
«وكالات» : أفاد بيان للرئاسة الفرنسية الجمعة أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يريدان «تكثيف التعاون» من أجل «التخفيف من آثار الحرب في أوكرانيا في أوروبا والشرق الأوسط والعالم».
وكان الرئيس الفرنسي استقبل ولي عهد المملكة مساء الخميس على عشاء عمل في قصر الإليزيه، أكد خلاله ماكرون «أهمية استمرار التنسيق الذي بدأ مع المملكة العربية السعودية في إطار تنويع مصادر الطاقة في الدول الأوروبية»، وفق البيان.
وبحسب البيان، فقد أكد الرئيس الفرنسي أهمية استمرار التنسيق الذي بدأ مع السعودية لتنويع إمدادات الطاقة للدول الأوروبية وطرح مبادرة FARM للأمن الغذائي العالمي، مؤكدين كلاهما التمسك المشترك بالأمن والاستقرار في الشرقين الأدنى والأوسط، معربين عن رغبتهما في مواصلة جهودهما المشتركة من أجل تخفيف التوترات بشكل دائم.
وشدد ماكرون على ضرورة أن تنتهز إيران الفرصة، بينما لا يزال هناك متسعاً من الوقت، للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة. كما تطرقت إلى الجهود الدولية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وضمان سلمية برنامج إيران النووي، وحث إيران على التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمحافظة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. واستمراراً لمؤتمر بغداد الذي عقد في أغسطس (آب) الماضي، ماكرون إلى تمسك فرنسا بأي ديناميكية تهدف إلى تعزيز الحوار والتكامل الإقليمي.
وأشاد الجانب الفرنسي بجهود المملكة ودعمها للهدنة في اليمن، كما جرى الأعراب عن تقدير المملكة لدعم فرنسا للجهود الأممية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية وفقاً للمرجعيات الثلاث.
وتم التطرق في المباحثات إلى دعم البلدين لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وأهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة، وأعربا عن ارتياحهما لعمل الصندوق السعودي ـ الفرنسي لدعم العمل الإنساني والإغاثي في لبنان بأعلى معايير الشفافية.
كما تناولت المحادثات تطابق وجهات النظر حول ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية وفقاً لمبدأ حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشملت المحادثات أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة في سوريا يحافظ على وحدة أراضي سوريا وسلامة شعبها.
وفي ختام الزيارة، شكر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الجمعة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على «الحفاوة» التي خصه بها خلال محادثات في باريس.
وكتب بن سلمان في رسالة نشرتها وزارة الخارجية السعودية «فيما أغادر بلدكم الصديق، يسعدني أن أعبر لمعاليكم عن أعمق امتناني وتقديري لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي حظيتُ بها والوفد المرافق».
من ناحية أخرى أكدت المملكة العربية السعودية، أن مواقفها الثابتة والراسخة تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني لن تتغير بالسماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية الدولية.
وشددت المملكة على أن القرار بالسماح باستخدام المجال الجوي لجميع شركات الطيران مرتبط بالتزاماتها الدولية، ولا تعني هذه الخطوة أنها مقدمة لخطوات أخرى.
جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها القائم بالأعمال بالإنابة في وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة المستشار محمد العتيق، أمام مجلس الأمن الدولي في جلسته المنعقدة أمس تحت البند «الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك المسألة الفلسطينية»، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس).
وقال: تجدد المملكة وقوفها بجانب الشعب الفلسطيني، وتشدد على أهمية السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط بوصفه خياراً استراتيجياً لإنهاء أحد أطول وأعقد الصراعات التاريخية التي شهدها العالم المعاصر، وذلك استناداً على أساس حل الدولتين ووفقاً للمرجعيات الدولية، ومبادرة السلام العربية لعام 2002، التي تضمن قيام الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإنهاء احتلال إسرائيل لجميع الأراضي العربية بما فيها الجولان العربي السوري والأراضي اللبنانية.
وأكد أنه إيماناً من المملكة بأهمية تعزيز التعاون الإقليمي والدولي للاستجابة لهذه التحديات المشتركة والمتجددة التي تواجهها المنطقة والعالم، وتهيئة الفرصة للوصول إلى منطقة يسودها السلام والازدهار مع الحفاظ على التناغم العربي، فقد استضافت المملكة «قمة جدة للأمن والتنمية» بتاريخ 16 يوليو الجاري، وبمشاركة من قادة عدد من دول المنطقة، لافتاً في هذا الصدد إلى الترحيب الواسع إقليمياً ودولياً بمخرجات القمة.