
«وكالات» : أدى هجوم في تل أبيب إلى إصابة 7 أشخاص عن طريق الدهس أو الطعن، الثلاثاء، قبل مقتل منفذه الفلسطيني، في اليوم الثاني لأكبر عملية عسكرية إسرائيلية منذ نحو 20 عامًا في الضفة الغربية المحتلة.
وقال قائد الشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي: «تمت تصفية المنفذ الذي جاء من الضفة الغربية. نحن نعرف بعض التفاصيل عنه. ومازال التحقيق جاريًا».
وقال إعلام جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) في بيان إن منفذ هجوم الدهس والطعن في تل أبيب، عبد الوهاب خلايلة، وهو فلسطيني في العشرين من عمره من سكان بلدة السموع جنوب غربي الخليل. وأضاف أنه «بدون سوابق أو خلفية أمنية، وبدون تصريح يسمح له بالدخول لإسرائيل. والتحقيق في الهجوم مستمر».
وأشادت حركتا حماس والجهاد الإسلامي في غزة «بالعملية البطولية والنوعية» التي رأتا فيها رد فعل طبيعيًا على «جرائم الاحتلال في جنين» حيث قتل الجيش الإسرائيلي، الاثنين، 10 فلسطينيين وأصاب نحو 100 بجروح، 20 منهم إصاباتهم خطرة، في عملية قال إن هدفها «القضاء على السلاح والمسلحين» فيها.
وأكدت الشرطة وفق المعلومات الأولية «أن السيارة التي كانت متجهة من الجنوب إلى الشمال اصطدمت بمشاة في شارع بنحاس روزين، وأن السائق «نزل من السيارة وطعن آخرين بأداة حادة. مما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص، ثلاثة منهم في حالة خطيرة».
ونقلت القناة 13 الاسرائيلية بالعبرية عن أحد الشهود أن راكب دراجة نارية شاهد المنفذ يطعن الناس «فقام بإطلاق عيارات نارية تجاهه وأسقطه. لولا ذلك لاستمر بالطعن».
وعمّ إضراب شامل، الثلاثاء، مدن الضفة الغربية احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي المتواصل على مخيم جنين في شمال الضفة الغربية الذي قتل فيه 10 فلسطينيين، وأصيب أكثر من 100 آخرين، 20 منهم في حالة خطيرة.
وتعطلت الحركة في مختلف المدن الفلسطينية، ولزم الموظفون العموميون منازلهم استجابة للدعوة إلى الإضراب التي وجهتها حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
كما عبرت وكالتان للإغاثة تابعتان للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، عن قلقهما من نطاق العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين، في إشارة إلى قيود على وصول الخدمات الطبية.
وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في إفادة صحافية: «نشعر بالقلق من حجم العمليات الجوية والبرية التي تجري في جنين بالضفة الغربية المحتلة والضربات الجوية لمخيم للاجئين مكتظ بالسكان». وأضافت أن من بين القتلى 3 أطفال دون أن تذكر تفاصيل.
وإلى ذلك، ذكر متحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن فرقاً طبية مُنعت من دخول المخيم لعلاج الجرحى.
وقال: «مُنع المستجيبون الأوائل من دخول مخيم (جنين) للاجئين، بما في ذلك الوصول إلى الأشخاص الذين أصيبوا بجروح خطيرة»، وذلك في إشارة إلى القيود التي فرضتها القوات الإسرائيلية.
من ناحية أخرى وافقت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو على تمديد العملية العسكرية في جنين، في وقت حذرت الجامعة العربية من مغبة الهجوم، قائلا إنه ينذر بعواقب وخيمة تهدد الأمن والاستقرار بالمنطقة، كما يصعّب من مهمة إحياء جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط.
وزير مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين، أفادت مصادر، أمس الثلاثاء، بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عقد اجتماعا لتقييم الموقف الأمني في جنين وغلاف غزة.
في الأثناء، اختتم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تقييما للوضع في جنين مع قادة أجهزة الأمن والشاباك وأجهزة الاستخبارات.
وأكد غالانت أن عملية جنين مستمرة حتى تدمير البنية التحتية للإرهاب، مشددا على الحرية الكاملة لعمل القوات في جنين.
وعبّر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عن قلقه من حجم العمليات الجوية والبرية التي تجري في جنين بالضفة الغربية. وأكد انزعاجه بشدة بعد مقتل 3 أطفال فلسطينيين في جنين خلال العملية الإسرائيلية.
ومن جهته، أكد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن فرقا طبية مُنعت من الدخول لإسعاف المصابين جراء الهجمات على جنين بما في ذلك الوصول إلى الأشخاص الذين أصيبوا بجروح خطيرة.
من جانبه، كشف مدير مستشفى جنين الحكومي وسام بكر أن القوات الإسرائيلية تركز على الرأس وأجزاء قاتلة لدى استهداف الفلسطينيين في حملتها على جنين وأكد أن وصول أعداد كبيرة من الجرحى سيشكل تحديا للطواقم الطبية في التعامل مع أعداد كبيرة من الإصابات.
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قوله، إن العملية العسكرية في جنين قد تنتهي بوتيرة أسرع مما كان متوقعا في البداية، ربما في غضون أيام. وقال المتحدث إن العملية حققت بالفعل معظم أهدافها، بعدما واجهت مقاومة أو تعقيدات جانبية أقل مما كانت المخابرات تتوقعه. وأضاف أنه تم اعتقال حوالي 120 شخصا، وتم إطلاق سراح بعضهم.
فيما أكدت السلطة الفلسطينية أن إسرائيل أجبرت مئات العائلات على مغادرة مخيم جنين، في وقت أكد فيه الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه أخلت أكثر من 500 عائلة من المخيم.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قد أكد أن العملية التي يشنها الجيش الإسرائيلي في جنين ومخيمها مستمرة حتى تحقق أهدافها وهي ضرب البنية التحتية للفصائل الفلسطينية التي تتخذ من جنين مركزاً لها.
كما أضاف أدرعي: العملية ليست محددة بجدول زمني ولكن مدتها تعتمد على إنجاز المهمة، وهي إضعاف البنية التحتية لهذه المنظمات داخل المخيم، مبيناً أن هذه العملية هي خطوة من ضمن سلسلة خطوات أخرى اتخذت في الماضي، وسوف تتخذ أيضا في الأيام والأسابيع المقبلة لإضعاف حركتي الجهاد الإسلامي وحماس في مخيم جنين.
تُعتبر مدينة جنين ومخيّم اللاجئين المجاور لها مسرحا منتظما لمواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي كثّفت في الأشهر الماضية عملياتها في شمال الضفة الغربية المحتلة مع تزايد العمليات المسلحة التي تستهدف إسرائيليين، ومعها هجمات المستوطنين على الفلسطينيين وأملاكهم.
من جهة أخرى قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن كتيبة جنين تصدت لعملية توغل جديدة في المخيم، وأضافت الكتيبة أن مقاتليها يخوضون اشتباكات محتدمة مع جيش الاحتلال ويفجرون عددا من العبوات الناسفة.
وذكرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن كمائن مقاتليها «اصطادت جنود الاحتلال وآلياته بشكل دقيق ومباشر في مخيم جنين مساء الإثنين وصباح أمس»، وأضافت الكتائب أن عناصر «ما زالوا يخوضون المواجهة الشاملة مع جيش الاحتلال المتوغل في المخيم».
في المقابل، أوردت الإذاعة الرسمية في إسرائيل أن الجيش يستعد لإنهاء هجومه في جنين «ما لم تحصل تطورات جديدة»، فيما عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي اجتماعا لإجراء تقييم أمني للوضع في جنين.
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي لإذاعة «كان» الرسمية إن العملية العسكرية في جنين «تقترب من استكمال تحقيق الأهداف المحددة».
وأكد الجيش الإسرائيلي أن قواته قتلت تسعة فلسطينيين، مضيفا أنهم كانوا جميعا مسلحين.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال إن القوات ستنتشر في مناطق مستهدفة محددة في المخيم لتنفيذ المزيد من عمليات التفتيش أمس الثلاثاء.
من جهة أخرى طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتوفير حماية دولية للفلسطينيين ومعاقبة إسرائيل، في حين توعدت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي إسرائيل، وسط إدانات عربية ودولية للعدوان الإسرائيلي على جنين، بينا دعمت أميركا لتل أبيب.
فعلى الصعيد الداخلي، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وفرض عقوبات على إسرائيل.
ووجه -في كلمة له خلال اجتماع القيادة الفلسطينية برام الله أمس لبحث العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين- دعوةً للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية؛ لعقد اجتماع طارئ لبحث المخاطر.
ودعا عباس الفلسطينيين إلى «الصمود والثبات» وإلى «وحدة الصف والدفاع عن الأرض والمقدسات»، لافتا إلى أنه وجه الحكومة والأجهزة الأمنية بتوفير «كل ما يلزم مدينة جنين ومخيمها لتعزيز صمود المواطنين»، مشيرا إلى أن «القيادة ستتخذ الليلة قرارات بشأن العدوان الإسرائيلي على جنين».
كما قررت القيادة الفلسطينية وقف جميع الاتصالات مع إسرائيل واستمرار وقف التنسيق الأمني معها، وتقنين العلاقات مع الإدارة الأميركية، ردا على العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن التفاهمات السياسية والأمنية والاقتصادية الأخيرة مع إسرائيل، التي تمت خلال اجتماعات بمدينتي العقبة الأردنية وشرم الشيخ المصرية، «لم تعد قائمة».
وعلى صعيد المقاومة، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة إن ما يجري في جنين هو مذبحة ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وإن المقاومة وسرايا القدس ستقوم بواجبها لوقف هذه المذبحة.
في حين قال محمد الهندي نائب الأمين العام للحركة إن العملية الإسرائيلية في جنين تعكس المأزق الكبير الذي تمر به إسرائيل، مؤكدا -في تصريحات للجزيرة- أن المقاومة موحدة وتملك بعض الإمكانيات ولديها إرادة التصدي، معتبرا أن استخدام القوة المفرطة في جنين دليل على الارتباك الإسرائيلي ومحاولة من نتنياهو للتغطية على مشاكل سياسية وحزبية.
أما حركة حماس، فقالت -في بيان- إن العدوان على جنين سيفشل، وإن بنيامين نتنياهو وحكومته يتحملان مسؤولية ما يجري، وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع حسم المعركة ضد المقاومة، والشعب الفلسطيني سيواصل نضاله.
وقال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية إن الدم الذي يراق على أرض جنين سيحدد طبيعة المرحلة المقبلة في كافة الاتجاهات، وإن الشعب ومقاومته يعرفان كيفية الرد على هذا العدوان البربري.
كما قال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، في تصريح للجزيرة، إن المقاومة هي الخيار الوحيد للفلسطينيين للدفاع عن حقوقهم ومقدساتهم، وتوعد إسرائيل برد شامل لا تتوقعه في حال تخطت الخطوط الحمر في مخيم جنين.