
«وكالات» : أكد المتحدث باسم الحرس الوطني التونسي حسام الدين الجبابلي، أمس السبت، أن الصور المتداولة للمهاجرين على الحدود «تهدف لتشويه سمعتنا».
وأضاف في مقابلة من على الحدود التونسية الليبية مع «العربية»، أن الهلال الأحمر التونسي يساعد المهاجرين العالقين بتقديم الغذاء والخدمة الطبية، مشيرا إلى تواصل السلطات التونسية مع المنظمات الدولية لإيجاد حلول لأزمة المهاجرين.
وكانت قد أظهرت مقاطع فيديو مصورة من الجانب التونسي، الشرطة الليبية وهي تلاحق مهاجرين أفارقة وتدفعهم نحو الحدود التونسية.
كما بينت المشاهد سيارات الشرطة في مناطق حدودية وهي تلاحق الأفارقة بينما يظهر بعضهم وهو يحمل جثثاً ملفوفة بقطع كبيرة من القماش.
ويظهر في الفيديوهات أيضا ترحيل أعوان الشرطة الليبية لعدد من المهاجرين الأفارقة نحو الحدود التونسية.
وكان وزير الداخلية التونسي كمال الفقي قال إن تصريحات المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة حول حماية اللاجئين والمهاجرين الأفارقة على الحدود التونسية تتسم «بعدم الدقة وترتقي إلى درجة المغالطة».
ونقلت وكالة تونس أفريقيا للأنباء عن الفقي قوله، إن ما سماها «الادعاءات» حول عمليات طرد المهاجرين إلى الحدود مع ليبيا والجزائر «لا أساس لها من الصحة».
كما دعا الوزير التونسي إلى التثبت من الأخبار قبل نشرها، محذرا من التداعيات السلبية لتلك الأخبار على أداء المؤسسة الأمنية التي أكد أنها «لا تتوانى في بذل أي جهد لنجدة وإنقاذ المهاجرين على الحدود البرية أو البحرية».
وكانت تونس نفت بشدة صحة تقارير تتحدث عن انتهاكات تطال مهاجرين غير نظاميين على أراضيها، مشددة على «أنها لا تتحمل مسؤولية مهاجرين موجودين خارج حدودها».
يذكر أن عدد المهاجرين الأفارقة في تونس يبلغ نحو 80 ألفا بينهم 17 ألفا في صفاقس شرق البلاد، فيما عاد أكثر من ألف مهاجر طوعاً إلى بلدانهم، وفق ما أفاد به وزير الداخلية.
من جهة أخرى استدعى الرئيس التونسي قيس سعيّد مديرة التلفزيون التونسي عواطف الدالي ووجه انتقادات حادة للخط التحريري في القناة، واستنكرت نقابة الصحفيين ما وصفته بالتدخل السافر، واتهمت سعيد بالرغبة في توظيف الإعلام وتوجيهه.
فقد قال سعيد -خلال لقاء بقصر قرطاج مع الدالي- إن العديد من البرامج التي تبثها القناة الوطنية -فضلا عن نشرات الأخبار وترتيب الأنباء- «ليست بريئة».
وأضاف سعيّد أنه شاهد جزءا من برنامج «الزمن الجميل»، وما هو بالزمن الجميل، ولو كان جميلا لما كان الوضع على هذا النحو، وفق تعبيره.
وانتقد استضافة البرنامج بعض الأشخاص الذين قال عنهم إنهم كانوا مختبئين عام 2011، وكان منهم من هو مطلوب للعدالة، «وأصبحوا الآن أبطالا ويتحدثون عن الزمن الجميل»، مشيرا إلى أن هذا ليس خطا تحريريا ولكنه خط القوى المضادة للحرية والتحرير الوطني.
وتساءل سعيّد عن أسباب عدم بث البرامج التي تهم مطالب التونسيين في ديسمبر 2010، ويناير وفبراير 2011 التي يراد التعتيم عليها، على حد قوله.
كما تساءل، خلال توجيهه الحديث للدالي: لماذا «لا يتم التذكير بالشهيدين شكري بلعيد وشكري لبراهمي وجنودنا الأبطال ورجال الأمن الذي قضوا وهو يواجهون بالحديد والنار الخونة والإرهابيين؟»
واختتم توجيهاته للدالي بالقول إنه «لا يمكن أن يستمر ما يبث من المؤسسة الوطنية، ويجب أن تكون في خدمة التونسيين لا في خدمة هذه اللوبيات التي تتخفى وراء الستار». من دون أن يحدد ما هذه «اللوبيات».
وإثر هذا اللقاء، أصدرت نقابة الصحفيين التونسيين بيانا انتقدت فيه ما أسمته «التدخل السافر» لسعيد و»التدخل المباشر في الإعلام العمومي والتلفزة التونسية»، معتبرة أن تصريحات سعيد وتوجيهاته لمديرة التلفزيون «سابقة خطيرة لم يقدم عليها غيره».
وقالت النقابة إن التلفزيون مرفقا عموميا لخدمة الدولة والشعب وليس «بوق دعاية للسلطة الحاكمة مهما كان لونها».
وأشار بيان النقابة إلى أن التلفزيون التونسي دأب منذ 25 يوليو 2021 «على تبييض السلطة وتغييب الرأي المخالف أو الناقد لها، وقدم خدمات جليلة للسلطة لاسترضائها، دون فائدة».