفاوضات ستكون معقدة وصعبة، وقد تستغرق وقتاً طويلاً جداً، خلافاً للمفاوضات السابقة.
جاء التحرك الإسرائيلي في أعقاب واقعة حي الشجاعية في غزة التي قتل خلالها الجيش الإسرائيلي 3 محتجزين عن طريق الخطأ، وهو حدث أثار كثيراً من الغضب في إسرائيل وردود فعل قوية جداً، وما زال يتفاعل.
فيما اتهم الناطق باسم «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحماس، أبو عبيدة، الجيش الإسرائيلي بتعمد قتل المحتجزين الثلاثة.
من ناحية أخرى من جديد يعود مستشفى الشفاء في قطاع غزة ليرزح تحت القصف حيث قتل عدد من المواطنين وأصيب آخرون أمس الاثنين، جراء قصف الطائرات الإسرائيلية مبنى الجراحات التخصصي.
وذكر تلفزيون فلسطين أمس الاثنين أن خمسة أشخاص أغلبهم من الأطفال قتلوا جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف مدخل مستشفى الشفاء ومبنى الجراحة فيه.
كذلك قتل وأصيب العشرات في قصف نفذته القوات الإسرائيلية على المناطق الشرقية والشمالية في خان يونس، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية أمس الاثنين.
ونقلت الوكالة عن مصادر طبية في غزة قولها إن أكثر من 100 قتلوا في قصف إسرائيلي على جباليا منذ يوم الإثنين، وأصيب العشرات، ولا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض.
إلى ذلك، هزت انفجارات عنيفة أجواء المنطقة الوسطى لقطاع غزة.
يذكر أن حركة حماس شنت في السابع من أكتوبر هجوماً مباغتاً تسلل خلاله عناصرها إلى قواعد عسكرية إسرائيلية عبر السياج الفاصل، وهاجموا مستوطنات حدودية في غلاف غزة، ما أدى وفق إسرائيل إلى مقتل نحو 1200 شخص. كما اختطفت نحو 240 شخصاً ونقلتهم إلى قطاع غزة.
فيما ترد إسرائيل منذ ذلك الحين بقصف مكثف على القطاع، وعملية برية بدأت في 27 أكتوبر، ما أسفر حتى الآن عن مقتل نحو 19 ألف فلسطيني، 70 في المئة منهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 52 ألفا آخرين، بحسب «وفا». في حين بلغ عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء الهجوم البري بالقطاع 122.
وأتاحت هدنة استمرت أسبوعاً نهاية نوفمبر إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيلياً، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 فلسطينياً من السجون.
وعقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، تصاعد التوتر والعمليات العسكرية في الضفة الغربية. ومنذ ذلك الحين، قتل 297 فلسطينياً بنيران الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين في الضفة، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.
من جانب آخر أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أمس الاثنين، أن إسرائيل تستهدف تدمير إمكانية الحياة في قطاع غزة لوقت طويل، لا القضاء على حركة بعينها كما تزعم.
وقال أبو الغيط على منصة «إكس» إن هدف إسرائيل يتمثل في «القضاء على مجتمع بأكمله وتمزيق نسيجه، وتدمير إمكانية الحياة في قطاع غزة لوقتٍ طويل قادم.. تلك هي أهداف الحرب التي لم تعد خافية»، بحسب ما نقلت «وكالة أنباء العالم العربي».
وقال الأمين العام للجامعة العربية إن قادة إسرائيل لا يتورعون عن الإفصاح عن أهدافهم، فهم يقولون بلا مواربة إنه لن تكون هناك دولة فلسطينية في المستقبل، ويصرحون بلا خجل أنه لن يكون للفلسطينيين سيادة على أرضهم.
وقال أبو الغيط «تعتقد إسرائيل مخطئة أن بإمكانها إنزال نكبة ثانية بالفلسطينيين، لكنها، وإن قتلت آلافا من المدنيين الأبرياء، فلن تقتل حلمهم ولن تدفعهم إلى التنازل عن حقهم في الأرض والحياة».
وترد إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي على الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس، بقصف مكثف على قطاع غزة، وعملية برية بدأت في 27 أكتوبر، ما أسفر حتى الآن عن مقتل نحو 19 ألف فلسطيني، 70 في المئة منهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 52 ألفا آخرين، بحسب «وفا».
في حين بلغ عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء الهجوم البري بالقطاع 122، حسب مصادر إسرائيلية.
من جهة أخرى ذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس الاثنين أن إسرائيل تستخدم تجويع المدنيين كسلاح في قطاع غزة ما يشكل جريمة حرب، وطالبت الحكومة الإسرائيلية بالتوقف عن ذلك ورفع حصارها على غزة.
كما أكدت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان أن الجيش الإسرائيلي يتعمد منع إيصال المياه والغذاء والوقود ويعرقل المساعدات الإنسانية لغزة.
بدوره، قال عمر شاكر مدير شؤون إسرائيل وفلسطين بالمنظمة «لأكثر من شهرين، تحرم إسرائيل سكان غزة من الغذاء والمياه، وهي سياسة حث عليها مسؤولون إسرائيليون كبار أو أيّدوها وتعكس نية تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب. على زعماء العالم رفع أصواتهم ضد جريمة الحرب البغيضة هذه، ذات الآثار المدمرة على سكان غزة».
إلى ذلك طالبت المنظمة الحكومة الإسرائيلية بالالتزام بحظر الهجمات على الأهداف الضرورية لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة ورفع حصارها عن قطاع غزة وإعادة إمدادات المياه والكهرباء.
كذلك طالبتها بالسماح بدخول الغذاء والمساعدات الطبية والوقود التي تمس الحاجة إليها إلى غزة عبر المعابر، بما فيها كرم أبو سالم.
وكان المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) كاظم أبو خلف قد قال، إن الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي ويتجه إلى نقطة اللاعودة.
وأضاف أن «الأوضاع تتدهور وربما تصل إلى حد المجاعة. في بداية الحرب كنا في أزمة وبعد ذلك كارثة إنسانية نحن الآن نتجه لنقطة اللاعودة، والنظام المدني على وشك الانهيار في قطاع غزة».
فيما قال المفوض العام لأونروا فيليب لازاريني يوم الجمعة «لن أتفاجأ إذا بدأ الناس يموتون من الجوع، أو جراء مزيج من الجوع والمرض وضعف المناعة».
وكانت إسرائيل قد سمحت الجمعة «مؤ قتا» بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي بين أراضيها والقطاع، نتيجة ضغوط دولية متزايدة، وذلك بعد اتفاق مع الولايات المتحدة لتخفيف الضغط عن معبر رفح.