
بيروت - «وكالات» : عاد الهدوء التام أمس السبت إلى منطقة جبل محسن في طرابلس بشمالي لبنان وسط انتشار كثيف لوحدات الجيش في مختلف شوارع المدينة.
وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن حركة السير عادت أمس إلى طبيعتها في المدينة، مشيرة إلى أن ذلك يأتي بعد مواجهات عنيفة بين المحتجين من أبناء المنطقة على تردي الأوضاع المعيشية وفقدان مادتي البنزين والمازوت وعناصر الجيش، على خلفية قطع طريق سكة الحديد التي تربط الجبل بالقبة والتبانة والبداوي.
وكان الجيش استقدم ليلا تعزيزات عسكرية، وعملت عناصره على ضبط الوضع وإعادة فتح جميع الطرق المؤدية إلى الجبل بعد انسحاب المحتجين.
وأكدت فاعليات المنطقة أن وزارة الطاقة تجاوبت بمساعدة الجيش مع مطالب الأهالي، وعملت على تأمين مادة المازوت إلى أصحاب المولدات لإعادة التيار إلى المنطقة.
وأعلن الجيش اللبناني أن 15 عسكرياً أصيبوا بجروج في مواجهات مع محتجين أقدموا امس الجمعة على قطع الطرق في منطقة جبل محسن.
يذكر أن لبنان يشهد أزمة اقتصادية ومالية حادة أدت إلى ارتفاع سعر صرف الدولار حيث تخطى اليوم 22 ألف ليرة لبنانية، وتفاقم ارتفاع سعر صرف الدولار بعد إعلان الرئيس الحريري اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة.
وبسبب الأزمة المالية والاقتصادية تراجعت القدرة الشرائية للمواطنين، بالإضافة إلى تراجع قدرة مصرف لبنان على تلبية قرار الحكومة بدعم الأدوية والمواد الأساسية المدرجة على لوائح الدعم.
من جانب آخر قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إنّ «77 في المئة من الأسر اللبنانية لا تجد ما يكفي من المال لشراء الطعام خلال الشهر الجاري».
وقالت صحيفة «التايمز» البريطانية، في سياق تقرير تناول الأوضاع المعيشية المتردية في لبنان، تحت عنوان «المواد الغذائية والأدوية تنفد في لبنان وسط انهيار الاقتصاد»: إنّ هذا الانهيار الاقتصادي هو الأسوأ، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام لبنانية.
واستعرضت الصحيفة العديد من أسباب انهيار الاقتصاد اللبناني، مؤكدة أنه أسوأ من انهيار وول ستريت من حيث القيمة المطلقة، وأنه «لم يسبق له مثيل في التاريخ من حيث الحجم بالنسبة لدولة واحدة».
وسلطت الصحيفة الضوء على نسبة الفقر في لبنان قبل عامين، حيث بلغت نحو 26 في المئة، بحسب البنك الدولي، مما يشير إلى صورة لبنان كدولة مزدهرة في ظل وجود طبقة وسطى مهيمنة غير معتادة في العالم العربي غير الغني بالنفط.