
«وكالات» : أعلن الجيش الاسرائيلي -أمس الخميس- اعتراض صواريخ أطلقت من لبنان، وذلك بعد اقتحامات قوات الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك خلال اليومين الماضيين وأثارت تحذيرات من أعمال انتقامية في المنطقة، بينما قالت قناة إسرائيلية إن 100 صاروخ أطلقت من لبنان خلال 10 دقائق.
وقال جيش الاحتلال في بيان أولي «في أعقاب التقرير الأولي بشأن انطلاق صفارات الإنذار في بلدتي شلومي وموشاف بيتزيت في الشمال، تم إطلاق صاروخ من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية وتم اعتراضه بنجاح».
بينما قالت القناة 14 في التلفزة الإسرائيلية إن 100 صاروخ أطلقت من لبنان خلال 10 دقائق على مستوطنات وبلدات شمالي إسرائيل.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بإصابة شخصين بشظايا صاروخية جراء القصف، بينما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه يجري إخلاء الشواطئ في منطقة مدينة نهاريا الساحلية.
وقالت مصادر إن صفارات الإنذار تدوي بشكل متواصل في منطقة الجليل الغربي، وأضاف أن المدفعية الإسرائيلية تقصف منطقتي القليلة وزبقين جنوبي لبنان بعدد من القذائف.
من جانبه، ذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن بنيامين نتنياهو سيرأس اجتماعا أمنيا عالي المستوى لمتابعة التطورات بعد القصف من لبنان.
من ناحية أخرى اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى للمرة الثانية خلال 24 ساعة واعتدت على المصلين فيه، ومكّنت المستوطنين من اقتحامه مرة أخرى أمس الخميس، في خطوة أدت إلى تأجيج الغضب في الأراضي الفلسطينية، وسط تحذيرات من انفجار الأوضاع.
وبعد ساعات من اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المعتكفين والمصلين داخله قبل انتهاء صلاة التراويح، اقتحمت مجموعات من المستوطنين باحات المسجد لليوم الثاني على التوالي.
وقالت مراسلة الجزيرة إن المستوطنين اقتحموا باحات المسجد الأقصى وسط حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية. ويأتي ذلك بعد محاولة متطرفين يهود إدخال قرابين لذبحها في باحات الأقصى بمناسبة عيد الفصح اليهودي الذي بدأ الأربعاء ويستمر أسبوعا.
وكانت الشرطة اقتحمت الليلة الماضية باحات المسجد الأقصى أثناء صلاة التراويح حيث اعتدت على المعتكفين، ثم قامت بملاحقة المصلين والمعتكفين وأفرغت المسجد القبلي منهم بالكامل.
وقال مراسل الجزيرة في القدس المحتلة إلياس كرام إن مواجهات نشبت في الأقصى أثناء الاقتحام، مشيرا إلى أن شرطة الاحتلال انسحبت من باحات المسجد في منتصف الليل مع إبقاء وجودها عند الأبواب.
من جهتها، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية إن قوات الاحتلال اعتقلت العشرات بعد أن اعتقلت في الليلة السابقة نحو 500 إثر اقتحامها المسجد الأقصى بذريعة وجود من وصفتهم بمحرضين مسلحين بالألعاب النارية والحجارة داخله.
وقد رفعت حوادث الاقتحام الإسرائيلية للمسجد الأقصى منسوب التوتر والغضب في الأراضي الفلسطينية، حيث توسعت المواجهات والمظاهرات.
وخرجت مساء الأربعاء مسيرات غاضبة في الضفة المحتلة والقدس والمدن العربية داخل الخط الأخضر وقطاع غزة تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى.
واندلعت مواجهات في القدس والخليل ونابلس، وتحدث مراسل الجزيرة عن إصابة عشرات الفلسطينيين في مواجهات مع قوات الاحتلال بالضفة الغربية وداخل الخط الأخضر.
وفي قطاع غزة، انطلقت مسيرات جماهيرية من المساجد عقب صلاة العشاء والتراويح تنديدا بالانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى بعد اعتداء قوات الاحتلال على المصلين والمرابطين بداخله.
وندد المشاركون بالصمت العربي والدولي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية، وطالبوا بتوفير الحماية وحرية العبادة للمصلين والمعتكفين داخل المسجد الأقصى خاصة في شهر رمضان المبارك.
وفي السياق، قالت الرئاسة الفلسطينية إن الاحتلال يصر على الاستمرار في تدنيس المقدسات، وخلق مناخ تصعيد وتوتر وعدم استقرار، بينما قال محافظ القدس عدنان غيث إن الاحتلال يرتكب جريمة بشعة بحق الأقصى، ويجب وقف هذه الفاشية الآن قبل تحولها إلى حرب لا ترحم أحدا.
وفي ردود فصائل المقاومة، قال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم إن ما ارتكبته قوات الاحتلال في المسجد الأقصى يمثل جريمة لن تمر دون عقاب من الشعب الفلسطيني ومقاومته.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي إن الشعب الفلسطيني سيتصدى للاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى وسيفشل المخططات الكامنة وراء هذه الاعتداءات والاقتحامات
في غضون ذلك، تتواصل ردود الفعل الدولية على التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى.
فقد قالت الخارجية الصينية أمس الخميس إن بكين تحث إسرائيل على التزام الهدوء وضبط النفس والوقف الفوري لأي أعمال تزيد حدة الصراع.
وأضافت الوزارة أن وضع القدس معقد وحساس، وأن على جميع الأطراف الحفاظ على الوضع التاريخي للمقدسات الدينية، داعية المجتمع الدولي لإيجاد حل مبكر وعادل للقضية الفلسطينية.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير دعت مساء الأربعاء لخفض التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيرة إلى أن واشنطن قلقة مما يجري.
بدوره، أبدى المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو استياءه من اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، قائلا إن الاتحاد الأوروبي يطالب بالحفاظ على الوضع القانوني القائم للأماكن المقدسة.
ويعقد مجلس الأمن الدولي أمس الخميس جلسة مشاورات مغلقة بشأن التطورات في المسجد الأقصى بناء على طلب فلسطيني أردني.
وعشية الجلسة، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن غوتيريش يشعر بالصدمة والفزع من صور العنف الذي مارسته القوات الإسرائيلية على المصلين في المسجد القبلي بالمسجد الأقصى، مضيفا أن على الدول المعنية استخدام نفوذها لتهدئة الوضع.