
بيروت - «وكالات» : دعا رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري رئيس الجمهورية ميشال عون للتوقيع على التشكيلة الحكومية بعيداً عن المصالح الحزبية والثلت المعطل.
وقال المكتب الإعلامي للحريري، في بيان صحفي أمس رداً على رسالة مفتوحة لمستشار رئيس الجمهورية الوزير سليم جريصاتي كتبها في مقال لجريدة النهار اللبنانية، إن الرئيس المكلف يريد حكومة اختصاصيين غير حزبيين لوقف الانهيار الذي يعيشه البلد وإعادة إعمار ما دمره انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الماضي.
وأضاف أن الحريري «منذ تكليفه بتشكيل الحكومة، لم يتوقف عن التواصل مع الصناديق الدولية ومؤسسات التمويل العالمية وحكومات دول شقيقة وصديقة، وأمامه الآن برنامج متكامل لإطلاق آلية مدروسة لوقف الانهيار وإعادة إعمار ما هدمه انفجار المرفأ وتنفيذ الإصلاحات وإقرار قوانين أساسية مثل قانون الكابيتال كونترول».
وتابع أن «كل ذلك ينتظر توقيع رئيس الجمهورية على مراسيم تشكيل الحكومة ووضع المصالح الحزبية التي تضغط عليه جانباً، وأهمها المطالبة بثلث معطل لفريق حزبي واحد، وهو ما لن يحصل أبداً تحت أي ذريعة أو مسمى».
وأشار البيان إلى أن الحريري التقى رئيس الجمهورية في محاولة حثيثة للوصول إلى تفاهم بشأن تشكيل الحكومة، وهو في كل مرة كان يعبر عن ارتياحه لمسار النقاش، قبل أن تتبدل وتتغير الأمور مع الأسف بعد مغادرة الرئيس الحريري القصر الجمهوري.
ولفت إلى أن الرئيس عون «يطالب بحكومة تتمثل فيها الأحزاب السياسية كافة، سواء التي سمت الحريري أو تلك التي اعترضت على تسميته، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى الإمساك بمفاصل القرار فيها وتكرار تجارب حكومات عدة تحكمت فيها عوامل المحاصصة والتجاذب السياسي».
وكشف البيان عن أن «الرئيس المكلف وفي الزيارة الأخيرة له إلى قصر بعبدا قبل أيام، قدم تشكيلة حكومية كاملة متكاملة بالاسماء والحقائب، من ضمنها أربعة أسماء من اللائحة التي كان رئيس الجمهورية سلمها للرئيس المكلف في ثاني لقاء بينهما».
وكان تم تكليف الحريري، في 22 أكتوبر الماضي، بتشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة حسان دياب الذي قدم استقالة حكومته في 10 أغسطس الماضي، على خلفية انفجار مرفأ بيروت.
يذكر أن تأليف الحكومة يجري بالتوافق بين رئيس مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية، بحسب الدستور اللبناني.
من جهة أخرى قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، في تصريحات أمس الثلاثاء، إن طريق تشكيل حكومة لبنانية جديدة مسدود بالكامل، لكنه يأمل أن يتمكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من تقديم المساعدة عند زيارته المرتقبة إلى بيروت.
ولم يتمكن الساسة اللبنانيون المنقسمون من الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة منذ استقالة الحكومة بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي، الذي فاقم أزمة لبنان الاقتصادية والمالية الخانقة في غياب حكومة تقود البلاد.
وقال بري لصحيفة الجمهورية اللبنانية: «دخلنا النفق ولا أعرف كيف سنخرج منه، أصبحنا في حال يرثى لها، والوضع الحكومي مسدود بالكامل».
وكشف رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، والرئيس ميشال عون خلافاتهما على تشكيل الحكومة في بيانين أمس الإثنين، تبادلا فيها الاتهامات بتعطيل تشكيلها.
وقال بري: «أمّا لماذا هذا الانسداد؟ فبالتأكيد أن الجواب لدى رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، وإن شاء الله يتمكّن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من أن يفعل شيئاً في زيارته المقبلة، وما علينا سوى أن ننتظر».
ومن المقرر أن يزور ماكرون لبنان في وقت لاحق هذا الشهر في ثالث زيارة، منذ انفجار المرفأ.
وبعد الانفجار قاد ماكرون الجهود لحمل الزعماء اللبنانيين على الاتفاق على حكومة جديدة، يمكنها تنفيذ إصلاحات تسمح بعودة المساعدات الدولية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، إن الانهيار السياسي والاقتصادي في لبنان يشبه غرق السفينة تايتانيك، ولكن دون الموسيقى التي يُعتقد أن الفرقة الموسيقية ظلت تعزفها أثناء غرق السفينة.
من جانب آخر قال مصدر لبناني رسمي الإثنين إن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب رفض استجوابه من قبل قاض اتهمه مع 3 وزراء سابقينـ بالإهمال في انفجار مرفأ بيروت.
وأثارت الاتهامات التي وجهها القاضي فادي صوان في الأسبوع الماضي انتقادات شديدة من جهات نافذة بما فيها جماعة حزب الله الشيعية والزعيم السني سعد الحريري.
وقال دياب، الذي تولى منصبه في يناير، إن ضميره مرتاح بعد انفجار 4 أغسطس الذي أسفر عن مقتل 200 شخص وإصابة الآلاف ودمر أحياء بأكملها في العاصمة بيروت.
واستقال دياب بعد الكارثة لكنه واصل العمل رئيساً لحكومة تصريف الأعمال.