
بيروت - «وكالات»: خسر حزب الله وحلفاؤه، الأكثرية في البرلمان اللبناني الجديد، وفق النتائج النهائية للانتخابات التي أعلن وزير الداخلية بسام المولوي دفعتها الأخيرة أمس الثلاثاء، في تطور يعكس الغضب الشعبي من النخبة الحاكمة في لبنان.
وأظهر إحصاء لرويترز للنتائج الرسمية أن حزب الله وحلفاؤه حصلوا على 62 مقعداً في البرلمان اللبناني، ما يعني خسارة الأغلبية في البرلمان المؤلف من 128 عضوا.
والانتخابات هي الأولى بعد انهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ 1850، واحتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد السلطة، وانفجار في 4 أغسطس 2020 في مرفأ بيروت الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص ودمر أحياء من العاصمة.
وحصد سياسيون إصلاحيون جدداً 12 مقعداً، ما يمثل تطوراً كبيراً مفاجئاً في نظام لطالما هيمنت عليه نفس الجماعات. وحقق معارضو حزب الله، بما فيهم حزب القوات اللبنانية، الفصيل المسيحي، مكاسب.
وتركت النتائج البرلمان منقسماً إلى معسكرات، لا يتمتع أي منها بأغلبية مطلقة، ما يزيد احتمالات الشلل السياسي والتوتر الذي قد يؤخر الإصلاحات لإخراج لبنان من الانهيار الاقتصادي.
ومن النتائج المدوية العديدة خسارة السياسي الدرزي المتحالف مع حزب الله، طلال أرسلان، مقعده لصالح الوافد الجديد مارك ضو، وأظهرت النتائج النهائية أيضاً خسارة الحليف البارز لحزب الله السياسي السني فيصل كرامي.
من جانب اخر وجّه حزب الله يوم الاثنين تحذيرات لخصومه السياسيين في مجلس النواب اللبناني الجديد بعد نشر نتائج جزئية للانتخابات التشريعية تظهر أن حلفاء الحزب الموالي لإيران تعرضوا على ما يبدو لانتكاسة.
وقال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة التابعة للحزب محمد رعد «نتقبّلكم خصوماً في المجلس النيابي، ولكن لن نتقبّلكم دروعاً للإسرائيلي ومن وراء الإسرائيلي»، في إشارة ضمنيّة إلى غريمه حزب القوات اللبنانية.
وقال رعد في كلمة بثتها قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله «انتبهوا لخطابكم وسلوككم ومستقبل بلدكم»، وأضاف «لا تكونوا وقوداً لحرب أهلية».
ويتهم الحزب الشيعي، وهو الفصيل اللبناني الوحيد الذي احتفظ بسلاحه بعد الحرب الأهلية (1990-1975)، حزب القوات اللبنانية بفتح النار على أنصاره في أكتوبر الماضي خلال تظاهرة في بيروت شهدت سقوط سبعة قتلى، وهو ما نفاه الحزب المسيحي.
وحزب القوات، وهو جزء من الطبقة السياسية التي لم تتغير تقريباً منذ نهاية الحرب الأهلية قبل نحو ثلاثة عقود، يمكن أن يصبح أكبر حزب مسيحي في البرلمان على حساب التيار الوطني الحر الذي يتزعمه رئيس الجمهورية ميشال عون حليف حزب الله.