
رام الله - «وكالات» : قدم وزير الخارجية المصري سامح شكري رسالة دعم للفلسطينيين في مواجهة مخطط الضم، بزيارة نادرة إلى رام الله، التقى خلالها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية في عددها أمس الثلاثاء عن مصادر فلسطينية مطلعة أن عباس «طلب من مصر استخدام كل نفوذها الممكن لردع إسرائيل عن الضم، والمساعدة في إطلاق عملية مفاوضات جديدة».
وأضافت المصادر أن شكري جاء لتأكيد دعم مصر للموقف الفلسطيني لإعادة إحياء العملية السياسية، وضد ضم أي شبر من الأراضي الفلسطينية، ولقطع الطريق على أي مشكك في الموقف المصري.
وقالت، إن «إعادة إحياء العملية السياسية برعاية الرباعية الدولية، ووفق مرجعية مبادرة السلام العربية، كانت على طاولة المباحثات بين الرئيس وضيفه».
وتابعت أن الرئيس، أبلغ شكري بالاستعداد للعودة للمفاوضات، وفق الشرعية الدولية.
من ناحية أخرى أدانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، الإثنين، سرقة حوض معمودية أثري من الضفة الغربية المحتلة، في حين رحبت إسرائيل بما وصفته «استعادة» الأثر «بعد سنوات من البحث».
وأدانت عشراوي في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية «سرقة قوات الاحتلال الإسرائيلي لحجر معمودية أثري من بلدة تقوع في محافظة بيت لحم من الفترة البيزنطية ويحوي رسوماً وكتابات قديمة وصلباناً محفورة».
وجاء في البيان أن «هذه الممارسات تأتي في إطار سياسة إسرائيل المرتكزة على النهب المنظم، كما أنها تعكس نهجها القائم على البلطجة والنهب والسرقة».
ودعت عشراوي «المجتمع الدولي ومؤسساته وهيئاته بما فيها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، اليونسكو، إلى تحمل مسؤولياته وحماية التراث الفلسطيني، ومحاسبة ومساءلة دولة الاحتلال على سرقتها الممنهجة للموروث الحضاري والتاريخي والديني في فلسطين، ووقف سياسة الصمت على هذه الجرائم البشعة».
وعلى أحد حساباتها، نشرت منظمة التحرير الفلسطينية تسجيلين التقطا فجر الإثنين يظهران شاحنة تسير ببطء محملة بحجر كبير، وجنوداً يؤمنون الطريق.
وأحد التسجيلين بعنوان «قوات الاحتلال تسرق حوض العماد الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر الميلادي من بلدة تقوع شرق بيت لحم».
وبعيد نشر التسجيلين على وسائل التواصل الاجتماعي، نشرت وحدة تنسيق الأنشطة المدنية للحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية «كوغات» بياناً رحبت فيه بـ»عملية فريدة نفّذتها فجراً الوحدة المكلّفة الآثار».
وجاء في البيان أن هذه الوحدة «استعادت ذخائر أثرية فريدة سرقها قبل نحو 20 عاماً لصوص آثار من موقع تيكوا الأثري في قطاع بيت لحم»، موضحة أن الأثر هو حوض ثماني الأضلاع يبلغ ارتفاعه متراً ونصف المتر مزيّن بصليب.
ولم توضح «كوغات» التي تحدّثت عن «سنوات من البحث» أين عُثر على الحوض أو الجهة التي كان لديها أو ظروف التي تقول إنه سرق فيها.
وأوردت صحيفة «جيروزالم بوست» أن الأثر نقل إلى موقع تيكوا الأثري بين بيت لحم والقدس، ولم تشأ كوغات الردّ على استيضاحات وكالات الأنباء.
وأكدت الوحدة «نواصل العمل بلا كلل لحماية المواقع الأثرية والآثار حول يهودا والسامرة ولمنع سارقي التحف من نهب تاريخ المنطقة»، مستخدمة الاسم التوراتي للضفة الغربية.
يذكر أن للضفة الغربية أراض فلسطينية تحتلّها إسرائيل منذ 1967.
من جهة أخرى صرح رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز بأن بلاده يمكن أن تنظر «بشكل إيجابي» إلى «حل ديمقراطي لدولة واحدة» لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إذا كانت ستتساوى فيها الحقوق الفلسطينية والإسرائيلية.
وقال الرزاز في تصريحات لصحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس الثلاثاء، إن خطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضم أجزاء من الضفة الغربية، يمكن أن تطلق موجة جديدة من التطرف في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن سياسة الضم التي يتبناها نتانياهو «ستطلق دولة فصل عنصري جديدة» يمكن أن تصبح قوة راديكالية، وأن تزيد من زعزعة استقرار في المنطقة.
وقال رئيس الوزراء في مقابلة أجرتها معه الصحيفة في العاصمة الأردنية عمان :»وفقا لما نراه، فإن أي حل غير حل الدولتين القابل للتطبيق، سيدفع، ليس فقط الأردن أو فلسطين أو إسرائيل، وإنما المنطقة والعالم إلى حالة من الفوضى».
ولكن في ظل تعثر صيغة حل الدولتين منذ عقود، قال الرزاز إن الأردن يمكن أن ينظر بشكل إيجابي إلى دولة واحدة فلسطينية إسرائيلية، شرط أن تمنح حقوقا متساوية فيها للشعبين.
وتجدر الإشارة إلى أن القادة الإسرائيليين عادة ما يتحاشون حل الدولة الواحدة، خشية أن يفوق عدد السكان الفلسطينيين في نهاية المطاف السكان اليهود، وأن يهددوا الهوية الدينية اليهودية.
وقال الرزاز: «أغلقتم باب حل الدولتين، ويمكنني أن اتعاطى بإيجابية مع هذا إذا كنا سنفتح الباب بوضوح لحل ديمقراطي لدولة واحدة».
واستدرك بالقول «ولكن، لا يتحدث أحد في إسرائيل عن ذلك، وبالتالي لا يمكننا فقط أن نجمل ما يفعلونه. من يتحدث عن حل الدولة الواحدة في إسرائيل؟ إنهم يتحدثون عن الفصل العنصري بكل ما تحمل الكلمة من معنى».
واعتبرت الصحيفة تصريحات الرزاز مؤشراً على انفتاح على حل الدولة الواحدة، أكبر مما عبرت عنه القيادة الأردنية في السابق.