
بيروت - «وكالات» : أثار تحذير أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله من «حرب أهلية» في لبنان ردود فعل مستنكرة، بينما رأى البعض الآخر أنه ليس أكثر من رسالة سياسية.
وكان نصرالله قال في خطابه الأخير، إن هناك من يعمل على إشعال الاقتتال الداخلي، وتحدث عن معلومات لديه أن هناك جهات خارجية وبعض الجهات الداخلية تدفع بهذا الاتجاه، وفقاً لما ذكرته صحيفة «الشرق الأوسط» .
وبحسب الصحيفة، فإن من أبرز الرافضين لكلام نصرالله كان «حزب الكتائب» و»حزب القوات» اللبنانية، وذهب بعض نوابهما إلى تحميل حزب الله مسؤولية ما قد يحصل في البلاد، فيما اعتبر النائب في «الحزب التقدمي الاشتراكي» بلال عبد الله، أن كلام نصرالله هو رسالة سياسية والوضع في لبنان المتأزم اقتصادياً قد يؤدي إلى انفلات أمني، لكنه لن يصل إلى الحرب الأهلية لأسباب مرتبطة بالواقع الحالي.
وقال عبد الله، «ليس هناك في لبنان ما يؤشر إلى حرب أهلية بالمعنى السياسي إنما سوء الأوضاع الاقتصادية وما قد يرافقه من تفلت أمني قد يؤدي إلى انهيار البلد، والأرجح أن كلام نصرالله كان يحمل في طياته رسالة سياسية ونوعاً من الضغط على الفرقاء لتشكيل الحكومة، لا سيما رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بينما بدا داعماً لـ(التيار الوطني الحر) ورئيسه».
من جهة أخرى نظمت حوالى 100 من الأمهات مسيرة اليوم السبت في العاصمة اللبنانية تعبيراً عن سخطهن وغضبهن من الطبقة السياسية الحاكمة في بلد يشهد أزمة اقتصادية وسياسية خطيرة
وكتب على لافتات رفعتها نساء بعضهن برفقة أولادهن «سرقتوا أموالنا ومستقبل أولادنا #إرحلوا».
وكتب على لافتة «أحلى هدية بعيد الأمهات هي إنكن (أن) ترحلوا» بحيث يصادف عيد الأم الأحد في لبنان.
وانطلقت مسيرة نسائية لمناسبة عيد الأم، من جادة بشارة الخوري وعبرت عدة أحياء في العاصمة وسط شعارات مناهضة للسلطة، في اتّجاه مرفأ بيروت الذي أدى انفجار فيه إلى سقوط أكثر من 200 قتيل في أغسطس ونسب سببه إلى إهمال السلطات.
وقالت ندى أغا لفرانس برس «كلّهم مجرمو حرب، كلهم أمراء حرب» في إشارة إلى المسؤولين الحاليين الذين كانوا زعماء مليشيات مسلحة خلال الحرب الأهلية (1975-1990).
وأضافت «يتقاسمون الحصص منذ 30 سنة وأخيراً فجرونا وسرقوا أموالنا. نريد بأن يرحلوا!».
من جهتها قالت بيترا صليبا وهي متظاهرة في الخمسين من العمر «هم دمروا البلد. من المستحيل أن يكون هناك أي حل طالما أنهم في الحكم».
وتابعت «نريد تدميرهم كما فعلوا بنا».
ومنذ خريف 2019 يشهد لبنان أزمة مالية غير مسبوقة دفعت بالمصارف على فرض قيود قاسية على المودعين.
وفقدت العملة الوطنية 90 في المئة من قيمتها في السوق السوداء في حين تبخرت آلاف الوظائف. ووفقاً للامم المتحدة يعيش أكثر من 55 في المئة من اللبنانيين البالغ تعدادهم أربعة ملايين تحت عتبة الفقر.
ولم تكن دعوات الاسرة الدولية والضغوط المحلية كافية لحمل الطبقة السياسية على اتخاذ التدابير العاجلة الضرورية لوقف الانهيار.
والحكومة الحالية التي استقالت بعد انفجار مرفأ بيروت، تتولى تصريف الأعمال. ولم يتم تشكيل حكومة جديدة حتى الآن.