
بيروت - «وكالات» : أقدم عدد من اللبنانيين صباح أمس السبت، على قطع الطرق في عدد من المناطق احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية وأزمة المحروقات وامتناع محطات الوقود عن تعبئة البنزين.
ويشهد لبنان أزمة اقتصادية ومالية حادة تراجعت معها قدرة مصرف لبنان على تلبية قرار الحكومة بدعم الأدوية والمواد الأساسية المدرجة على لوائح الدعم، ما أدى إلى انخفاض مخزون المحروقات والأدوية وحليب الأطفال في الصيدليات وفقدان بعض الأدوية وتراجع مخزون المستلزمات الطبية في المستشفيات، وفقدان المواد الغذائية المدعومة.
ويعمل بعض اللبنانيين في عدد من المناطق على الاستيلاء على صهاريج نقل المحروقات، في محاولة لتأمين عمل المولدات الخاصة للكهرباء، فيما تشهد بعض محطات الوقود التي لا تزال تؤمن المحروقات إشكالات تعمل القوى الأمنية على منع تفاقمها.
وتتخذ مؤسسة كهرباء لبنان إجراءات احترازية منذ أشهر عدّة، وتقنن بإنتاج الكهرباء من أجل استمرار الإنتاج بالحدّ الأدنى لفترة أطول.
وبلغت ساعات انقطاع التيار الكهربائي الذي تؤمنه مؤسسة كهرباء لبنان نحو 22 ساعة يومياً في معظم المناطق اللبنانية.
واتخذ أصحاب المولدات الخاصة للكهرباء قراراً بإطفاء مولداتهم في معظم المناطق اللبنانية لأكثر من 12 ساعة في اليوم، بسبب نفاد مادة المازوت، وبعضهم أطفأ المولدات بشكل نهائي.
من جهة أخرى دفع حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة ببراءة ذمته المالية وسط مزاعم فساد، وقال خلال مقابلة إذاعية أمس السبت إن ضميره مرتاح.
وقال سلامة اليوم إن البنك مستعد لاستخدام الاحتياطي الإلزامي لتمويل استيراد الوقود إذا صدر التشريع اللازم، مضيفاً أن هذا يمكن أن يحدث سريعاً.
وذكر سلامة في مقابلة أذيعت أمس أن الاحتياطي الإلزامي لدى «مصرف لبنان المركزي» يبلغ 14 مليار دولار.
وأشار إلى أن تشكيل حكومة جديدة ببرنامج إصلاحي يمثل سبيلاً آخر لحل الأزمة في لبنان الذي يعاني نقصاً شديداً في الوقود.
من ناحية أخرى قال الرئيس اللبناني ميشال عون أمس السبت، إن مسار تشكيل حكومة جديدة سالك وإنه يأمل أن يخرج «الدخان الأبيض» قريباً.
وقال عون خلال إستقباله وفداً شبابياً في قصر بعبدا، أمس، إن الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان نتيجة سياسات مالية خاطئة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقضي على عزيمتنا في المضي قدما في معالجة تداعياتها.
وشدد الرئيس اللبناني على أن أي موقف أو قرار إصلاحي اتخذناه جوبه بعراقيل جمة لم يكن هدفها إلا وضع العصي في الدواليب لغايات باتت مكشوفة للجميع محلياً ودولياً.
وتابع قائلاً: «قراري الراسخ هو تحمل مسؤولياتي الكاملة في مواجهة الصعوبات مهما بلغ حجم العراقيل وتلطى البعض بحجج واهية للتهرب من تحمل ما يترتب عليه من واجبات»، متأملاً أن «يخرج الدخان الأبيض قريباً فتتشكّل حكومة تتمكّن من تحمّل الأعباء الواجبة لمواجهة تراكم الأزمات بما يرضي تطلعات اللبنانيين».