
بغداد - «وكالات» : قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إنه يتوقع حدوث تغييرات في العلاقات بين إيران، جارة بلاده، والإدارة الأمريكية الجديدة موضحاً أن أي تغيير من هذا القبيل يجب أن يوفر «رؤية واضحة» للجانبين.
وأوضح حسين، أمس الأربعاء في أعقاب زيارته إلى طهران في الآونة الأخيرة، أنه بحث مع نظيره الإيراني الاتفاق النووي المُبرم في 2015 والذي قال إنه يرى أن أي تغيير فيه سيعتمد بشكل كبير على السياسات التي يضعها الجانبان، إيران وأمريكا، في سيرهما قدما إضافة إلى القوى الغربية المشاركة في الاتفاق.
وفيما يتعلق بالعلاقات العراقية الأمريكية قال «إذن بالنسبة للقيادات العراقية، يكون سهل بالتواصل مع المسؤولين في واشنطن، والمسؤولون في واشنطن يفهمون الوضع العراقي بصورة أعمق من المسؤولين السابقين، فنتطلع أنه تكون هذه العلاقات جيدة علاقات طبيعية جيدة ولمصلحة البلدين وبناء علاقات في المجالات الاقتصادية، التعليمية، الطاقة، نحتاج إلى الدعم الأمريكي ودعم الدول الاخرى للعراق لبناء الاقتصاد، وأيضاً إذا كانت هناك علاقات أمنية وعسكرية بين الطرفين، هذا سيكون ضمن إطار واضح واتفاق واضح ومحتمل نحتاج لمستشارين ومدربين أو التبادل في مجال المعلومات الاستخباراتية لمحاربة الارهابيين والدواعش».
وتحدث عن الوضع الأمني في العراق قائلاً «إذن تواجد الإرهابيين في الأراضي العراقية لا زال يشكل خطراً على الوضع الأمني ولكن مقارنةٍ مع السابق، الوضع الأمني جيد جداً مقارنة مع سنوات 2015، 2016، 2017، 2014، وهناك فلول من القوات الإرهابية أو داعش في بعض الأماكن وخاصة في أطراف كركوك، في صلاح الدين، في صحراء الأنبار، في بعض الأماكن في محافظة نينوى، القوات العراقية والقوات الاستخبارية والمعلومات الاستخبارية تواجه هذه القوات ولكن عدم الاستقرار في سوريا وتواجد مجموعات عديدة من الإرهابيين في سوريا تؤثر على الوضع الأمني العراقي».
وفيما يتعلق بمحادثاته في طهران قال وزير الخارجية العراقي «جزء من النقاش كان له علاقة بالعلاقات الأمريكية الإيرانية، نناقش هذه المسألة لأن حالة التوتر بين واشنطن وطهران تؤثر إيجابياً وسلبياً، في هذه الحالة سلبياً، على الوضع السياسي العراقي، فلهذا يهمنا مناقشة العلاقات الأمريكية الإيرانية مع الإيرانيين أنفسهم ومع الأمريكان أيضاً، وهناك تغيير في واشنطن، الإدارة الجديدة تختلف عن الإدارة السابقة، فإذن نتوقع تغييرات في العلاقات، لكن بالنتيجة هذه التغيرات تتعلق بالسياسة الإيرانية تجاه واشنطن والسياسة الأمريكية تجاه إيران، وجزء من السياسة الإيرانية تجاه واشنطن وبالعكس تتعلق بالمشروع النووي والاتفاقية النووية».
وأضاف «من المعلوم أن الأمريكان في عهد الرئيس ترامب انسحبوا من هذه الاتفاقية بما سبب مشاكل كبيرة بين الأمريكان والإيرانيين وبين مجموعة من الدول الغربية والإيرانيين، سوف نرى كيف تتصرف هذه الدول جميعاً وإيران حول سياسة الإدارة الجديدة وكيف تطرح الإدارة الجديدة المسائل لحل هذه المشكلة، أعتقد الوقت مبكر بالنسبة للإدارة الجديدة لأن الإدارة الجديدة أيضاً مهتمة بقضايا داخلية وتنظيمية في واشنطن والقضايا الأخرى، ولكن بالنتيجة يجب أن تكون الرؤية واضحة للجميع سواء في طهران أو واشنطن».
وجاءت تصريحات حسين بعد أيام فقط من قول المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي إن «قرار طهران النهائي الذي لا رجوع فيه، هو العودة إلى الامتثال للاتفاق فقط إذا رفعت واشنطن العقوبات عن الجمهورية الإسلامية»، ولكن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال في بيان منفصل إن الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات لمجرد إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات.
وحول علاقات بلاده مع طهران قال الوزير العراقي «العلاقات العراقية الإيرانية، أولاً إيران دولة جارة ولدينا علاقات في المجال التجاري، المجال الاقتصادي، مجال الطاقة، الكهرباء، وهناك تاريخ بيننا، ثقافة بيننا، جغرافيا بيننا، هذه العلاقات كلها موجودة ولكن هناك أيضاً بعد نقاط الخلاف، وهذه نقاط الخلاف إحنا نحاول الحديث حول طرحها بصراحة مع الجارة الإيرانيين وأعتقد العلاقات في المراحل القادمة ستصل إلى مستوى آخر، لأن ما نطرحه هو أن تكون العلاقات بين دولة ودولة، لا يمكن للعراق أن يخضع لدولة أخرى حتى ولو كانت هذه الدولة صديقة جارة، العراق يجب أن يكون القرار بيد العراقيين ويُصاغ القرار في العراق ويُصنع القرار في العراق ويُتخذ في العراق».
وفيما يتعلق بتركيا قال فؤاد حسين «إحدى هذه المسائل لها علاقة بقضية المياه ومنبع المياه ومسألة السدود وحصة العراق من المياه، هذه المناقشات مستمرة مع الجانب التركي، وسوف يكون قريباً زيارة للسيد وزير الخارجية التركي إلى بغداد للاستمرار بهذه الحوارات حول قضايا مختلفة، سواء القضايا الحدودية أو الأمنية أو قضية الماء، بالإضافة إلى طبعاً التبادل التجاري، قضية الطاقة، العلاقات المختلفة، تركيا أيضاً دولة جارة ونحتاج ونؤكد على بناء علاقات جيدة مع الجارة تركيا وسوف نستمر في الحوار مع تركيا حول مختلف المواضيع».
وحول ما يخص الوضع السياسي الداخلي في العراق قال الوزير «من الصعوبة أن تتحدث عن المستقبل السياسي ولكن نتائج الانتخابات سوف تقرر أي حزب، أي فئة، ستلعب دوراً أكبر في السياسة المستقبلية العراقية، فنترك هذا للمواطنين العراقيين فهم أصحاب الحق وهم أصحاب القرار».
من جانب اخر أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقي أمس الخميس السيطرة على تسرب للغاز في مصفاة القيارة جنوب الموصل شمالي بغداد.
ونقلت قناة «دجلة» الفضائية على تويتر عن مصدر أمني عراقي أن حريقا نشب في خزان وقود في مصفاة القيارة.
وأشار إلى أن سببه انفجار خزان وقود نتيجة خلل فني داخل المصفاة.
من جهة أخرى أعلنت وكالة الاستخبارات في وزارة الداخلية العراقية القبض على مفرزة إرهابية وداعم لوجستي لتنظيم داعش في عمليتين منفصلتين بكركوك، شمال بغداد.
وأعلنت الوكالة في بيان صحافي أورده موقع «السومرية نيوز» العراقي أمس الخميس، القبض على ثلاثة إرهابيين لانتمائهم لعصابات داعش الإرهابية في مايسمى قاطع كركوك، وعلى ارهابي رابع لدعمه عناصر داعش لوجستيا بالمال، والمواد الغذائية، والطبية فضلا عن استلام مبالغ مالية وتوزيعها على عوائل الدواعش في محافظة كركوك، وذلك في عملية منفصلة.
من جانب آخر أعلنت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق الأربعاء، أن متظاهراً قتل وأصيب 185 من القوات الأمنية واعتقل 42 متظاهراً في اشتباكات اندلعت بين متظاهرين والقوات الأمنية في محافظة واسط (170 كيلومتراً جنوب شرق بغداد).
ودعت المفوضية في بيان صحفي كافة الأطراف في محافظة واسط إلى ضبط النفس والابتعاد عن أية تصادمات.
وأوضح البيان أن المفوضية راقبت من خلال فرقها الرصدية الأحداث الجارية في محافظة واسط، التي أدت إلى مقتل متظاهر وإصابة عدد منهم بالإضافة إلى إصابة 185 من القوات الأمنية واعتقال 42 متظاهراً تم إطلاق سراحهم بكفالة، وإلحاق أضراراً بنحو 43 سيارة تابعة للشرطة.
وطلبت المفوضية من الحكومة الاتحادية والمحلية الاستجابة لمطالب المتظاهرين السلمية المشروعة التي تساهم في تعزيز بيئة حقوق الإنسان والخدمات في المحافظة وإيجاد فرص عمل للشباب.
وكانت الحكومة العراقية قد أوكلت إلى رئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي التدخل لإيقاف الاضطرابات التي شهدتها محافظة واسط خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، على خلفية خروج متظاهرين يطالبون بتغيير الحكومة المحلية في المحافظة وحل مشاكل البطالة وإيجاد فرص عمل للعاطلين.