
دمشق - «وكالات» : أكد الرئيس السوري بشار الأسد أمس السبت أن استقرار المجتمع هو أولى المسلمات، وكل ما يمس أمنه وأمانه مرفوض بشكل مطلق، مشيراً إلى أن أي مجتمع لا يكرس القيم ويحترمها لا يمكن أن يكون مجتمعاً مستقراً ومزدهراً.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن الأسد قوله، عقب أدائه أمس القسم الدستوري رئيساً للجمهورية أمام رئيس وأعضاء مجلس الشعب: «أكرر دعوتي لكل من غرر به وراهن على سقوط الوطن وعلى انهيار الدولة، أن يعود إلى حضن الوطن لأن الرهانات سقطت وبقي الوطن».
وأضاف:«برهنتم بوعيكم وانتمائكم الوطني أن الشعوب لا تهون عزيمتها في الدفاع عن حقوقها مهماً أعد المستعمرون من عدة ... أرادوها فوضى تحرق وطننا وأطلقتم بوحدتكم الوطنية رصاصة الرحمة على المشاريع التي استهدفت الوطن».
وأوضح الأسد أنه «في المراحل الأولى كان رهان الأعداء على خوفنا من الإرهاب وتحويل المواطن السوري إلى مرتزق يبيع وطنه»، مؤكداً أن «السوريين داخل وطنهم يزدادون تحدياً وصلابة، والذين خطط لهم أن يكونوا ورقة ضد وطنهم تحولوا إلى رصيد له في الخارج، يقدمون أنفسهم له في أوقات الحاجة».
وأوضح الأسد أن «الوعي الشعبي هو حصنكم وهو حصننا وهو المعيار الذي نقيس به مدى قدرتنا على تحدي الصعاب والتمييز بين الخيانة والوطنية وبين الثورة والإرهاب».
كما قال الرئيس السوري بشار الأسد أمس السبت إن العائق الأكبر أمام الاستثمار في البلاد يتمثل في الأموال السورية المجمدة في البنوك اللبنانية المتعثرة.
وأضاف أن بعض التقديرات تشير إلى أن ما بين 40 مليار دولار و60 مليار من الأموال السورية مجمدة في لبنان.
وأوضح أن سوريا ستواصل العمل من أجل التغلب على الصعوبات الناجمة عن العقوبات الغربية المفروضة عليها منذ اندلاع الصراع في البلاد.
من ناحية أخرى أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، بأن ميليشيا «أبو الفضل العباس»، التابعة للحرس الثوري الإيراني، عمدت خلال الساعات الماضية إلى الانسحاب من نقطة عسكرية تابعة لها على أطراف مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي.
وقامت الميليشيا بتسليم النقطة لحزب الله اللبناني الذي كان يمركز عناصره فيها بدورهم.
وقام عناصر حزب الله بنصب راجمة صواريخ ومضادات أرضية «عيار 23» في القاعدة التي باتوا يسيطرون عليها.
ولم ترد معلومات عن أسباب انسحاب ميليشيا «أبو الفضل العباس» من هذه النقطة وتسليمها لحزب الله.
وكان المرصد قد ذكر الخميس الماضي أن ميليشيات الحرس الثوري الإيراني عمدت إلى نقل كمية من الأسلحة والذخائر من أماكن تخزينها في منطقة المزارع بأطراف الميادين، إلى منازل ضمن أحياء مأهولة بالسكان في المدينة كانت الميليشيات قد استولت عليها خلال الأيام الماضية.
وكان المرصد السوري قد أشار في الثامن من الشهر الجاري إلى أن ميليشيات الحرس الثوري الإيراني قامت بالاستيلاء على عشرات المنازل في المدينة الواقعة شرقي دير الزور، حيث جرى الاستيلاء على 14 منزلا في شارع الأربعين و12 منزلا في شارع الـ16، و8 منازل في حي المحاريم.
وبحسب المرصد، فإن المنازل هذه جميعها تعود ملكيتها لمعارضين للنظام السوري ممن هم خارج المنطقة. وقامت الميليشيا أولاً بإبلاغ ذوي وأقارب الذين يقيمون في المنازل هذه بوجوب إخلائها خلال مدة أقصاها 48 ساعة، وهو ما جرى بالفعل.
كما شهدت هذه المناطق مغادرة قاطني المنازل المجاورة لتلك المستولى عليها، تخوفاً من تحويلهم إلى دروع بشرية للإيرانيين وتحويل المنازل المستولى عليها إلى مستودعات للأسلحة والذخائر، وهو ما يزيد خطر الاستهداف الجوي لها.