
«وكالات» : اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بتجنيد المدنيين قسراً في الأقاليم المحتلة شرقي أوكرانيا.
وكتب مسؤولون عسكريون أوكرانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه بالإضافة إلى الشباب فإنه يجري استهداف الأطباء في أقاليم خيرسون وزابوريجيا وخاركيف.
وزعموا أنه تم إجبار العاملين في المجال الطبي في فوفتشانسك بإقليم خاركيف وتحت تهديد التعرض للإعدام على علاج الجنود الروس المصابين أثناء القتال.
ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من صحة الادعاءات الأوكرانية.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن تجنيد المدنيين الأوكرانيين في الجيش الروسي ينتهك بنود اتفاقية جنيف بشأن حماية المدنيين أثناء الحروب.
من جهة أخرى قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أمس الأحد إن روسيا نشرت قاذفات صواريخ إسكندر-إم المتنقلة على بعد 60 كيلومترا من الحدود الأوكرانية.
وفي تحديثها الصباحي اليومي عن تطورات الحرب قالت القوات المسلحة الأوكرانية «زاد العدو من عدد القوات في منطقة بيلجورود من خلال نقل وحشد وحدات إضافية».
وأضافت «وفقاً للمعلو0مات المتاحة، تم نشر قاذفات صواريخ إسكندر-إم على بعد 60 كيلومتراً من الحدود مع أوكرانيا»، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول موقع نشرها.
ولم يتسن لرويترز التحقق حتى الآن من صحة التقارير. ولم يصدر رد فعل بعد من موسكو على هذه التقارير.
ومدينة بيلجورود هي المركز الإداري لمنطقة بيلجورود الروسية شمالي الحدود مع أوكرانيا.
ممن جهة أخرى قال كبير المفاوضين الأوكرانيين والمستشار الرئاسي ميخائيلو بودولياك أمس الأحد إن القوات الروسية تقصف ماريوبول بشكل مستمر وحث موسكو على قبول «هدنة حقيقية في عيد القيامة».
وأضاف بودولياك في تغريدة على تويتر «روسيا تهاجم آزوفستال في ماريوبول على نحو مستمر. يتعرض المكان الذي يوجد فيه المدنيون والجيش إلى القصف بالقنابل والمدفعية الثقيلة».
وحث روسيا على «التفكير في ما تبقى من سمعتها» ودعا إلى «هدنة حقيقية في عيد القيامة في ماريوبول» إلى جانب فتح ممر إنساني فورا للمدنيين وجولة خاصة من المحادثات «لتسهيل تبادل العسكريين والمدنيين».
من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الأحد، أن قواتها دمرت بصواريخ عالية الدقة ورشات في مصنع يمد الجيش الأوكراني بالمواد المتفجرة والبارود، في مقاطعة دنيبروبيتروفسك.
ونقل موقع قناة «آر تي عربية» عن المتحدث باسم الوزارة إيجور كوناشينكوف القول: «بصواريخ عالية الدقة مطلقة من الجو، تم تدمير ورشات في مصنع لإنتاج المتفجرات والبارود للقوات المسلحة الأوكرانية قرب مدينة بافلوغراد».
وأكد كوناشينكوف أن القوات الجوفضائية الروسية استهدفت بصواريخ عالية الدقة تسع منشآت عسكرية أوكرانية، منها مقر قيادة لواء في الجيش الأوكراني وأربع نقاط محصنة وأماكن لحشد القوات والآليات القتالية، بالإضافة إلى أربعة مستودعات للأسلحة الصاروخية والمدفعية في مناطق بارفينكوفو ونوفايا دميتروفكا وإيفانوفكا في مقاطعة خاركوف شرق البلاد.
من جانب اخر دعا منسق الأمم المتحدة لشؤون أوكرانيا أمين عوض أمس الأحد إلى «وقف فوري» للقتال في ماريوبول للسماح بإجلاء المدنيين المحاصرين في المدينة الأوكرانية «اليوم».
وقال عوض في بيان إن «حياة عشرات آلاف الأشخاص بمن فيهم نساء وأطفال وأشخاص أكبر سنا، على المحك في ماريوبول».
وأضاف «نحتاج إلى توقف في القتال الآن لإنقاذ حياة الناس. كلما انتظرنا أكثر، ستكون حياة مزيد من الأشخاص عرضة للخطر ويجب السماح بإجلائهم الآن، اليوم. غدا، سيكون فات الأوان».
من جانب اخر ينتظر وصول وزيرَي الخارجية والدفاع الأمريكيين إلى كييف، يوم عيد الفصح الأرثوذكسي، في أول زيارة أمريكية لأوكرانيا بعد شهرين بالضبط من اندلاع الحرب التي ما زالت مستعرة في شرق البلاد وجنوبها.
ويصل وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إلى كييف الأحد لمناقشة شحنات الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا، على ما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في محطة مترو في وسط كييف إن الرئيس يريد تلك الأسلحة «أثقل وأقوى» في مواجهة الجيش الروسي.
وفي غضون ذلك، ما زالت مفاوضات السلام في مراحلها الاولى، خصوصا أن روسيا تبدو، في الوقت الراهن، كأنها لم تحقق أهدافها العسكرية.
وجدد زيلينسكي السبت دعوته إلى لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين «لإنهاء الحرب».
وهدّد الرئيس الأوكراني بأن كييف ستنسحب من المفاوضات مع موسكو إذا عمد الجيش الروسي إلى قتل الجنود الأوكرانيين المتحصنين في مجمع آزوفستال للصناعات المعدنية في مدينة ماريوبول الساحلية في جنوب شرق أوكرانيا.
وأشار إلى «استعداده» لـ»إجراء عملية تبادل مع جنودنا الذين يدافعون عن ماريوبول بأي شكل من الأشكال»، بهدف إخراج «هؤلاء الناس المحاصرين والذين يعانون وضعاً مروعاً».
ويزور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين تركيا التي تؤدي دوراً مهماً في الوساطة لإيجاد حل للنزاع في أوكرانيا، وذلك قبل توجهه إلى موسكو وكييف.
لكن زيلينسكي انتقد السبت قرار غوتيريش «غير المنطقي» زيارة موسكو الثلاثاء قبل المجيء إلى كييف. وقال «من الخطأ الذهاب إلى روسيا أولاً ومن ثم إلى أوكرانيا»، مبدياً أسفه «للانعدام التام للعدالة والمنطق في هذا الترتيب».
وأضاف «الحرب في أوكرانيا. لا جثث في شوارع موسكو. سيكون من المنطقي أن يذهب أولاً إلى أوكرانيا لرؤية الناس هناك وتداعيات الاحتلال».
وتسعى أنقرة حالياً إلى تنظيم قمة في اسطنبول بين الرئيسين الروسي والأوكراني رغم إقرار تركيا بأن احتمال إجراء محادثات مماثلة لا يزال ضعيفاً.
وأكّد مسؤول عسكري روسي كبير أن القوات الروسية التي انسحبت من منطقة كييف وشمال أوكرانيا نهاية مارس تسعى إلى «فرض سيطرة تامة على دونباس وجنوب أوكرانيا».
وبحسب الأمم المتحدة، فإن عدد اللاجئين الفارين من الغزو الروسي يقترب من 5,2 ملايين. وفرّ أكثر من 7,7 ملايين شخص من منازلهم لكنهم ما زالوا في أوكرانيا.
من جانب آخر أفاد تحديث عسكري بريطاني أمس الأحد أن أوكرانيا صدت العديد من الهجمات الروسية على طول خط التماس في دونباس في الأيام الماضية.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة دورية أنه على الرغم من تحقيق روسيا لبعض المكاسب على الأرض، كانت المقاومة الأوكرانية قوية في جميع المحاور وكبدت القوات الروسية خسائر كبيرة.
وأضاف التحديث أن «تراجع الروح المعنوية الروسية والوقت المحدود لإعادة تشكيل القوات وتجهيزها وتنظيمها بعد هجمات سابقة يعوق الفاعلية القتالية الروسية على الأرجح».
ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة ما ورد في التقرير.