الأراضي المحتلة - «وكالات» : قالت الرئاسة الفلسطينية أمس الأحد، إن تصاعد هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم تهدف إلى إفشال جهود إحياء العملية السياسية.
ودعا المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إلى ضرورة العمل للضغط على الحكومة الإسرائيلية لـ «وقف الاستيطان ولجم اعتداءات المستوطنين التي تهدف بالأساس إلى إفشال الجهود الأمريكية والدولية الرامية إلى إحياء العملية السياسية».
وقال أبو ردينة: «لن نسمح باستمرار اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على الشعب الفلسطيني الذي لديه كافة الوسائل للدفاع عن حقوقه، ولا يجوز الاستهانة بقدراته وعزيمته».
وأدان أبو ردينة «استمرار اعتداءات المستوطنين الإرهابية على أبناء الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها الاعتداءات الإرهابية أمس على قرى برقة، وسبسطية، وبزاريا، والتي أسفرت عن إصابة أكثر من 250 مواطناً، عدا عن ترويع الأطفال وتخريب الممتلكات وقطع الطرق».
وقال إن «الوضع الحالي جراء سياسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية بمثابة لعب بالنار وهو غير مقبول، ولا يُحتمل، ولن نسمح باستمراره».
وأضاف أنه «ليس هناك أي قوة تستطيع أن تفرض على الشعب الفلسطيني ماذا يعمل وهو يملك القدرة والعزيمة والإمكانية للتصدي لكل المؤامرات التي تحاك ضد القضية».
وطالب الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن بـ «التدخل العاجل لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، حيث لا يمكن أن تبقى إسرائيل تتصرف كدولة فوق القانون».
من جانب آخر توافد المئات من الفلسطينيين، مساء السبت، إلى قرية برقة، شمال مدينة نابلس، لمساندة الأهالي للتصدي لاعتداءات الاحتلال ومستوطنيه.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» بأن مئات المواطنين من محافظتي جنين وطولكرم والبلدات والقرى المحيطة بقرية برقة، توافدوا إلى القرية، لنصرة الأهالي في التصدي لمسيرة دعا لها المستوطنون، فوق أراضي مستوطنة «حومش» المخلاة.
وكانت حركة «فتح»، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، دعتا للنفير العام والتصدي لمحاولة المستوطنين اقتحام أراضي برقة.
وأشاد نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، بصمود أهالي قرية برقة والقرى المجاورة لها وتصديهم لقوات الاحتلال والمستوطنين.
وأصيب، 9 فلسطينيين، بالرصاص الحي، أحدهم بجروح خطيرة، خلال مواجهات مع الاحتلال، على مدخل برقة.
وكان مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، أكد أن قوات الاحتلال أغلقت مدخل برقة الرئيسي، وسط اندلاع مواجهات مع الشبان في إطار التصدي لمسيرة دعا لها المستوطنون من موقع مستوطنة «حومش» المخلاة.
وأضاف أن مدخل بلدة بزاريا شهد أيضاً مواجهات مع قوات الاحتلال في محاولة للتصدي لمسيرة المستوطنين.
من ناحية أخرى اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، أمس الأحد، ثلاثة موظفين في دائرة الأوقاف الإسلامية، أثناء عملهم في المسجد الأقصى.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية ، حسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أمس، بأن «شرطة الاحتلال اعتدت على أحد حراس مصلى قبة الصخرة في المسجد الأقصى وفرضت حصاراً على جميع أبوابه، وهددت باقتحام المصلى لاعتقال الحارس، بعد أن استدعت مزيداً من عناصرها».
وحسب الأوقاف، «اعتقلت شرطة الاحتلال حارس المسجد الأقصى بعد محاصرته داخل قبة الصخرة واقتادته للتحقيق في أحد مراكزها في القدس»، وأعقب ذلك اعتقال حارس للمسجد الأقصى وموظف بالأوقاف أثناء عملهما في المسجد.
ولفتت إلى أن «قوات من شرطة الاحتلال ومخابراته اقتحمت منزل نائب مدير عام مديرية الأوقاف الشيخ ناجح بكيرات في صور باهر جنوب شرق القدس وعاثت فيه خرابًا، قبل أن تترك له استدعاء للتحقيق معه».
وكان بكيرات اعتُقل مؤخرًا قرب باب الأسباط، وتم الإفراج عنه شرط إبعاده عن المسجد الأقصى المبارك والضفة الغربية.
وطبقاً للوكالة، «تزامن ذلك مع اقتحام مجموعات من المستوطنين لباحات المسجد الأقصى من باب المغاربة وأدائهم طقوسًا تلمودية وتنفيذهم جولات استفزازية في باحاته وساحاته تحت حماية شرطة الاحتلال».
وكانت قوات إسرائيلية اقتحمت أمس منزل محافظ القدس، عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» عدنان غيث، وعاثت فيه خراباً، كما اعتقلت أيضاً ثلاثة شبان فلسطينيين من بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى.
من جهة أخرى يستمر الأسير الفلسطيني هشام أبو هواش (40 عاماً) في إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ132، رفضاً لاعتقاله الإداري.
وقالت مصادر فلسطينية أمس الأحد، «لا يزال الأسير أبو هواش محتجزاً في عيادة سجن الرملة»، وهناك خطر حقيقي على حياته جراء نقص كمية السوائل والأملاح في جسمه، إضافة لنقص حاد في وزنه والإعياء والإجهاد الشديدين، ولا يقوى على الحركة إلا من خلال كرسي متحرك، وفقاً لما ذكرته وكالة «وفا».
وحذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية من تعرضه لانتكاسة صحية مفاجئة قد تؤدي لوفاته، أو إصابة جهازه العصبي بسبب تضرر وظائف أعضائه الحيوية.
ولفتت المصادر إلى أن «محاكم الاحتلال تواصل تعنتها ورفضها الاستجابة لمطلب الأسير بإنهاء اعتقاله الإداري، حيث أصدرت قبل نحو أسبوعين قراراً بتثبيت اعتقاله لمدة 4 أشهر، رغم التقارير الطبية التي تؤكد خطورة وضعه الصحي، وترفض إدارة السجون نقله إلى مستشفى مدني».