
بيروت - «وكالات» : نفى جهاز قوى الأمن الداخلي في لبنان أمس السبت أن تكون السفارة الفرنسية في بيروت قد تعرضت لإلقاء قنبلة من قبل مجهولين مساء الجمعة.
وقال جهاز قوى الأمن على تويتر، إن بعض مواقع التواصل الاجتماعي تداولت خبراً عن إلقاء قنبلة على السفارة الفرنسية في بيروت وان «قوى الأمن تنفي هذا الخبر جملة وتفصيلاً».
وكانت بعض المناطق شهدت في الساعات الأخيرة اعتصامات احتجاجاً على إعادة نشر رسوم مسيئة للنبي محمد مطلقين هتافات ضد فرنسا.
وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قال يوم الأربعاء الماضي ان فرنسا لن تتخلى عن «الرسوم الكاريكاتورية» عقب حادثة قتل مدرس فرنسي في 16 أكتوبر الجاري بسبب عرضه رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد.
من ناحية أخرى أفادت معلومات صحافية أن باريس لن تترك رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري وحيداً خلال هذه الفترة العصيبة التي تواجه لبنان، ما يشكل دفعاً نحو تشكيل حكومة تساهم في إخراج البلاد من عنق الزجاجة.
وكان الحريري انتهى يوم الجمعة استشاراته النيابية غير الملزمة في مجلس النواب من أجل تشكيل حكومته الجديدة بعد تسميته من قبل 65 نائباً من أصل 120 نائب.
وبحسب ما ذكرته صحيفة «نداء الوطن» اللبنانية في عددها الصادر اليوم السبت، فإن الأجواء الإيجابية التي سادت الاستشارات ترجمها الحريري في كلمته مشيراً إلى ضرورة «القيام بالإصلاحات في أسرع وقت ممكن … لاستعادة الثقة بين المواطن والدولة وبين الدولة والمجتمع الدولي».
وعلمت الصحيفة أن الحريري يعوّل على خطة فرنسية بديلة تحسّباً لأي تعقيدات داخلية تواجهها حكومته المقبلة يسبّبها شركاؤه، وفي مقدّمهم «حزب الله»، لناحية رفض الأخير التعاون مع صندوق النقد الدولي لإخراج البلد اقتصادياً من عنق الزجاجة، أو تجنباً لأي تعقيدات خارجية وتحديداً أمريكية كطرح «ترسيم الحدود» كشرطٍ أو ثمنٍ أساسي يدفعه لبنان للحصول على المساعدات أو التفاوض مع صندوق النقد.
وتقضي الخطة البديلة هذه بتأمين فرنسا ملياري دولار لحكومة الحريري كجزءٍ من مساعدات «سيدر» تُدرج تحت خانة «المساعدة على إعادة إعمار بيروت ومنع انهيار لبنان اقتصادياً» مقابل تطبيق حدّ أدنى من الإصلاحات كالكهرباء مثلاً.
وكرّر مصدر فرنسي رفيع لـ»نداء الوطن» التزام فرنسا بمبادرتها الانقاذية شرط تشكيل حكومة تأخذ على عاتقها تطبيق الإصلاحات فوراً.
وشدّد المصدر على وجوب تمتّع وزراء الحكومة المقبلة بالنزاهة والكفاءة. ومن المتوقع عقد مؤتمر early recovery في باريس الشهر المقبل لإعادة إعمار لبنان وتأمين المساعدات الإنسانية له.
ويأتي تكليف الحريري بعد حوالي سنة من تقديمه استقالة حكومته في 29 أكتوبر الماضي إثر الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في 17 منه.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب قد قدم استقالة حكومته في 10 أغسطس الماضي، على خلفية انفجار هز مرفأ بيروت في الرابع من ذات الشهر.