
واشنطن - «وكالات» : قالت وسائل إعلام رسمية في السعودية أمس الخميس، إن التحالف بقيادة المملكة اعترض طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون المتحالفون مع إيران في اليمن باتجاه مدينة خميس مشيط بجنوب السعودية.
وقال التحالف إن «محاولات الميليشيا العدائية ممنهجة ومتعمدة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية».
كما أضاف: «نتخذ الإجراءات العملياتية اللازمة لحماية المدنيين، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني».
يشار إلى أن التحالف كان أعلن الثلاثاء اعتراض وتدمير مسيرة مفخخة أطلقتها ميليشيات الحوثي باتجاه خميس مشيط.
من ناحية أخرى سلم المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، مليون دولار مساهمة من المملكة للصندوق الطوعي للآلية الدولية المحايدة والمستقلة المعنية بسوريا، وذلك خلال اجتماع افتراضي مع رئيسة الآلية كريستين مارك اوهيل.
وجرى خلال الاجتماع استعراض جهود المملكة الإقليمية عامة وعلى الصعيد السوري خاصة، وفقاً لبيان تلقته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
وأكد المعلمي أن دور المملكة فيما يخص الشأن السوري يتمثل في دعم الحلول السياسية بما فيها الجهود التي تقدمها الأمم المتحدة من الناحية السياسية والإنسانية.
ومن جانبها، أعربت أوهيل، عن شكرها للمملكة على دعمها السخي، داعية المملكة إلى الاستمرار بتقديم الدعم السياسي للأزمة السورية خصوصاً في الجهود المعنية بمحاسبة مرتكبي الجرائم البشعة ضد الشعب السوري.
من جهة أخرى قال المبعوث الأمريكي الخاص باليمن تيم ليندركينغ أمس الأربعاء، إن دعم إيران لحركة الحوثي اليمنية «كبير جداً وفتاك»، ووصف المعركة التي تدور حول منطقة مأرب الغنية بالغاز في اليمن بأنها «أكبر تهديد لجهود السلام».
وأبلغ ليندركينغ جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي أن إيران تدعم الحوثيين بطرق عديدة، منها من خلال التدريب وتزويدهم بدعم فتاك ومساعدتهم على «صقل» برامجهم للطائرات المسيرة والصواريخ.
وقال «للأسف، كل هذا يُحدث آثاراً قوية للغاية حيث نرى المزيد والمزيد من الهجمات على المملكة العربية السعودية، وربما دول أخرى، أكثر دقة وأشد فتكاً. ولذا، فإن هذا مبعث قلق شديد بالنسبة لنا».
وأضاف «دعم إيران للحوثيين كبير جداً وفتاك».
وتدخّل تحالف تقوده السعودية في الحرب في اليمن في 2015 ضد جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران بعد أن أجبرت الحكومة المعترف بها دولياً على الخروج من العاصمة صنعاء.
وقال ليندركينغ «سنرحب بقيام إيران بدور بناء إذا كان لديهم استعداد لذلك. لم نر أي مؤشر على هذا».
وتنفي إيران تقديم أي دعم للحوثيين. ورفض متحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك تصريحات ليندركينغ ووصفها بأنها ادعاءات لا أساس لها بحق إيران.
وقال المتحدث الإيراني «إيران دعت مراراً إلى تسوية سلمية للصراع في اليمن... وبالتناقض مع ذلك، توفر الولايات المتحدة أكثر الأسلحة فتكاً لمن يستخدمونها لقتل الرجال والنساء والأطفال الأبرياء بشكل يومي».
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في فبراير إن واشنطن أوقفت كل الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن بما يشمل مبيعات الأسلحة المرتبطة بذلك.
ومنذ أن تولى بايدن السلطة في يناير، جعل من قضية اليمن أولوية له، وعين ليندركينغ مبعوثاً خاصاً لإحياء جهود الأمم المتحدة المتعثرة لإنهاء الصراع.
وأدلى ليندركينغ بعد تصريحاته الأولى اليوم الأربعاء بشهادته أمــــــام جلسة للجنة الفرعية للعـــــلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي وقال إنه لا يرى أي مؤشرات على أن إيران تدعم الحل السياسي.
وتابع قائلاً «ما أراه هو دعم متواصل وتحريض لجيش من الحوثيين من قبل الإيرانيين حتى يتمكنوا من مواصلة الهجوم على السعودية، وللأسف هذه الهجمات تزايدت بقوة في الشهرين الماضيين».
وقال المتحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة إن على الولايات المتحدة «ترك أمر التوصل لحل لهذا الصراع العبثي في يد دول المنطقة».
وتصاعد القتال في الأيام الماضية مع مواصلة الحوثيين الهجوم للسيطرة على مأرب، والذي إذا نجح سيعزز قبضة الحركة في أي مفاوضات سياسية في المستقبل.
وقال ليندركينغ «هذا الهجوم هو أكبر تهديد لجهود السلام، وله أيضاً تداعيات إنسانية مدمرة. إذا لم نوقف القتال في مأرب الآن، فسيؤدي إلى موجة أكبر من المعارك والاضطرابات».
وأبلغ ليندركينغ المشرعين بأن هناك حوالي 70 ألف مواطن أمريكي يعيشون في السعودية و»أخشى ما نخشاه أن يُقتل أمريكيون في هجوم حوثي».