
بغداد – "وكالات": أدان الرئيس العراقي برهم صالح، أمس، التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف سوقا شعبيا وسط العاصمة بغداد، وأدى إلى مقتل وإصابة العشرات.
وقال صالح، في تغريدة عبر تويتر: "نقف بحزم ضد المحاولات المارقة لزعزعة استقرار بلدنا".
وأضاف أن "التفجيرين الإرهابيين ضد المواطنين في بغداد في هذا الوقت، يؤكد سعي الجماعات الظلامية (لم يحددها) لاستهداف الاستحقاقات الوطنية الكبيرة".
وفي وقت سابق أمس، استهدف تفجير انتحاري مزدوج سوقا شعبيا في ساحة الطيران، وسط بغداد.التي غالبا ما تعج بالمارة والتي شهدت قبل ثلاث سنوات تفجيرا انتحاريا أوقع 31 قتيلا.
وأشار إلى مقتل العشرات وإصابة آخرين، في التفجير الذي وصف بالخرق الأمني الخطير، لا سيما أن العاصمة العراقية كانت تشهد منذ أكثر من أسبوع استنفارا أمنيا غير مسبوق منذ مطلع الشهر الجاري.
كما أوضح أن المنطقة الشعبية التي استهدفها الانتحاريان غالبا ما تكون مزدحمة في مثل هذا التوقيت.
ولاحقا أوضح الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول عبدالله، أن انتحاريين اثنين فجرا نفسيهما أثناء ملاحقتهما من قبل القوات الأمنية في منطقة الباب الشرقي.
وفي حين أفاد مصدر أمني بوقوع 28 قتيلا و73 جريحا، رجحت مصادر في الشرطة، ارتفاع عدد القتلى في الهجوم الذي طال السوق المزدحمة، لأن بعض المصابين في حالة خطيرة.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة استنفار جميع المؤسسات الصحية والطبية لاستقبال جرحى التفجير.
وعقب التفجير، شهدت العاصمة انتشارا أمنيا مكثفا وغلقا للطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء.
يذكر أن وكالة الاستخبارات كانت أعلنت مطلع يناير أنها بدأت بعملية أمنية لنزع السلاح غير المرخص في العاصمة العراقية، منفذة عمليات تفتيش ميداني للمناطق المحيطة بمطار بغداد الدولي.
وغالبا ما نفذ تنظيم داعش عمليات مشابهة في أنحاء مختلفة من العراق في أوقات سابقة. فعلى الرغم من نجاح القوات العراقية في القضاء على التنظيم في نهاية العام 2017 بعد معارك دامية. إلا أن بعض خلاياه لا تزال تنشط في بعض المناطق البعيدة عن المدن، وتستهدف بين وقت وآخر مواقع عسكرية في تلك المناطق.
يشار إلى أن الاعتداءات الأخيرة التي أوقعت عددا كبيرا من القتلى في بغداد تعود إلى يونيو 2019.
وطالبت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق امس، الأجهزة الأمنية بالقيام بواجباتها في حماية الأرواح والممتلكات ومعاقبة المقصرين من منتسبيها.
وأدانت المفوضية، في بيان صحفي اليوم، التفجير "الإجرامي" وسط العاصمة بغداد، محملة الأجهزة الأمنية مسؤولية الخرق والانتكاسة الأمنية التي حصلت، محذرة من تكرارها لما فيها من انعكاسات سلبية على حياة وأمن المواطنين.
بدوره صرح الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول، بأن الانفجارين المزدوجين وقعا بواسطة انتحاريين بعد ملاحقتهما من قبل القوات العراقية بساحة الطيران في بغداد.
وقال رسول، في بيان صحفي، إن "اعتداءً إرهابياً مزدوجاً بواسطة إرهابيين انتحاريين اثنين فجرا نفسيهما حين ملاحقتهما من قبل القوات الأمنية في منطقة الباب الشرقي ببغداد، صباح اليوم".
وكان المدير العام لدائرة الدفاع المدني بوزارة الداخلية اللواء كاظم بوهان قد أعلن مقتل 28 مدنياً وإصابة 73 آخرين بجروح جراء التفجير المزدوج وسط بغداد.
ونشرت السلطات العراقية المئات من قواتها في مكان الانفجار والشوارع التي تربط ساحة الطيران بساحتي التحرير السنك وأجرت حملة تفتيش بحثا عن المشتبه بهم.
وتشتهر منطقة ساحة الطيران بأنها أكبر سوق شعبية لبيع الملابس والأجهزة والأطعمة الجاهزة والمواد الغذائية فضلاً عن وجود مكان لتجمع عمال البناء.
وشهدت منطقة ساحة الطيران طوال فترة العنف الطائفي عشرات الانفجارات التي حصدت ألافاً من العراقيين بين قتيل وجريح.
واستنكر عمار الحكيم زعيم ائتلاف عراقيون، في تغريدة على "تويتر"، هذين الاعتداءين، مطالباً الجهات الأمنية بسرعة الوقوف على أسبابها وحيثياتها.
وحذر الحكيم "من عودة المشهد الأمني إلى زمن الانتكاسات التي تجاوزها العراقيون قبل سنوات بصبرهم وتكاتفهم".
كما دان الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط أمس بأشد العبارات التفجيرين الانتحاريين المزدوجين اللذين ضربا وسط العاصمة العراقية بغداد ما ادى الى سقوط عشرات المدنيين الابرياء بين قتيل وجريح.
ووصف ابو الغيط في بيان الحادث الارهابي بأنه "عمل مشين" يأتي في توقيت "يستهدف النيل من هيبة الدولة العراقية وتقويض الجهود الدؤوبة التي تقوم بها الحكومة العراقية لاستعادة عافية العراق الأمنية وتلاحمه الوطني وترسيخ سيادته وتحقيق الاصلاح الاقتصادي المأمول".
وأكد في هذا السياق دعم الجامعة العربية المستمر للحكومة العراقية في كافة الاجراءات التي تتخذها لتعزيز الأمن والاستقرار وتضامنها معها في كل ما من شأنه أن يسهم في تجاوز التحديات الراهنة "بما في ذلك القضاء على البؤر الارهابية التي تهدد أمن العراق والمنطقة ككل".
وعلى صعيد متصل دان رئيس البرلمان العربي عادل العسومي التفجيرين مؤكدا أن "هذه الأعمال الارهابية الجبانة لن تنال من جهود الحكومة العراقية وإرادة الشعب العراقي في فرض الأمن والاستقرار".
وشدد العسومي في بيان على أن هذه الاعمال "لن تزيد الشعب العراقي وقيادته السياسية وحكومته إلا عزما وإصرارا على التصدي بكل قوة لمخططات وأعمال الجماعات الارهابية الخبيثة التي تستهدف الأبرياء من أبناء الشعب العراقي".
وأكد تضامن البرلمان العربي ووقوفه التام مع العراق في حربه على الارهاب والجماعات الارهابية ودعمه في كل ما يتخذه من اجراءات للتصدي للتنظيمات الإرهابية المتطرفة معربا عن خالص تعازيه للعراق في ضحايا هذه الأعمال الارهابية الجبانة.