
«وكالات» : قال متحدث باسم الرئاسة اللبنانية، إن الرئيس ميشال عون «فوجئ» بتصريحات رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، ونفى أن يكون عون قد أصر على «الثلث المعطل» في الحكومة الجديدة.
وقال المتحدث في بيان: «كل كلام ورد على لسان رئيس الحكومة المكلف حول أن رئيس الجمهورية لا يشكل حكومة بل يصدر، هو كلام مخالف للميثاق والدستور وغير مقبول، ذلك أن توقيعه لإصدار مرسوم التأليف هو إنشائي وليس إعلانياً، وإلا انتفى الاتفاق وزالت التشاركية التي هي في صلب نظامنا الدستوري».
وأضاف «أما الثلث المعطل، فلم يرد يوماً على لسان الرئيس».
جاء ذلك بعد اجتماع بين عون والحريري أخفقا خلاله في كسر جمود سياسي قائم منذ شهور.
من جهة أخرى قال الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن الوضع في لبنان «كارثي»، مؤكداً أن البلاد تسير نحو الانهيار الاقتصادي والمالي بسبب عجز الطبقة السياسية عن الاتفاق.
وتطرق بوريل إلى الوضع اللبناني، في مؤتمر صحافي أمس الأول الإثنين في بروكسل بعد اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وفق ما نقلت وكالة أكي الإيطالية.
وأطلق وزير الخارجية الفرنسي إيف لودريان، النقاش حول لبنان في اجتماع أمس الإثنين، وطلب من إدارة العلاقات الخارجية التفكير في إجراءات للضغط السياسي لمنع انهيار الوضع في البلاد.
وطالب بوريل الأحزاب السياسية اللبنانية بتنحية الخلافات جانباً، والتوقف عن المهاترات، والتوجه نحو اتفاق سياسي يسمح للبلاد بالنهوض في وجه التحديات التي تواجهها.
من ناحية أخرى اشتدت الأزمة المالية في لبنان أمس الأول الإثنين، بعدما أظهر رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري علناً خلافه مع الرئيس ميشال عون قائلاً إن الرئيس يريد فرض هيمنته على مجلس الوزراء ومنح حلفائه السياسيين أغلبية مقررة في الحكومة، وهو ما يسمى الثُلث المعطل أي الثُلث زائد واحد.
فبعد 18 اجتماعاً مع الرئيس لتشكيل حكومة جديدة وصف الحريري مطالب عون بـ «غير مقبولة»، ليبدد إعلان الحريري الذي بثه التلفزيون الآمال في إنهاء 5 أشهر من الجمود السياسي بين الرجلين ووقف الانهيار المالي للبلاد.
وقال مصدر مسؤول طالباً حجب هويته لحساسية الموضوع «هذه كارثة للبلاد، كنا نتشبث بخيط رفيع لكننا الآن نتجه نحو انهيار كامل».
واستقالت حكومة رئيس الوزراء حسان دياب بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي، الذي تسبب في تدمير مساحات كبيرة من العاصمة ومقتل 200 شخص وإصابة الآلاف وتشريد 300 ألف شخص.
وأدى الانفجار الضخم إلى تسريع الانهيار الاقتصادي للبلاد المحاصرة بديون هائلة، بينما يرفض المانحون الأجانب إنقاذ لبنان إذا لم تشكل حكومة اختصاصيين أكفاء ملتزمين بالإصلاح.
وقال الحريري، إن عون أرسل له بالأمس «لائحة تتضمن تشكيلة ثانية من عنده فيها توزيع للحقائب على الطوائف والأحزاب، مع رسالة يقول لي فيها إنه من المستحسن أن أملأها»، وأردف «تتضمن الورقة الثُلث المعطل لفريقه السياسي بـ 18 وزيراً بـ 20 و 22 وطلب مني فخامته أن أطرح أسماء للحقائب حسب التوزيعة الطائفية والحزبية التي هو محضرها».
وأضاف الحريري «بكل شفافية، سأقول لكم ما قلته له اليوم. أولاً إنها غير مقبولة لأن الرئيس المكلف ليس عمله أن يقوم بتعبئة أوراق من قبل أحد، ولا عمل رئيس الجمهورية أن يشكل حكومة، وثانياً، لأن دستورنا يقول بوضوح إن الرئيس المكلف يشكل الحكومة ويضع الأسماء، ويتناقش بتشكيلته مع فخامة الرئيس».
وفي بيان قرأه المتحدث باسم الرئاسة قال عون إنه «فوجئ» بتصريحات الحريري وأن اقتراحه للحريري لم يشمل الثُلث المعطل.
وقال محمد الحاج علي من مركز كارنيغي للشرق الأوسط: «من المؤكد أن المأزق الحالي والتوقعات القاتمة ستؤثر على سعر الصرف، ما يجعل من الصعب على العامل العادي أن يعيش دون مساعدات غذائية».
وهوت الليرة اللبنانية 90 في المئة ما أدى إلى سقوط كثيرين في براثن الفقر، ولا تزال حكومة دياب تصرف الأعمال، قبل تشكيل حكومة تخلفها في إدارة شؤون البلاد، لكن السياسيين المنقسمين لم يتمكنوا من الاتفاق على حكومة منذ تكليف الحريري في أكتوبرالماضي.