
بيروت - «وكالات» : أعلن رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أنه يتريث مجدداً في الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء بعد توقف أعمال المجلس ويسعى لإيجاد حلّ، داعياً إلى إبعاد المجلس عن كل ما لا شأن له به.
وقال ميقاتي، خلال رعايته الأربعاء في السرايا الحكومية إطلاق منصة دعم البطاقة التمويلية والمشروع الطارئ لشبكة الأمان الاجتماعية، «منذ الثاني عشر من أكتوبر الفائت، توقفت أعمال مجلس الوزراء نتيجة معضلة دستورية قانونية مرتبطة بملف انفجار مرفأ بيروت».
وأضاف ميقاتي «فقد سعيت وما زلت أسعى للوصول إلى حل، وأدعم أي خطوة تؤدي إلى تقريب وجهات النظر، مراهناً على الحكمة والوعي لدى الجميع لدقة المرحلة وضرورة تكثيف العمل لإنجاز الملفات الأساسية لحل الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية».
وأعلن أن قراره «التريث في الدعوة مجدداً إلى جلسة حكومية، على أمل أن يقتنع الجميع بإبعاد مجلس الوزراء عن كل ما لا شأن له به، خصوصاً وأننا كنا توافقنا على أن القضاء مستقل، وأن أي إشكالية تحل في القضاء ووفق أحكام الدستور، من دون أي تدخل سياسي».
وتابع ميقاتي «ألم نتعظ جميعاً من تجارب مماثلة كان التعطيل سلاحها وتسببت بخسارة كبرى دفع اللبنانيون جميعاً أثمانها الباهظة ولا يزالون يدفعون، مع فارق أننا فقدنا إمكانات الصمود والقدرة على الرهان على الوقت، وأصبحنا في خضمّ أزمة لم يشهد لها لبنان مثيلاً من قبل».
وأشار إلى أنه سمع «الكثير من الآراء والانتقادات وحتى المزايدات حول ما يجب فعله وما لا يجب فعله، وآثرت عدم الرد لعدم زيادة الشرخ، علّ المعنيين يقتنعون بأن لا حل إلا من ضمن المؤسسات، وأن لا حل يفرض بالتعطيل أو بقوة الأمر الواقع».
ولفت إلى أن العمل الحكومي يستمر «بوتيرة متصاعدة ومكثفة، في سباق مع الوقت، لإنجاز الملفات المطلوبة مالياً واقتصادياً وخدماتياً واجتماعياً، وقد قطعنا في هذا المجال مرحلة متقدمة لا سيما في موضوع التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وحل معضلة الكهرباء، والملفات المرتبطة بواقع الإدارة، وفور معاودة جلسات مجلس الوزراء قريباً، سيتم عرض هذه الملفات وإقرارها».
وقال ميقاتي «إن ما نحن بصدده اليوم يظهر حجم الكارثة التي نحن فيها ووجوب الإقلاع عن سياسة التعطيل وفرض الشروط، بعدما أصبح شعبنا يئن تحت وطاة أزمة خانقة وينتظر الفرج»، مضيفاً «كنا وما زلنا نراهن على الحس الوطني لكل المكونات اللبنانية».
واعتبر أنه «إذا كان من حق بعض الناس أن تثور في الشارع وتغضب، فليس مسموحاً لكل من شارك ويشارك في السلطة بكل مكوناتها، أن يتنصل اليوم من المسؤولية ويرمي بها على من ارتضى حمل كرة النار لإنقاذ الوطن».
من جهة أخرى أكد وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب أن لبنان ينهار بسبب غياب الإصلاحات المالية، والاقتصادية والنقدية، متمنياً أن تجتاز بلاده هذا الوضع الصعب ويعود لبنان كما في السابق لا يعتمد على المساعدات.
ونقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية أمس الخميس عن بو حبيب قوله، خلال مشاركته في النسخة السابعة لمؤتمر «حوارات المتوسط» الذي تستضيفه العاصمة الإيطالية روما في الفترة من الثاني إلى الرابع من الشهر الجاري، إن «الخطوات ما زالت بطيئة نحو هذا الهدف وعلينا الإسراع لأن كل يوم يمر دون القيام بالإصلاحات يزداد الوضع سوءاً، صندوق النقد الدولي يتعاون معنا ليساعدنا، لذا علينا الإسراع».
وحول ربط إيطاليا مساعدتها للبنان بشروط خاصة بالإصلاحا ت قال الوزير بو حبيب إن «إيطاليا مثل مجموعة من الدول التي تقول إن مساعدة لبنان تتطلب تحقيق الإصلاحات لتقديم الدعم ولا أعني الدعم المالي بل المشاريع، ولا اعتبرها شروطا، بل إنها شروط لبنانية على لبنان كي نقوم بالإصلاحات، فلا يمكن الاستمرار هكذا».
وأشاد بإعلان القوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفل) تقديم مساعدات للجيش اللبناني تشمل الغذاء والوقود، قائلاً «الجيش اللبناني هو العمود الفقري للبلاد، لذلك أتقدم بالشكر لليونيفل ولما تقوم به هي ودول أخرى لمساعدة الجيش».