
عواصم - «وكالات» : حذر مجلس النواب الليبي من احتمالات وتداعيات الهجوم العسكري على مدينة سرت في ظل استمرار الحشد العسكري لقوات حكومة الوفاق حول المدينة، مشدداً على تمسكه بالحل السياسي.
وفي بيان نقلته وكالة الأنباء الإيطالية نوفا، قالت لجنة الخارجية بالبرلمان إنها «تتابع بقلق التقارير الواردة التي تتحدّث عن استمرار التحشيد العسكري لميليشيات الوفاق حول مدينة سرت والتحريض للهجوم على المدينة، والذي قد يتسبّب في تعريض سكان المدينة الذي يفوق عددهم مائة ألف نسمة لأزمة إنسانية كبيرة».
وشدّدت اللجنة على التمسك بالحل السياسي، ومبادرة رئيس البرلمان عقيلة صالح «حلاً وحيداً للأزمة الراهنة» ورفضها للحلول العسكرية، مؤكدة «ضرورة التوصل بشكل سريع إلى آلية لتوزيع عائدات النفط بعدالة وشفافية، ما سيفتح الباب لعودة تصدير النفط».
وحذّرت اللجنة البرلمانية من عواقب الاقتتال في سرت والجفرة، موضحة أن ذلك «سيجر البلاد إلى حرب طويلة ودامية، ستضرب الأمن والاستقرار في كامل المنطقة، وستكون لها تداعيات خطيرة على دول المنطقة».
ودعت اللجنة المجتمع الدولي للاضطلاع «بواجباته وإدانة دعوات العنف والتحريض على الاقتتال ورفض التدخلات الخارجية في الشأن الليبي».
من جهة أخرى بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري الموقف الدقيق في ليبيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء في اتصال هاتفي، بالإضافة إلى مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد حافظ، بأن الوزير شكري عرض الموقف المصري إزاء التطورات الأخيرة على الساحة الليبية، مبرزاً الحرص على تفاعل الليبيين مع إعلان القاهرة، الذي يأتي مكملاً لمسار برلين السياسي، بغية التوصل إلى تسوية سياسية ومستدامة للأزمة، بما يضمن استعادة الأمن والاستقرار والقضاء على الإرهاب.
وأكد شكري ضرورة وقف إطلاق النار في ليبيا إفساحاً في المجال للمفاوضات السياسية، وكذا رفض مصر وتصديها لأي تدخلات أجنبية في ليبيا لما تمثله من تهديد خطير على أمن وسلامة المنطقة، منوهاً أيضاً بضرورة التصدي بحزم لعمليات نقل المقاتلين الأجانب من سوريا إلى ليبيا.
واختتم حافظ تصريحاته، بالإشارة إلى أنه تم الاتفاق خلال الاتصال على أهمية مواصلة الارتقاء بمستوى التعاون القائم بين القاهرة وموسكو على مختلف الأصعدة بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.
من ناحية أخرى اتفق وزيرا خارجية روسيا والجزائر سيرغي لافروف وصبري بوقادوم أمس الأربعاء على إحداث آلية للتشاور والتنسيق حول ليبيا.
وقال الوزيران، في مؤتمر صحفي في العاصمة الروسية موسكو، إنه لا حلاً عسكرياً لأزمة ليبيا ولا بد من الحوار السياسي.
وأكد الوزير لافروف أنه لا يمكن تسوية النزاعات القائمة في الشرق الأوسط، بما فيها الأزمتين في سوريا وليبيا، إلا من خلال المفاوضات وعلى أساس الحلول الوسط وتوازن المصالح.
وقال الوزير بوقادوم: «اتفقنا على إلزامية وقف إطلاق النار وتخفيف حدة التوتر للانتقال إلى التسوية السياسية في ليبيا».
وبدأ بوقادوم زيارة عمل إلى روسيا لبحث مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً الأوضاع في ليبيا، ومالي، وسوريا، حسب ما أفاد بيان للخارجية الجزائرية الثلاثاء.