
عواصم - «وكالات»: قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس الخميس، إنه تحدث مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكينازي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تتوقع خفضاً للتصعيد.
وقال بلينكن في تغريدة عبر حسابه على تويتر مساء الأربعاء: «تحدثتُ مع وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي حول جهود إنهاء العنف في إسرائيل والضفة الغربية، وغزة، والذي أودى بحياة مدنيين إسرائيليين وفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، وتتوقع الولايات المتحدة أن ترى خفضاً للتصعيد بوقف إطلاق النار».
من جهة أخرى قالت البعثة الأمريكية بالأمم المتحدة إنها لن تدعم «تحركات نرى أنها تقوض جهود التهدئة» بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك في معرض ردها أمس الأربعاء على سؤال عن مبادرة فرنسية لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي في هذا الصدد.
وقال دبلوماسيون إن فرنسا، وزعت مسودة لنص القرار على أعضاء مجلس الأمن الأربعاء.
وتطالب مسودة النص الذي اطلعت عليه رويترز بوقف فوري للأعمال القتالية.
وتندد المسودة «بإطلاق الصواريخ العشوائي على مناطق مدنية» دون أن تلقي بالمسؤولية على أحد، وتحث المسودة على حماية المدنيين، وإحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، التي تسعى إلى حل الدولتين.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، إنه يأمل أن يتسنى لأعضاء مجلس الأمن الدولي التصويت على مشروع القرار في أسرع وقت ممكن.
ويحتاج إصدار قرار لتسعة أصوات، دون اعتراض أي دولة دائمة العضوية، أي روسيا، والصين، وفرنسا، والولايات المتحدة، وبريطانيا.
ورداً على سؤال عن سعي فرنسا لإصدار قرار، عاود متحدث باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة الأربعاء تأكيد ثبات الموقف الأمريكي، وقال: «كنا واضحين وثابتين على موقفنا، وهو أننا نركز على الجهود الدبلوماسية المكثفة لوضع حد للعنف، ولن ندعم أي تحركات نعتقد أنها ستقوض جهود التهدئة».
وجاء التحرك الفرنسي في الأمم المتحدة، بعد معارضة واشنطن مرارا إصدار بيان من مجلس الأمن تتعين الموافقة عليه بالإجماع.
ويعتقد دبلوماسيون فرنسيون أن قرار مجلس الأمن الدولي قد يزيد الضغط على طرفي الصراع لإنهاء القتال ويكمل المبادرات الدبلوماسية الأخرى.
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء: «نعتقد أن لحديث مجلس الأمن بصوت واحد قوي، وزن في الواقع، ليس فقط في هذه الحالة ولكن في حالات الصراع الأخرى».
كما يقول دبلوماسيون إن الموقف الأمريكي المنفرد في الأمم المتحدة من الجهود المبذولة لإنهاء العنف في الشرق الأوسط فتح الباب أمام الصين لإبراز مهاراتها القيادية بعد بضعة أشهر من إعلان الرئيس جو بايدن أن «أمريكا عادت».
وفي الأسبوع الماضي عارضت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً إصدار بيان عن مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضواً، عن القتال بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة، ما دفع وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى اتهام واشنطن علناً «بالعرقلة».
ومن جانبه قال ريتشارد جوان مدير قسم الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، إن «موقف الولايات المتحدة هدية للصين بصراحة».
وأضاف «الولايات المتحدة تحاول الضغط على الصين لدعم تحرك الأمم المتحدة في مواقف مثل ميانمار، وتأتي واشنطن الآن، وتمنع مجلس الأمن من التحدث عن الشرق الأوسط، هذا أمر يضر بسمعة فريق بايدن في الأمم المتحدة، ويجعل الصين تبدو وكأنها القوة التي تتسم بالمسؤولية».
وقبل أسبوع أثارت دول غربية وجماعات حقوقية غضب بكين، بعقدها فعالية في الأمم المتحدة تناولت اتهامات للسلطات الصينية بقمع الأويغور المسلمين في إقليم شينغ يانغ. وتنفي الصين هذه الاتهامات.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن الحكومة الصينية «لا تهتم لا بإسرائيل، ولا بغزة».
وأضاف أنها «تبحث عن كل فرصة لصرف الانتباه عن الإبادة الجماعية للأويغور في شينغ يانغ. الولايات المتحدة هي التي تضطلع بجهود دبلوماسية مكثفة مع الإسرائيليين والفلسطينيين وزعماء إقليميين آخرين، لإنهاء العنف».
وردت بعثة الصين للأمم المتحدة قائلة، إن التصريحات الأمريكية «خاطئة وتهدف لصرف الانتباه».
وقال متحدث إن «الصراع في غزة مستمر وأعداد القتلى المدنيين تزيد مع كل يوم يمر. وأمام ذلك، سيدعو كل صاحب ضمير حي، لوقف القتال».
من جانب آخر شن الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية، حملة لاعتقال قادة من حركة حماس في عدة محافظات بالضفة الغربية.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس الخميس، أن الاعتقالات جاءت رداً على «تصعيد الفصائل الإرهابية هناك».
وأشارت إلى أن من بين المعتقلين القيادي في حركة حماس بالضفة الغربية، نايف الرجوب، شقيق القيادي في حركة فتح جبريل الرجوب.
من ناحية أخرى أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس الخميس، ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في غزة إلى 230 مع تواصل غارات إسرائيل لليوم الـ11 على التوالي.
وقالت الوزارة ، في بيان صحافي إن من بين القتلى 65 طفلاً، و39 سيدة، و17 مسناً إضافة إلى 1710 إصابات بجراح مختلفة.
وشنت طائرات حربية إسرائيلية غارات مكثفة على مواقع مختلفة في قطاع غزة، واستهدفت مناطق سكنية مأهولة بينها منازل لقادة حركة حماس، ما أسفر عن إصابات متفاوتة.
من جانب آخر تشهد مدينة أم الفحم شمال إسرائيل، أمس الخميس إضراباً عاماً في المرافق العامة والخاصة، بما فيها جهاز التعليم، بعد مقتل شابٍ، متأثراً بجراح أصيب بها الخميس الماضي في مواجهات بين السكان العرب، والشرطة الإسرائيلية.
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية «مكان» أن جهات محلية حمّلت الشرطة المسؤولية عن مقتله، الأمر الذي نفته مصادر شرَطية للهيئة.
من جهة أخرى أفادت وسائل إعلام محلية فلسطينية بمقتل امرأة في غارة شنها الطيران الحربي الإسرائيلي فجر أمس الخميس على جنوب قطاع غزة.
وذكرت وكالة الصحافة الفلسطينية على موقعها، أن الغارة استهدفت أرضاً في منطقة السطر الغربي بمدينة خانيونس، جنوب القطاع، مضيفة أنها أسفرت كذلك عن إصابة 6 آخرين على الأقل.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل 8 أشخاص أمس الأربعاء، مع تواصل موجة العنف الأحدث بين إسرائيل والفصائل الفسلطينية التي تفجرت في 10 مايو(أيار) الجاري، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
وترتفع بذلك حصيلة القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة، والضفة الغربية، بما فيها القدس، إلى 257 فضلاً، عن 7898 جريحاً على الأقل، وبمقتل هذه السيدة يرتفع عدد القتلى في غزة إلى 229 بينهم 65 طفلاً، و39 سيدة، بينما بلغ عدد الجرحى في القطاع 1628.
وأضافت الوكالة أن عدد القتلى في الضفة الغربية ارتفع إلى 27، بينهم 4 أطفال، وسيدة، و5164 جريحاً، مشيرة إلى مقتل شاب في مدينة القدس، وإصابة 1108 آخرين، ومقتل شابين في مدينتي اللد وأم الفحم.
من ناحيته يعتزم وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، استكشاف طريقة تمكّن للمجتمع الدولي من الإسهام في تحقيق هدنة في النزاع في غزة، وذلك خلال زيارته اليوم الخميس لإسرائيل، والأراضي الفلسطينية.
وقال ماس ليلة الأربعاء قبل توجهه إلى تل أبيب إن ما يهمه «هو إرسال إشارة تضامن مع المضطرين للخوف على حياتهم ليلاً نهاراً، أو للحداد على ذويهم».
وأكد قائلاً: «ألمانيا تقف دون شروط أو قيود بجانب صداقتنا مع إسرائيل التي يتعين عليها الدفاع عن نفسها في مواجهة الإرهاب الصاروخي لحماس، كان هناك دائماً اعتماد على دعمنا الإنساني أيضاً للفلسطينيين، حتى في الأوقات الصعبة».
ويتوجه ماس إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية اليوم بعد مرور 10 أيام من تصعيد النزاع هناك، وأكد أنه يعتزم أيضاً خلال مباحثاته استكشاف الطريقة التي تمهد طريق العودة بين إسرائيل والفلسطينيين «حتى لو بدا ذلك على بعد أميال في الوقت الحالي».
وتابع الوزير الألماني «القنوط واليأس مشكلة أمنية، الإسرائيليون والفلسطينيون في حاجة مجدداً لأفق بمستقبل سلمي، وإلا فسيكون التصعيد المقبل مجرد مسألة وقت».
ويعتزم ماس الالتقاء برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي، ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، والرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين وآخرين، وفي الأراضي الفلسطينية سيتشاور مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
من جانب اخر أعلنت الأمم المتحدة أمس الخميس نزوح أكثر من 75 ألف فلسطيني من منازلهم، بسبب هجمات إسرائيل على قطاع غزة المتواصلة منذ 10 مايو الجاري.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أوتشا، في بيان، إن 47 ألف شخص مهجر التمسوا الحماية في 58 مدرسة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا».
وذكر المكتب الأممي أن 28700 شخص يمكثون لدى عائلات تستضيفهم بعد نزوحهم من منازلهم.
من ناحية أخرى قالت وكالة الأنباء اللبنانية أمس الخميس، إن دورية إسرائيلية ألقت 3 قنابل دخانية في سهل مرجعيون، في جنوب لبنان .
ووفق الوكالة «ألقت دورية للعدو الإسرائيلي ثلاث قنابل دخانية وأطلقت النار في الهواء نحو مزارعين كانوا يحرثون الأرض في سهل مرجعيون، قبالة المطلة».
يأتي ذلك بعد يوم من إعلان الجيش اللبناني استهداف المدفعية الإسرائيلية الأربعاء، منطقة وادي حامول جنوب لبنان بـ17 قذيفة، دون أن يسفر القصف عن إصابات أو أضرار.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس قصف أهداف داخل لبنان، بعد إطلاق أربعة صواريخ من داخله، مشيراً إلى أن الدفاعات الجوية اعترضت صاروخاً واحداً، بينما سقط صاروخ آخر في منطقة مفتوحة، واثنان في البحر.
من جهة أخرى أعلنت الأمم المتحدة أمس الخميس أن مجلس حقوق الإنسان سيجتمع الأسبوع المقبل في جلسة استثنائية حولالنزاع الدائر بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وسينظم الاجتماع المقرر في 27 مايو بطلب من باكستان، منسق لمنظمة التعاون الإسلامي، والسلطة الفلسطينية التي جمعت تواقيع الدول الـ47 الأعضاء في المجلس كما أوضحت الأمم المتحدة في بيان.