
بيروت - «وكالات» : قال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري أمس السبت، إن كل من يحتفل بسقوط المبادرة الفرنسية لدفع زعماء لبنان المنقسمين إلى تشكيل حكومة جديدة سيندم على ضياع تلك الفرصة، حسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام.
وأضاف في بيان «مرة جديدة، يقدم أهل السياسة في لبنان لأصدقائنا في العالم نموذجاً صارخاً عن الفشل في إدارة الشأن العام ومقاربة المصلحة الوطنية، اللبنانيون يضعون اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب عن مواصلة تشكيل الحكومة اليوم، في خانة المعرقلين الذي لم تعد هناك حاجة لتسميتهم، وقد كشفوا عن أنفسهم في الداخل والخارج ولكل من هب من الأشقاء والأصدقاء لنجدة لبنان بعد الكارثة التي حلت ببيروت».
وتابع «نقول إلى أولئك الذين يصفقون اليوم لسقوط مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنكم ستعضون أصابعكم ندماً لخسارة صديق من أنبل الأصدقاء، ولهدر فرصة استثنائية سيكون من الصعب أن تتكرر لوقف الانهيار الاقتصادي ووضع البلاد على سكة الإصلاح المطلوب».
وأشار إلى أن «مبادرة ماكرون لم تسقط، لأن الذي سقط هو النهج الذي يقود لبنان واللبنانيين إلى الخراب، ولن تنفع بعد ذلك أساليب تقاذف الاتهامات ورمي المسؤولية على الآخرين ووضع مكون رئيسي لبناني في مواجهة كل المكونات الأخرى».
وأوضح أن الإصرار على إبقاء لبنان رهينة أجندات خارجية، بات أمراً يفوق طاقتنا على تدوير الزوايا وتقديم التضحيات.
من جهة أخرى أعلن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف مصطفى أديب أمس السبت اعتذاره عن تشكيل الحكومة الجديدة.
وجاء الإعلان عقب اجتماع عقده الرئيس اللبناني العماد ميشال عون مع أديب أمس.
وأشار أديب إلى أن اعتذاره عن التشكيل يأتي بسبب عدم تلبية شروطه من الكتل السياسية بعدم تسييس التشكيل، مؤكداً أنه مع وصول المجهود إلى مراحله الأخيرة تبين له أن التوافق لم يعد موجوداً.
ولم يقدم أديب تشكيلة حكومته خلال خمس زيارات قام بها للرئيس عون منذ تكليفه، كان آخرها الجمعة.
وتكمن المشكلة في إصرار الثنائي الشيعي، «حركة أمل» و»حزب الله»، على الحصول على وزارة المال وتسمية وزيرها وسائر الوزراء الشيعة، فيما يصر رئيس الحكومة على المداورة الشاملة في الحقائب بدءا بالمال، وأيضا على تولي اختيار وزراء الثنائي الشيعي واختيار الوزراء السنّة والمسيحيين والدروز.
وكان تم تكليف مصطفى أديب في نهاية أغسطس الماضي بتشكيل حكومة جديدة خلفاً لحكومة حسان دياب التي استقالت على خلفية الانفجار الذي هز مرفأ بيروت في الرابع من نفس الشهر.
من ناحية أخرى ألقى جهاز المديرية العامة لـ«أمن الدولة» في لبنان اللوم على الطبقة السياسية لعدم الرد أو التفاعل مع الإنذارات التي وجهها الجهاز التي كان يمكن عبرها تجنب الكارثة التي أتت على مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي.
وجاء في البيان الذي نقلته الوكالة الوطنية للإعلام، بمناسبة مرور 36 عاماً على إنشاء المديرية، أن «الإنفجار .. غافلنا من الداخل فأصابنا في الصميم، في قلب بيروت».
واعتبرت مديرية «أمن الدولة» أن «أكثر ما يؤجج مصابنا، هو إنذارات ومناشدات مكتب أمن الدولة المستحدث في المرفأ، وتقاريره المتكررة حول وجود هذه المواد المتفجرة وتداعياتها وخطورتها على البشر والحجر، التي كان بإمكانها أن تحول دون تسلل دوي يوم 4 أغسطس إلى صفحات تاريخنا».
وكانت الحكومة اللبنانية أفادت أن عدد قتلى الانفجار وصل إلى 190، فيما تجاوز عدد الجرحى 6500، ولا يزال ثلاثة أشخاص في عداد المفقودين، فيما لم يصدر حتى الساعة تقرير رسمي يشرح الحيثيات التي أدت إلى وقوع الانفجار في مرفأ بيروت منذ أكثر من 50 يوماً.