
«وكالات» : شهدت شواطئ مدينة درنة الواقعة شرق ليبيا، خلال الأيام الأخيرة، ظهور جماجم وعظام بشرية لضحايا السيول المدمّرة التي ضربت المدينة والمناطق القريبة منها منذ الـ10 من شهر سبتمبر الماضي.
وفي مشاهد أثارت مشاعر الليبيين، أظهرت مقاطع فيديو عملية انتشال بقايا جثث الأموات، التي تفكّكت إلى جماجم وعظام بأشكال مختلفة قذف بها البحر وأعادها إلى الشاطئ، وهو أمر مدمر لعائلات المفقودين، حيث سيزيد تفكّك جثث الضحايا من صعوبة التعامل معها والتعرّف على هويّات أصحابها وكذلك سيعقد من عمليات دفنها.
وبعد مرور 8 أسابيع عن كارثة الفيضانات التي تسبّبت في اختفاء ثلث المدينة بمبانيها وسكانها، لا يزال آلاف الأشخاص الذين جرفتهم الأمواج والسيول في عداد المفقودين، بينما لا تزال بعض الجهود المحلّية مستمرة في البحث عن بقايا الجثث تحت الركام وفي أعماق البحر، في حين يحتدم الصراع بين الأطراف السياسية المتنازعة حول من يمتلك شرعية إعادة بناء وإعمار المدينة المدمرة.
فيما لم تتوصل السلطات الليبية إلى تحديد رقم نهائي دقيق لأعداد المفقودين، لكن الإحصاءات الأخيرة للسلطات المحلية أشارت إلى أكثر من 8500 مفقود، فضلا عن أكثر من 4100 ممن وثقت وفاتهم نتيجة للفيضانات.
في الأثناء، يواصل مكتب النائب العام الليبي، في عمليات فحص رفات الضحايا ممّن تمّ انتشال جثثهم، في محاولة لتحديد هوياتهم وحصر أعداهم، بالتنسيق مع عائلات المفقودين.