
«وكالات» : قتل شخصان على الأقل خلال اندلاع اشتباكات عنيفة ليل الخميس الجمعة، بين المجموعات المسلحة في مدينة الزاوية غرب ليبيا، التي يتنامى فيها الفراغ الأمني وتسيطر عليها الميليشيات.
وتدور الاشتباكات داخل الأحياء السكنية باستعمال الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والقذائف، بين عناصر ينتمون لجهاز مكافحة الإرهاب ومجموعة مسلحة قبلية أخرى على خلفية مقتل أحد سكان المدينة، مما أدى إلى سقوط قتلى واحتراق مركز صحّي وتضرر مبانٍ أخرى.
ووثقت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، حدّة هذه الاشتباكات، حيث تم إطلاق قنابل يدوية وقذائف صاروخية من الجانبين، وسط مخاوف من تصاعدها خلال الساعات القادمة مع وصول تعزيزات عسكرية جديدة.
واندلعت المواجهات، بعد ساعات من زيارة رئيس الأركان في المنطقة الغربية محمد الحداد لمدينة الزاوية، وإشرافه على وضع الترتيبات الأمنية داخلها.
وفي مرات كثيرة، شهدت مدينة الزاوية اشتباكات مسلحة بين الميليشيات المسيطرة عليها التي تتبع حكومة الوحدة الوطنية، لكنها ترتبط بعلاقات متوترة فيما بينها، وتوجد بينها خلافات وصراعات على مواقع النفوذ وخاصة على خطوط تهريب الوقود والمهاجرين.
وهذا الوضع أثار غضب الأهالي، الذين خرجوا في عدّة مرات، للمطالبة بتطهير المدينة من المجرمين والمسلّحين وضبط الأمن داخلها، لاسيما بعد تكرّر مشاهد العنف وارتفاع معدلات الجريمة، في سطوة الميليشيات المسلّحة على كافة مناحي الحياة داخل المدينة، وتراجع دور الدولة.
من ناحية أخرى دعا المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي، جميع قادة ليبيا لتقديم التنازلات الضرورية للوصول إلى تنظيم انتخابات شاملة في البلاد، يعوّل عليها لإنهاء الصراع المستمر في البلاد وتحقيق الاستقرار والنظام.
ومنذ إلغاء الانتخابات التي كانت مقررة في ديسمبر 2021، فشلت الأطراف الليبية في الاتفاق على موعد جديد، بسبب خلافات حول القوانين وشروط الترشح إلى الرئاسة، حيث يختلف البرلمان ومجلس الدولة حول مسألة ترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية.
وجدّد المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي، خلال لقائه يوم الخميس مع رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، دعوته للجميع من أجل تقديم تنازلات للوصول إلى انتخابات، وشدّد على ضرورة دعم عمل لجنة 6+6 المكلفة بصياغة القوانين الانتخابية والتسريع في أعمالها, ويعوّل الليبيون على لجنة 6+6 المشتركة بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة، التي بدأت منذ أيام مفاوضاتها، في التوصل لتوافق تام حول قانون الانتخابات، من أجل الذهاب إلى صناديق الاقتراع قبل نهاية هذا العام.
لكن، لا يبدو سقف التفاؤل عاليا من إمكانية نجاح هذه اللجنة 6+6 في إتمام قوانين الانتخابات قبل شهر يونيو المقبل، خاصة أن الخلاف الرئيسي الذي اصطدمت به كل المفاوضات السابقة وعرقل المرور نحو إجراء استحقاق انتخابي في البلاد، لا يزال قائما ويعترض من جديد مشاورات هذه اللجنة، ويتعلق بشروط الترشح إلى الرئاسة.