
بغداد - «وكالات» : رحب الرئيس العراقي برهم صالح أمس الثلاثاء بإعلان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إجراء انتخابات عامة مبكرة لتشكيل حكومة وطنية جديدة.
وأكد صالح في بيان صحافي أن «الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة حرة ونزيهة، تُعدّ من متطلبات الإصلاح السياسي المنشود، وهو استحقاق وطني أفرزه الحراك الشعبي».
كما دعا إلى «العمل الجاد من أجل تحقيق هذا الالتزام الحكومي بأسرع وقت ممكن لأن أزمة العراق السياسية لا تحتمل التسويف، وظروف المعاناة التي يمرّ بها شعبنا تتطلب قراراً وطنياً شجاعاً نابعاً من استحقاق الشعب، وحقه في اختيار حكومة وطنية مستقلة ومتماسكة عبر انتخابات حرة ونزيهة».
ودعا الرئيس العراقي مجلس النواب إلى استكمال قانون الانتخابات في أقرب وقت ممكن، وإرساله إلى رئاسة الجمهورية للمصادقة عليه والشروع في تنفيذه، والإسراع في إقرار تعديل قانون المحكمة الاتحادية العليا.
كما أكد ضرورة توفير الميزانية والتسهيلات المطلوبة لعمل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بما يضمن استقلاليتها ويحفظ نزاهة العملية الانتخابية.
وأضاف صالح أنه في «حال تقديم الحكومة مقترحاً لحل البرلمان، ننوي الموافقة على رفعه إلى مجلس النواب، لعرضه للتصويت، ومع صدور قرار البرلمان فإننا سنقرر رسمياً موعداً لا يتجاوز شهرين من حل البرلمان وحسب ما نص عليه الدستور».
وشدد على أن «إجراء انتخاباتٍ مبكرة حرة ونزيهة، يستوجب تعاوناً أممياً مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، فضلاً عن إشراف المراقبين الدوليين لتمكينها من أداء دورها الوطني وحمايتها من التدخلات وتكريس ثقة المواطن في العملية الانتخابية».
كما تعهد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي الإثنين، بالبحث الجاد عن المختطفين الأيزيديين، وتحويله إلى جهد دولي من أجل إعادتهم إلى ذويهم.
وأكد الكاظمي خلال استقباله اليوم وفداً يضم عدداً من الناجيات والناجين الأيزيديين من أبناء قضاء سنجار وقرية كوجو والمناطق المحيطة بعد سيطرة تنظيم داعش عليها في الثالث من أغسطس عام 2014: «لابد للعدالة أن تأخذ مجراها، فتجربة الأيزيديين كانت قاسية، لكننا سنحوّل أوجاعهم وآلامهم إلى عنصر أمل في مستقبل أفضل لبلد يحترم مواطنيه ويصون كرامتهم دون تمييز».
وأضاف أن «ما تعرّض له الأيزيديون شكّل وجعاً عراقياً لن يتكرر، ومثّل جريمة بشعة نالت اهتمام وتعاطف الرأي العام العالمي، كما وقف العالم بأسره مع قضيتهم لما تعرضوا له من فظائع».
وشدد على العمل من أجل إبقاء هذه الجريمة حيّة تستحضرها الأجيال القادمة لتعكس وحشية عصابات داعش، وبسالة القوات الأمنية التي انتصرت على الإرهاب، وحررت الأرض، وحافظت على وحدة وسيادة العراق.
وخاطب رئيس الحكومة الوفد الأيزيدي، قائلاً: «إن العراق هو بلدكم، والحكومة حريصة على رعاية جميع مكونات الشعب العراقي وحماية هويتهم، فالتنوع في العراق يشكل عنصر قوة وليس ضعفاً».
وفي سياق متصل، قالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق في بيان: «تطل علينا اليوم الذكرى السادسة للإبادة الجماعية لأبناء المكون الأيزيدي من المواطنين الأبرياء في قضاء سنجار ومناطق سهل نينوى على يد عصابات داعش الإجرامية، والتي تسببت باستشهاد أكثر من 1200 منهم ونزوح أكثر من 360الف آخرين، وخلفت أكثر من 83 مقبرة جماعية، وخطف وسبي أكثر من 6400 آخرين بحسب الأرقام المعتمدة لدى الجهات المحلية والدولية».
وذكر البيان: «أنه بعد مرور أكثر من 3 سنوات على تحرير مناطق سنجار وتوابعها، لازال هناك الكثير من هذه المقابر الجماعية لم تحسم ملفاتها ولم يتم استخراج رفات الشهداء منها، مما يؤكد على الإهمال والتقصير والبيروقراطية والازدواجية بالقرارات وعدم مركزية اللجان المشكلة من قبل الجهات المكلفة».
وطالبت المفوضية بمعالجة عودة الأيزيديين طوعا إلى مناطقهم الأصلية وتقديم الدعم الكافي لهم وتطوير إمكانياتهم وإعادة البنى التحتية من مستشفيات ومدارس وباقي المؤسسات الخدمية لهم والتدخل دولياً وإقليمياً عبر القنوات الرسمية للحكومة العراقية لإعادة المخطوفين الأيزيديين إلى ذويهم.
من جهة أخرى أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق، أمس الثلاثاء، تنفيذ طيران الجيش العراقي ضربة جوية استهدفت «مضافات» لتنظيم داعش الإرهابي في قضاء سامراء بمحافظة صلاح الدين.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي في تصريح للوكالة العراقية الرسمية، إن «المقاتلات التي نفذت العملية عادت إلى قواعدها سالمة بعد توجيه ضربتها».
وأضاف، أن «الضربة الجوية للجيش العراقي أسفرت عن تدمير زورقين لداعش»، لافتاً إلى أن الشرطة الاتحادية تمكنت من العثور على مضافتين ومعدات عسكرية للتنظيم الإرهابي في منطقة المحمودية بكركوك ودمرتها بالكامل.