
عواصم - «وكالات» : اقترح رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب السبت، على وقع التظاهرات التي تعمّ بيروت، إجراء انتخابات نيابية مبكرة، مانحاً القوى السياسية مهلة شهرين للاتفاق على اجراء اصلاحات «بنيوية» تخرج البلاد من أزمتها.
وقال دياب في كلمة ألقاها «لا يمكن الخروج من أزمة البلد البنيوية إلا بإجراء انتخابات نيابية مبكرة». ودعا «الأطراف السياسية إلى الاتفاق على المرحلة المقبلة» مضيفاً «مستعد لتحمل هذه المسؤولية لمدة شهرين حتى يتفقوا والمطلوب عدم الوقوف ضد إنجاز إصلاحات بينوية حتى ننقذ البلد».
من جهة أخرى اقتحمت مجموعة من المتظاهرين بينهم عسكريون متقاعدون السبت، مقر وزارة الخارجية في محلة الأشرفية في شرق بيروت، معلنين اتخاذه «مقراً للثورة».
وقال المتحدث باسمهم العميد المتقاعد سامي رماح للصحافيين في بيان تلاه، «من مقر وزارة الخارجية الذي اتخذناه مقراً للثورة، نطلق النداء إلى الشعب اللبناني المقهور للنزول إلى الساحات والمطالبة بمحاكمة كل الفاسدين».
ورفع المتظاهرون لافتات تطلب بنزع كل الأسلحة من بيروت بعد الانفجار الهائل الذي هز المدينة يوم الثلاثاء الماضي، وخلف 158 قتيلاً و6 آلاف جريح حسب آخر حصيلة.
وأكدت المصادر، إصابة طفل بالغاز المسيل للدموع خلال محاولة تفريق المتظاهرين. مشيرة إلى انتشار كثيف للجيش والأمن في وسط بيروت.
وقامت عناصر من الجيش اللبناني بإخراج المتظاهرين بالقوة من مقر وزارة الخارجية في بيروت، بعدما اقتحموها لساعات وأعلنوها «مقراً للثورة»، وفق ما شاهدت مصورة فرانس برس.
واستقدم الجيش تعزيزات إلى محيط الوزارة بعد نحو 3 ساعات من اقتحام المتظاهرين للمبنى الواقع في منطقة الأشرفية شرق بيروت ورفع شعار «بيروت عاصمة الثورة» على واجهته الخارجية.
كما أعلنت قوى الأمن الداخلي اللبنانية، مقتل أحد عناصرها جراء الاشتباكات التي وقعت مع المتظاهرين وسط العاصمة بيروت،
وذكرت قوى الأمن الداخلي على حسابها الرسمي في «تويتر» أن عنصر الأمن القتيل لقي مصرعه جراء اعتداء «عدد من القتلة المشاغبين» عليه، وذلك خلال قيامه بـ»عملية حفظ أمن ونظام أثناء مساعدة محتجزين داخل فندق «لو غراي».
في غضون ذلك، أفاد الصليب الأحمر اللبناني على حسابه في «تويتر» بارتفاع حصيلة المصابين على خلفية الاشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين وسط العاصمة اليوم إلى 172 شخصا، موضحا أن 55 جريحا نقلوا إلى مستشفيات محلية وتم إسعاف 117 آخرين في المكان.
كما اقتحمت مجموعة من المتظاهرين ليل السبت، مقر وزارة الطاقة والمياه في بيروت، في خطوة جاءت بعد اقتحام مرافق عامة أخرى أبرزها وزارة الخارجية، وفق مشاهد مباشرة بثتها قناة الجديد المحلية.
ومن داخل الوزارة التي تتولى قطاع الكهرباء الذي يعد مثالاً للفساد والهدر في البلاد، قال أحد المتظاهرين، «سيتفاجأون منا كثيراً، دخلنا وزارات خالية وسنبقى فيها»، مضيفاً إن القادة السياسيين «يحكمون لبنان منذ 30 عاماً واليوم لبنان بات لنا».
من جهة أخرى أعلنت مفوضية الإعلام في «الحزب التقدمي الإشتراكي» اللبناني، في بيان، أن رئيس الحزب وليد جنبلاط، تلقى اتصالاً هاتفياً من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي زار لبنان، السبت، أكد فيه «استعداد الجامعة العربية لتقديم كل أنواع المساعدة الممكنة لدعم لبنان وشعبه في هذه الظروف الصعبة»، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.
وشكر جنبلاط لـ «أبو الغيط» جهده «وهذا الاحتضان العربي الذي تمثله الجامعة العربية وكل من السعودية والإمارات والكويت ومصر والجزائر وسائر الدول العربية التي سارعت إلى الوقوف إلى جانب لبنان، الذي لا يمكن أن يستمر إلا بهذا الدعم والاحتضان العربي التاريخي».
من جهتها أكدت السفارة الأمريكية في لبنان على دعمها لحق الشعب اللبناني في التظاهر السلمي، داعية جميع الأطراف إلى الامتناع عن العنف، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.
ونشرت السفارة الأمريكية، تغريدتين عبر حسابها على موقع «تويتر»، قالت فيهما إن «الشعب اللبناني عانى كثيراً، ويستحق أن يكون لديه قادة يستمعون إليه ويغيرون مساره للاستحابة للمطالب الشعبية بالشفافية والمساءلة... ندعم حق الشعب اللبناني في التظاهر السلمي، ونشجع المعنيين على الامتناع عن العنف».
من جهة أخرى أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن حزمة مساعدات فورية من بلاده إلى لبنان بعد الانفجار الهائل الذي ضرب العاصمة بيروت منذ أربعة أيام وتصل قيمة هذه المساعدات إلى عشرة ملايين يورو.
وقال ماس لصحيفة «بيلد أم زونتاج» الألمانية: «سكان بيروت يحتاجون للمساعدة ويحتاجون إلى دافع للأمل».
وصل عدد من لقوا حتفهم جراء الانفجار في بيروت إلى 158 شخصاً حسبما قالت وزارة الصحة اللبنانية السبت.
وارتفع عدد الجرحى وفقا لما قالته الوزارة إلى حوالي 6 آلاف شخص.
وأضاف ماس أن هناك 300 ألف شخص فقدوا منازلهم، مبيناً بالقول: «مثل هذه الأعداد تخرج الإنسان عن حيز الإدراك، ويسعدني للغاية أن أعلن باسم الحكومة الألمانية الموافقة على تقديم عشرة ملايين يورو لإجراءات المعونة العاجلة للبنان».
ويجري ممثلون عن المجتمع الدولي غداً الأحد مشاورات بتقنية الفيديو من أجل تقديم مساعدات فورية للبنان.
ويقود هذا اللقاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كما قالت دوائر بالمكتب الرئاسي في باريس.