
واشنطن - «وكالات» : أكد المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن ثقته بالفوز في الانتخابات الرئاسية، لكن دون أن يعلن النصر، في حين خفّف الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب من نبرة الاتهامات لكنه حذّر من أي إعلان «غير شرعي» بالفوز.
وفي خطاب متلفز ألقاه فجر السبت (بتوقيت غرينتش)، قال بايدن إنه سيفوز في السباق الانتخابي بأغلبية واضحة، مؤكدا أنه ليس لديه إعلان نهائي بالفوز بعد. وأوضح أنه في الطريق للحصول على أكثر من 300 صوت في المجمع الانتخابي، معبرا عن أمله في أن يتحدث إلى الأميركيين غدا.
وأضاف أنه سيتم احتساب جميع الأصوات مهما استغرق ذلك من وقت، معلنا أنه سيفوز بأصوات بنسلفانيا ونيفادا وأريزونا. وقال «سنفوز بأصوات أريزونا التي لم تعطِ أصواتها للديمقراطيين منذ 4 عقود».
وقد وصفت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي المرشح الديمقراطي جو بايدن بأنّه «رئيس منتخب» للولايات المتحدة.
وفي مؤتمر صحفي، قالت بيلوسي عن بايدن ونائبته كامالا هاريس أنه بدا واضحا أنّهما سيفوزان بالبيت الأبيض، معربة عن سعادتها بذلك لما يتحلى به بايدن من صفات قيادية عالية.
ويحرز بايدن (77 عاما) حاليا تقدما في بنسلفانيا، الولاية الأساسية التي تمتلك 20 صوتا في المجمع الانتخابي، والتي يمكن أن تمنحه النصر، علما أنه يتقدم في هذه الولاية بفارق حوالي 29 ألف صوت، لكن لم تعلن أي محطة أميركية فوزه في تلك الولاية.
وإذا فاز بايدن في تلك الولاية الصناعية فسيصبح الرئيس الأميركي الـ46، بغض النظر عما يحصل في عمليات الفرز الأخرى.
وفي جورجيا، قال سكرتير الولاية براد رافنسبرغر إنه يتوقع إعادة فرز الأصوات بسبب الهامش الصغير بين بايدن وترامب.
من جهة ثانية، أكد مسؤول نظام التصويت بمفوضية الانتخابات في ولاية جورجيا، أن سلطات الولاية تتعامل مع جميع الشكاوى والاتهامات بشأن عمليات فرز الأصوات.
وقال مفوض الانتخابات في مقاطعة كلارك بولاية نيفادا جو غلوري إن نحو 63 ألف بطاقة اقتراع تخضع للفرز حاليا.
وأضاف غلوري في مؤتمر صحفي أنهم يتعاونون مع مصالح البريد لإيصال جميع البطاقات لمركز الفرز، وأنهم لن يتركوا مكانهم حتى احتساب كل البطاقات القانونية.
وفي المعسكر المقابل، اعتمد ترامب لهجة أقل حدة من اليوم السابق حين تحدث عن انتخابات «مسروقة»، لكنه بقي غامضا بالنسبة لنواياه، حسب بيان نشره.
وكان ترامب جدّد الاتهامات بحصول عمليّات تزوير، دون أن يقدّم أيّ دليل عليها. وقال أمام صحفيين في البيت الأبيض «إذا أُحصيت الأصوات القانونية أفوز بسهولة. (وأما) إذا أحصيت الأصوات غير القانونيّة، فيمكنهم سرقة الانتخابات منا».
من جانبه، أكد مات مورغان المستشار العام لحملة ترامب أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية لم تنتهِ بعد.
وقال في بيان إن ما وصفها بالتقديرات الخاطئة التي تعلن فوز بايدن تستند إلى نتائج بعيدة عن أن تكون نهائية في 4 ولايات.
واعتبر مات مورغان أن عمليات التصويت في ولايات جورجيا ونيفادا وبنسلفانيا شابتها كلها مخالفات، وأن ترامب سينتصر في النهاية في أريزونا.
وأضاف أن بايدن يعتمد على تلك الولايات في ادعائه الزائف بالفوز في الوصول إلى البيت الأبيض، وبمجرد انتهاء عملية الانتخابات سيفوز الرئيس بولاية ثانية، حسب تعبيره.
وفي السياق ذاته، أفادت صحيفة الواشنطن بوست، بأن مستشاري ترامب ناقشوا، على مدار اليومين الماضيين، احتمال خسارته الانتخابات.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن مصدرين جمهوريين مطلعين، أن المستشارين ناقشوا الطريقة التي ينبغي أن يتعامل بها ترامب مع تلك النتيجة.
ويؤيد بعض المقربين من الرئيس، في حال إعلان فوز بايدن، مسألة أن يلقي ترامب كلمة يلتزم فيها بالانتقال السلمي للسلطة.
في المقابل، نقلت الصحيفة تأكيد أحد كبار المسؤولين في حملة ترامب، أنه لم يتم بحث مسألة خطاب التنازل.
ويتوقع بعض حلفاء للرئيس ترامب أن يستمر، في حال خسارته، بالادعاء بلا أساس أنه تمت سرقة الانتخابات، حسب قول الصحيفة.
في الأثناء، شهدت مدينة نيويورك مسيرات جابت عدة شوارع بالمدينة لمطالبة ترامب بالاعتراف بخسارته الانتخابات.
وطالب المتظاهرون الرئيس الأميركي بمغادرة البيت الأبيض والاعتراف بفوز منافسه الديمقراطي جو بايدن.
من ناحية أخرى اعتبرت نيويورك تايمز (The New York Times) أن الفترة التي قضاها الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض كانت «كابوسا» بات الآن على وشك الانتهاء، مع ظهور مؤشرات واضحة على أن المرشح الديمقراطي جو بايدن متقدم في ولايات مفصلية وسيكون الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة -في مقال لروجر كوهين تحت عنوان «الشعب مقابل دونالد ترامب»- إن ولاية الرئيس الحالي كانت فترة ماتت فيها الحقيقة، وديست فيها الأخلاق وأهين فيها العِلم وتفاقمت فيها الانقسامات ودنس فيها النموذج الأميركي، حيث شق الرئيس ترامب طريقه إلى أذهان ملايين الأميركيين من خلال مواقف موغلة في الأنانية، وعبر الأكاذيب والتلاعب.
وأكدت أن الديمقراطية، وهي فكرة جميلة بذلت في سبيلها الكثير من الأرواح على مر القرون، ترتكز على مبادئ من أهمها أن كل صوت مهم ويجب احتسابه خلال أي استشارات انتخابية، وهو ما حدث خلال انتخابات 2016 التي فاز بها الرئيس الحالي بولايات ميشيغان بفارق 0.2 في المئة وبنسلفانيا بـ0.7 في المئة وويسكونسن بـ 0.8 في المئة.
لكن الفرق في انتخابات 2020 -تضيف الصحيفة- أن هذا «الرجل الدجال» و»الطفل» الجالس في البيت الأبيض لا يمكنه قبول أن تنتزع منه «لعبته» ولا يستطيع الامتثال لقواعد اللعبة واحترام قدسية القانون والعملية الانتخابية.
وترى الصحيفة أنه قد تجري فعلا عمليات لإعادة فرز الأصوات، وقد تكون هناك تحديات قانونية في هذا الإطار، لكن محاولة ترامب «الانقلابية» على الديمقراطية ستُقاوم، وستبقى الولايات المتحدة أكبر بأشواط من هذا «الرجل الصغير».
وتؤكد «نيويورك تايمز» أن تحريض ترامب الأخير لـ «قبيلته الواسعة» المؤلفة من عشرات الملايين من الأميركيين سيلقي بظلاله لا محالة على فترة رئاسية محتملة لبايدن، وأن المعارك التي يجب خوضها في هذا المضمار لن تنحسر بسرعة، لكن استعادة «السلامة العقلية» في أعلى منصب بالبلاد شرط أساسي لعملية إعادة البناء التي يجب أن تبدأ الآن.
وتختم بأن الديمقراطية فوضوية لكنها ثابتة وعصية على التغيير، وهي النظام السياسي الذي تتمثل فيه بشكل أفضل رغبة الإنسان في أن يكون حرا، وقد تجسدت في التصويت القياسي خلال الانتخابات الحالية أمور عدة، من بينها القبح والمرارة، لكن الأهم قبل كل شيء أن التصويت شكل تعبيرا جميلا على قوة كل صوت فردي في أقدم ديمقراطية بالعالم.