
«وكالات» : وصل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل، أمس الإثنين، إلى قطاع غزة ضمن جولته لبحث تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
ودخل كامل على رأس وفد أمني إلى قطاع غزة عبر حاجز إيرز، بيت حانون، الخاضع للسيطرة الإسرائيلية للقاء مسؤولين في حركة حماس وفصائل فلسطينية.
ولوحظ وصول وفد من قيادة حماس بقيادة زعيم الحركة في غزة يحيى السنوار إلى مقر الفندق المقرر استقبال كامل فيه قبل وقت من وصوله.
وقال مصدر في حماس إن «زيارة كامل ستستمر لساعات لبحث تثبيت وقف إطلاق النار وما يحتاجه من ضمانات، إلى جانب ملف إعادة إعمار غزة، وآليات حشد الدعم الدولي لذلك».
وأضاف المصدر أن المباحثات مع المسؤول المصري ستتناول ملف الوضع الداخلي الفلسطيني، بما في ذلك توجه القاهرة للدعوة إلى اجتماع للفصائل الفلسطينية قريباً.
واتخذت ترتيبات في قطاع غزة لاستقبال كامل شملت تزيين طرقات رئيسية بالعلمين الفلسطيني والمصري، وصور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وعبارات ترحيب وإشادة بدور القاهرة.
وهذه أول مرة يزور فيها رئيس جهاز المخابرات المصرية قطاع غزة منذ توليه منصبه في 2018.
واجتمع كامل الأحد، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في القدس.
ورعت مصر اتفاقاً لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة بعد توتر من 10 إلى 21 من الشهر الجاري، أسفر عن مقتل أكثر من 250 فلسطينياً و13 شخصاً في إسرائيل إلى جانب دمار واسع النطاق في القطاع.
من جهة أخرى قالت مصادر فلسطينية في رام الله إن مدير جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير عباس كامل يريد خلال زيارته الحالية إلى إسرائيل ورام الله وغزة، الدفع باتفاق شامل إلى الأمام.
وقالت المصادر لصحيفة «الشرق الأوسط» أمس الإثنين، إن «الاتفاق يشمل وقف إسرائيل أي استفزاز في القدس، وأي عمليات في غزة ضد حماس أو قادتها، ووقف الاستيطان في الضفة، مقابل وقف أي هجمات من الفلسطينيين وإتمام صفقة تبادل ومصالحة داخلية، وإطلاق إعمار في قطاع غزة».
وأضافت أن مصر تريد أن يكون مدخلاً لمسار سياسي جديد.
وبدأ كامل مباحثات مكثفة في تل أبيب ورام الله، أمس الأول، والتقى أولاً برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس. ويفترض أن يصل كامل إلى قطاع غزة اليوم، في جولة حوار أخرى.
وتتوسط مصر بين حماس وإسرائيل في صفقة تبادل أسرى منذ فترة طويلة، لكن المحاولات السابقة اصطدمت بخلاف حول ثمن الصفقة.
من جهة أخرى دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الأحد، أوروبا إلى بلورة مبادرة لإعادة إحياء العملية السياسية مع إسرائيل بهدف ملء الفراغ السياسي.
وجاء ذلك خلال اجتماعه في مدينة رام الله مع المبعوث الأوروبي الجديد لعملية السلام في الشرق الأوسط سفين كوبمانز، حيث بحثا آخر تطورات ملف إعادة إعمار قطاع غزة، وإطلاق مسار سياسي جاد لإعادة احياء العملية السياسية.
وأكد اشتية في بيان عقب اللقاء على أهمية ملء الفراغ السياسي، من خلال بلورة أوروبا مبادرة لإعادة إحياء العملية السياسية، ومشاركة أطراف الرباعية الدولية فيها، بهدف إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.
وأشار اشتية إلى أنه تم تشكيل فريق تقني يعمل على ملف إعادة إعمار قطاع غزة، مؤكداً على أهمية وجود ضمانات دولية بعدم تكرار «العدوان» الإسرائيلي وتدمير ما تم إعماره.
وجدد تأكيد إصرار القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس على عقد الانتخابات العامة، داعياً المجتمع الدولي لا سيما الدول الأوروبية، للضغط بشكل جدي على إسرائيل للسماح بعقدها في القدس ترشحاً وانتخاباً ودعاية «بهدف إعادة الوهج الديمقراطي ولتكون بوابة لإنهاء الانقسام وتجسيد الوحدة الوطنية».
واعتبر اشتية أن «على العالم أجمع، خاصة أوروبا اتخاذ موقف حازم وجاد تجاه الاحتلال الإسرائيلي، لوقف التوسع الاستيطاني وانتهاكات الاحتلال بحق أبناء شعبنا، والاستيلاء على الأراضي، وتهجير الفلسطينيين من منازلهم خاصة في القدس، وجعل اسرائيل تدفع ثمن احتلالها للأرض الفلسطينية».
يشار إلى أن التوترات التي اندلعت بسبب محاولات لتهجير فلسطينيين من حي الشيخ جراح بالقدس وفي المسجد الأقصى والتوسع الإستيطاني الإسرائيلي كانت الشرارة وراء موجة تبادل القصف بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والجيش الإٍسرائيلي من 10 إلى 21 من الشهر الجاري، ماتسبب في قتل أكثر من 250 فلسطينياً و13إسرائيلياً مع حدوث دمار هائل في القطاع.
من جهة أخرى قال تقرير فلسطيني إن عشرات المستوطنين اقتحموا أمس الإثنين، المسجد الأقصى، تحت حماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية اليوم عن أحد حراس الأقصى، أن «51 مستوطناً اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، إلى أن غادروه من باب السلسلة».
ويتهم الفلسطينيون المستوطنين بمواصلة اقتحاماتهم اليومية للمسجد الأقصى تحت حماية قوات إسرائيلية، وأداء طقوسً تلمودية وجولات استفزازية.