
بغداد - «وكالات» : شرعت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أمس الأحد في عمليات إعادة العد والفرز اليدوي في 6 محافظات بناء على طعون وشكاوى تقدمت بها كتل وأحزاب معترضة على النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية التي جرت في العاشر من الشهر الجاري.
وذكرت مفوضية الانتخابات أن فرق المفوضية في بغداد شرعت اليوم بعمليات إعادة العد والفرز اليدوي وفتحت صناديق لعدد من المراكز الانتخابية في محافظات أربيل وكربلاء وكركوك والأنبار والمثنى والقادسية.
وبحسب مفوضية الانتخابات، فان فرقها ستبدأ غداً الإثنين عمليات العد والفرز لمحافظتي البصرة وذي قار وبذلك تستكمل عمليات العد والفرز لجميع المحافظات التي سجلت اعتراض على نتائج الانتخابات.
وجدد الإطار التنسيقي، الذي يضم الكتل والأحزاب الشيعية الخاسرة في الانتخابات العراقية رفضه لعملية إعادة العد والفرز اليدوي الذي شرعت بتنفيذه مفوضية الانتخابات في العراق استنادا لعدد من الطعون والشكاوى، والتي أظهرت لغاية اليوم تطابقاً مع النتائج الأولية التي أعلنت بعد 24 ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع.
ودخلت الاعتصامات الشعبية لجماهير تجمع الإطار التنسيقي أسبوعها الثاني أمام أحد مداخل المنطقة الخضراء الحكومية وشلت الحركة وأجبرت السلطات العراقية إلى إغلاق المنطقة الخضراء والشوارع المؤدية إليها من جانب حي الكرادة والجسر المعلق وسط بغداد.
من جانب آخر دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، جميع الدول إلى عدم التدخل بالشأن العراقي.
وقال الصدر، في تغريدة له على تويتر: «تصلنا أخبار مؤكدة بتدخلات إقليمية بالشأن العراقي الانتخابي والضغط على الكتل والجهات السياسية من أجل مصالح خارجية فيها ضرر كبير على العراق وشعبه».
ودعا الصدر، جميع الدول ذات التدخلات الواضحة إلى «سحب يدها فوراً»، مشدداً بالقول: «كما أنني رفضت التحاور معهم، فعلى الكتل عدم اللجوء إليهم وإدخالهم في شؤوننا الداخلية...فنحن عراقيّون ونحل مشاكلنا فيما بيننا حصراً».
وتابع الصدر قائلاً: «وإلا ففي تدخلهم وإدخالهم، إهانة للعراق وشعبه واستقلاله وهيبته وسيادته».
من جهة أخرى سقطت ثلاثة صواريخ من نوع كاتيوشا فجر الأحد، بالقرب من المنطقة الخضراء التي تضم السفارة الأمريكية ومقرات حكومية في العاصمة العراقية، وفق ما ذكر مصدر أمني لوكالة فرانس برس، في هجوم يأتي بعد أسابيع من انتخابات تشريعية تعترض على نتائجها بعض الأطراف.
وهذا الهجوم الذي اقتصرت أضراره على الماديات ولم يوقع إصابات، هو الأول منذ نحو أربعة أشهر قرب المنطقة الخضراء.
وقال المصدر إن «ثلاثة صواريخ كاتيوشا سقطت على منطقة المنصور في بغداد، وقع أحدها قرب مستشفى الهلال الأحمر، والآخر في شارع الأميرات قرب السياج الخارجي للمصرف الاقتصادي»، موضحاً أن «البناية مهجورة».
أما الثالث فقد «سقط في بداية مدخل شارع الزيتون داخل محطة دائرة مياه اسالة المنصور».
وتكررت في الأشهر الأخيرة الهجمات من هذا النوع التي تستهدف خصوصاً القوات والمصالح الأمريكية في العراق ولا تتبناها أي جهة، لكن تنسبها واشنطن عادة إلى فصائل عراقية موالية لإيران تطالب بالانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من العراق.
ويأتي هجوم الأحد بعد أسابيع من انتخابات تشريعية لم تحسم نتائجها بعد، لكن سجلت فيها كتل تمثّل أطرافاً موالية لإيران تراجعاً وفق النتائج الأولية.
وينظم معترضون على النتائج منذ نحو أسبوعين اعتصاماً على أحد مداخل المنطقة الخضراء، مطالبين بإعادة فرز صناديق الاقتراع من جديد، فيما تقوم المفوضية العليا للانتخابات العراقية بإعادة فرز بعض المحطات حتى الآن بناء على طعون قدمت لها.
من جانب آخر أفاد متحدث عراقي بأن 227 عائلة عراقية نزحت خلال اليومين الماضيين من قضاء المقدادية، على خلفية استهداف تنظيم داعش لمدنيين في إحدى قرى القضاء الواقع شمال شرقي محافظة ديالى (57 كلم شمال شرق بغداد).
وقال علي عباس جهاكير المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين، في تصريح لصحيفة «الصباح» نشرته أمس الأحد، إن مكاتب وزارة الهجرة والمهجرين في محافظة ديالى سجلت نزوح نحو 227 أسرة من قضاء المقدادية خلال اليومين الماضيين.
وذكر أن الوزارة قررت شمول النازحين بمنحة الطوارئ، حيث تم توزيعها بشكل عاجل لدعم العوائل، فضلاً عن متابعتهم من قبل وزارة الداخلية والأمن الوطني ورئاسة أركان الجيش.
وكانت قرية الرشاد بقضاء المقدادية قد تعرضت الأسبوع الماضي لهجوم من قبل تنظيم داعش أوقع 13 قتيلاً و15 مصاباً.
من جهة أخرى قتل عنصران من البشمركة ليل السبت، بهجوم نفذه مسلحون تابعون لتنظيم داعش في كركوك في شمال العراق، على ما أفاد جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان، في منطقة لا تزال تنشط فيها خلايا للتنظيم.
وأفاد جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان في بيان بأن مسلحي التنظيم «شنوا هجوماً على الفوج الثاني من اللواء العاشر التابع لوزارة البشمركة في منطقة زركَة زراو بمحور كركوك».
وتقع المنطقة في ناحية التون كوبي وتبعد 55 كلم شمال غرب مركز مدينة كركوك، وهي من المناطق الوحيدة التي بقيت فيها قوات البشمركة بعد انتشار القوات الاتحادية في محافظة كركوك في 2017.
وأضاف البيان أن الهجوم، الذي تمّ سيراً على الأقدام وبأسلحة رشاشة، أدى إلى مقتل اثنين من البيشمركة في هذه المنطقة النفطية والجبلية.
وفقد تنظيم داعش السيطرة على المناطق التي كان يتواجد فيها حتى نهاية 2017، لكن تقوم خلاياه السرية بشن هجمات غالباً ما تكون خلال الليل، ضد قوات الأمن في مناطق نائية.
كما تستغل هذه الخلايا أراضي الشريط التي تمتد في مناطق متنازع عليها تتواجد فيها قوات البشمركة الكردية وقوات الحكومة الاتحادية.
في الأثناء، نوه بيان لوزارة البشمركة في إقليم كردستان إثر الهجوم أنه «تم التحذير أكثر من مرة عن نوايا الخلايا النائمة للتنظيم في شن هجمات على القوات الامنية بعد إعادة تنظيم أنفسهم في مناطق النزاع».
وأكد البيان على «ضرورة تعزيز التنسيق بين القوات الأمنية العراقية وقوات البشمركة والتحالف الدولي للقضاء على التنظيم».