
عواصم - «وكالات» : قالت نائب وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار، إن روسيا لا تزال تعمل على تحقيق أدنى أهدافها المتمثل في السيطرة على شرقي أوكرانيا.
وذكرت وكالة المعلومات المستقلة الأوكرانية للأنباء، أن نائب الوزير قالت فى وقت متأخر من يوم أمس الأحد إن روسيا تواصل استعداداتها الخاصة وتعبئة وتدريب المجندين.
وفي الوقت ذاته، تتوقع هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني أن يقوم الجيش الروسي بضغط جديد للسيطرة على شرقي أوكرانيا بالكامل.
وقالت هيئة الأركان إنه من أجل هذا الغرض يجري حالياً نقل قوات جديدة من مناطق روسية أخرى إلى الحدود مع أوكرانيا، بالإضافة إلى ذلك، سيجري تعزيز الوحدات الروسية التي تكبدت خسائر بأفراد جدد.
ووفقاً للوكالة الأوكرانية، فإنه من المتوقع أن يكون تركيز الهجمات الروسية القادمة بالقرب من خاركيف وسلوفيانسك.
من جهته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الإثنين، إن عشرات الآلاف قتلوا على الأرجح في الهجوم الروسي على مدينة ماريوبول بجنوب شرق البلاد.
وفي خطاب عبر الفيديو إلى نواب برلمان كوريا الجنوبية، قال زيلينسكي «ماريوبول دُمرت وهناك عشرات الآلاف من القتلى، لكن على الرغم من ذلك فإن الروس لم يوقفوا هجومهم».
من جهة أخرى أعلن الجيش الأوكراني أمس الإثنين أنه يستعد لـ»معركة أخيرة» في مدينة ماريوبول المدمرة في جنوب شرق البلاد والتي تحاصرها القوات الروسية منذ أكثر من أربعين يوماً.
وكتب الفوج السادس والثلاثون في البحرية الوطنية على فيس بوك «اليوم ستكون على الأرجح المعركة الأخيرة لأن ذخائرنا تنفد.. سيكون مصير بعضنا الموت وبعضنا الآخر الأسر».
من جهة أخرى اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا ألمانيا بالفشل في دعم بلاده.
وفي تصريحات لمحطة «إن بي سي» التلفزيونية الأمريكية، قال كوليبا الأحد إن بعض الدول في أوروبا مثل ألمانيا، لا تزال تفكر في العتاد العسكري لأوكرانيا من باب التصنيف بين الأسلحة الدفاعية والهجومية مشيراً إلى أن هذا الأمر لا يزال يحتاج إلى عمل.
وأضاف:» لو لم نضيع مثل هذا الوقت الكثير في النقاش حول قضية الدفاعي في مواجهة الهجومي وحول ما تحتاجه أوكرانيا وما لا تحتاجه، لكنا الآن في موقف آخر- في موقف أقوى كثيراً».
وأعرب كوليبا عن اعتقاده بأنه كان من الخطأ الاستراتيجي لألمانيا وفرنسا الاعتراض في عام 2008 على انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)،لافتاً إلى أن بلاده تدفع ثمن هذا الخطأ « فلو كنا عضوا في الناتو، لما كانت هذه الحرب موجودة».
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وجه انتقادات مشابهة إلى الدولتين.
وأكد كوليبا أن الرسالة إلى الناتو والغرب هي:»أنتم تمدوننا بكل ما نحتاجه، ونحن نقاتل حتى لا تضطروا إلى الدخول في القتال، عندما يقرر (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أن يختبر المادة الخامسة من معاهدة الحلف الأطلسي بمهاجمة إحدى دول الناتو».
وتلزم هذه الفقرة كل الدول الأعضاء في الناتو بالوقوف إلى جانب أي دولة عضو تتعرض لهجوم.
ولما كانت أوكرانيا دول غير عضو فإنها لا يمكنها أن تتقدم بطلب للحصول على دعم بموجب هذه المادة.
وتابع كوليبا:» نحن نعرف كيف نحارب» وقال إن بلاده تحتاج في حربها ضد قوات بوتين إلى أحدث الأسلحة من كل الأنواع، مشدداً على أن توريد الأسلحة أمر حاسم « وكل يوم مهم».
وفيما يتعلق بانسحاب القوات الروسية من محيط العاصمة كييف والهجوم الروسي الكبير المتوقع وقوعه على شرق البلاد، قال كوليبا:» لقد كسبت أوكرانيا المعركة على كييف، والآن تلوح معركة أخرى وهي المعركة على منطقة الدونباس».
من جانب اخر أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الاثنين أن قواتها دمرت 78 هدفاً عسكرياً إضافياً لأوكرانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن «النظم الدفاعية الجوية الروسية أسقطت طائرتين حربيتين أوكرانيتين من طراز سو25- بالقرب من بلدة إيزيوم (شمال شرق أوكرانيا)».
وبالإضافة إلى ذلك، تم إسقاط هليكوبتر قتالية أوكرانية من طراز مي24- في منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا.
ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من المعلومات. وتدلي روسيا ببيانات محدثة بشكل متكرر حول المعدات والمواقع العسكرية الأوكرانية التي دمرتها، ولكنها تقول إنها لا تستهدف المدنيين على الرغم من وجود أدلة كبيرة على ذلك.
وأفاد كوناشينكوف بأنه تم تدمير عدة مواقع قيادية أوكرانية وذخيرة ومستودعات وقود ونظم دفاعية جوية.
كما قالت وزارة الدفاع الروسية أمس الاثنين، إن روسيا دمرت أنظمة صواريخ إس-300 المضادة للطائرات كانت دولة أوروبية قد زودت بها أوكرانيا.
وأضافت الوزارة أن صواريخ كاليبر روسية أُطلقت من البحر أمس الأحد دمرت أربع منصات صواريخ من طراز إس- 300 كانت مخبأة في حظيرة طائرات في ضواحي مدينة دنيبرو الأوكرانية. وقالت روسيا إن 25 جندياً أوكرانياً أصيبوا في الهجوم.
ولم تذكر روسيا الدولة الأوروبية التي زودت كييف بأنظمة إس- 300.
من جانب اخر قال الكرملين أمس الإثنين إن انضمام فنلندا والسويد المحتمل إلى حلف شمال الأطلسي لن يجلب الاستقرار إلى أوروبا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف رداً على سؤال عن الأمر «قلنا مراراً وتكراراً أن الحلف لا يزال أداة معدة للمواجهة وأن توسعه لن يجلب الاستقرار إلى القارة الأوروبية».
وكان مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية قد قال الأسبوع الماضي، إن احتمال انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي جزء من مباحثات بين وزراء خارجية دول التحالف العسكري في بروكسل.
من جهته قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس الاثنين، إن فرض التكتل مزيداً من العقوبات على روسيا خيار مطروح، وذلك عندما سئل عما إذا كان الاتحاد الأوروبي مستعداً لبحث فرض حظر على النفط الروسي ردًا على غزو أوكرانيا.
وصرح للصحافيين لدى وصوله لحضور اجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ بأن «العقوبات دائما مطروحة على الطاولة». وأضاف أن «الوزراء سيناقشون ما هي الخطوات الأخرى» التي يمكن اتخاذها.
من ناحية أخرى ذكرت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة دورية على تويتر أمس الاثنين أن القصف الروسي استمر في منطقتي دونيتسك ولوجانسك، حيث صدت القوات الأوكرانية عدة هجمات أسفرت عن تدمير دبابات ومركبات ومعدات مدفعية روسية.
وقالت المخابرات العسكرية البريطانية إن استخدام القوات الروسية السابق للذخائر الفوسفورية في منطقة دونيتسك يثير أيضاً احتمال استخدامها في المستقبل في ماريوبول مع احتدام القتال من أجل السيطرة على المدينة.
وأضافت في النشرة أن اعتماد روسيا المستمر على القنابل غير الموجهة يقلل من قدرتها على التمييز عند الاستهداف وشن الضربات ويزيد بشكل كبير من خطر وقوع المزيد من الضحايا المدنيين.
من جانبها دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى تسليم أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا.
وقالت بيربوك على هامش اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أمس الاثنين: «أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من العتاد العسكري - خاصة الأسلحة الثقيلة».
وذكرت بيربوك أن الرعب المروع والصور المروعة أوضحت أن أوكرانيا التي هاجمتها روسيا بحاجة إلى دعم عسكري إضافي لتتمكن من الدفاع عن نفسها، وقالت: «الآن ليس وقت الأعذار، الآن وقت الإبداع والبراجماتية».
ولم تذكر الوزيرة المنتمية لحزب الخضر نوعية الأسلحة الثقيلة التي يمكن أن تسلمها ألمانيا إلى أوكرانيا، مكتفية بالإشارة إلى أنه سيُجرى توفير 500 مليون يورو أخرى لتسليم أسلحة ومعدات عسكرية أخرى عبر ما يسمى بمرفق السلام الأوروبي.
تجدر الإشارة إلى أن مرفق السلام هو أداة تمويل جديدة للاتحاد الأوروبي يمكن استخدامها أيضا لتعزيز قدرات القوات المسلحة في البلدان الشريكة. وللفترة من 2021 إلى 2027 تم تزويد مرفق السلام بحوالي خمسة مليارات يورو من أموال الدول الأعضاء. وتم بالفعل الإفراج عن مليار يورو لأوكرانيا وحدها في غضون فترة زمنية قصيرة للغاية.
ووفقاً لاقتراح قدمه منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، من المقرر أن يتبع ذلك قريباً 500 مليون يورو أخرى.
من جهته قال رئيس جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف والذي يعتبر حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صباح أمس الاثنين إن القوات الروسية ستهاجم مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة وكذلك العاصمة الأوكرانية كييف وغيرها من المدن.
وأضاف في تسجيل مصور بث على قناته على تيليجرام «سيكون هناك هجوم... ليس على ماريوبول فحسب ولكن أيضاً على أماكن ومدن وقرى أخرى (في أوكرانيا)».
وتابع «سنحرر لوجانسك ودونيتسك بالكامل في المقام الأول، ثم نستولي على كييف وجميع المدن الأخرى». وقال «»أؤكد لكم: لن يتم الرجوع خطوة واحدة».
واتهمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قديروف مرارا بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وهو ما ينفيه الرئيس الشيشان.
من جهة أخرى قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الأحد إن الولايات المتحدة ملتزمة بتزويد أوكرانيا «بالأسلحة التي تحتاجها» للدفاع عن نفسها ضد روسيا، وذلك في وقت تسعى فيه أوكرانيا إلى الحصول على مزيد من المساعدة العسكرية من الغرب.
وقال سوليفان إن إدارة بايدن سترسل المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا لمنع روسيا من الاستيلاء على المزيد من الأراضي واستهداف المدنيين في هجمات وصفتها واشنطن بأنها جرائم حرب.
وقال سوليفان لشبكة إيه.بي.سي نيوز: «سنزود أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاجها لصد الروس ومنعهم من الاستيلاء على المزيد من المدن والبلدات التي يرتكبون فيها هذه الجرائم».
ورفضت موسكو اتهامات أوكرانياً ودول غربية بارتكاب جرائم حرب.
وفي حديثه لاحقاً على قناة إن.بي.سي نيوز قال سوليفان إن الولايات المتحدة «تعمل على مدار الساعة لتسليم أسلحتنا ... وتنظم وتنسق تسليم أسلحة من العديد من البلدان الأخرى».
وأضاف سوليفان «تصل الأسلحة يومياً، بما في ذلك اليوم الحالي».
وقال البيت الأبيض الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة أرسلت مساعدات عسكرية بقيمة 1.7 مليار دولار لأوكرانيا منذ أن شنت روسيا غزوها في 24 فبراير (شباط).
وشملت شحنات الأسلحة صواريخ ستينجر الدفاعية المضادة للطائرات وصواريخ جافلين المضادة للدبابات، بالإضافة إلى الذخيرة والدروع الواقية.
لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يضغط على زعماء الولايات المتحدة وأوروبا لتقديم أسلحة ومعدات ثقيلة لمواجهة روسيا في المنطقة الشرقية من البلاد حيث من المتوقع أن تكثف روسيا جهودها العسكرية.
وقال مسؤولون أوكرانيون يوم الجمعة إن أكثر من 50 شخصاً لقوا حتفهم في هجوم صاروخي على محطة للقطارات في مدينة كراماتورسك بمنطقة دونيتسك حيث تجمع آلاف الأشخاص للنزوح من المنطقة.
وأجبر الغزو الروسي نحو ربع السكان البالغ عددهم 44 مليوناً على ترك منازلهم، وحول المدن إلى أنقاض وقتل أو جرح الآلاف.