
عواصم – «وكالات»: على الرغم من الاستنكار العراقي المتكرر، تواصل تركيا قصف مناطق حدودية بين البلدين. فقد كشفت مصادر رسمية كردية أمس عن نشوب حرائق كبيرة التهمت مئات الدونمات في قرى حدودية جراء القصف التركي ليلا على قرية «هوريز» .
وأكد زيرفان موسى مدير ناحية دركار في محافظة دهوك شمال البلاد، أن الجيش التركي قصف بالأسلحة المتوسطة قرية» هوريز « على نهر «هيزل «شمال غرب الناحية الحدودية مع تركيا
وكان موسى أفاد سابقا باندلاع اشتباكات صباح أمس الول بين عناصر حزب العمال الكردستاني والجيش التركي في قمة جبل «خامتير « الاستراتيجي. وقال «إن الجيش التركي قام بعملية إنزال بواسطة طائرات عمودية على الجبل للتمركز فيه، ما دفع مسلحو الكردستاني لمهاجمة الجنود والاشتباك معهم».
فيما أفاد سكان قرية كشاني الحدودية أن معارك اندلعت صباحاً بين الجيش التركي وعناصر الكردستاني في محيط قرية كشاني التابعة لناحية باتيفا شمال شرق قضاء زاخو، وأن الطائرات والمدفعية التركية قصفت بشدة تلك المناطق.
يذكر أنه قبل نحو أسبوع أطلقت تركيا عمليات جوية وميدانية في شمال العراق تستهدف مقاتلين أكراداً.
وفي 17 يونيو، أنزلت تركيا بعد غارات جوية لطائراتها عناصر من قواتها الخاصة في إقليم كردستان، في عمليات تهدف بحسب قولها، إلى طرد مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي يسيطر على قواعد ومراكز تدريب في شمال الإقليم.
إلا أن السلطات العراقية كررت مطالباتها مرارا بوقف تلك الاعمال التي تشكل انتهاكا لسيادة البلاد، كما استدعت وزارة الخارجية السفير التركي مرتين الأسبوع الماضي لتسليمه «احتجاجا شديد اللهجة».
وأمس أيضا جددت رئاسة الجمهورية العراقية الدعوة إلى إيقاف تلك الأعمال العدائية التي تطال السيادة الوطنية، وتؤدي إلى قتل مدنيين.
وأكد الناطق باسم الرئاسة في بيان أمس الأول، أن «تلك الأعمال تعد انتهاكاً صارخاً لمبدأ حسن الجوار، ومخالفة صريحة للأعراف والمواثيق الدولية»، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء العراقية «واع».
كما شدد على ضرورة وقف الانتهاكات التي تطال السيادة الوطنية نتيجة العمليات العسكرية التركية المتكررة وخرقها للأجواء العراقية، والتي ذهب ضحيتها عدد من المدنيين العزل.
من جهة أخري في رد على تصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اعتبرت اليونان أن تركيا تهدد وتهول، وفي نفس الوقت تدعو إلى الحوار.
وأكد نائب وزير الدفاع اليوناني الجنرال الكيافيدس ستفانيس في مؤتمر صحفي على التلفزيون الرسمي مساء أمس الأول، أن بلاده مستعدة لكافة السيناريوهات، قائلاً: نحن لا نخشى شيئا وجاهزون لكل السيناريوهات»
كما اعتبر أن الأتراك يهددون ثم يتحدثون عن الحوار في الوقت عينه، مضيفا «نحن مستعدون للحوار لكننا أيضا نعرف قدراتنا للدفاع عن أنفسنا ومصالحنا...ونجهز يوميا لمواجهة أي سيناريو محتمل.»
وتابع :»لقد قمنا خلال اليومين الماضيين ودون أي إعلان بتنفيذ خطة عسكرية عبارة عن مناورات بحرية جوية لأول مرة في المنطقة البحرية التي تزعم تركيا وحكومة الوفاق الليبية أنها تقع ضمن اتفاق بينهما».
كما أوضح أن تلك التمرينات تحمل رسائل عدة، أولها للداخل اليوناني، ومفادها ضرورة الثقة بالنفس والتدريب، وثانيها التأكيد على فعالية القوات المسلحة، أما الثالثة فللغرباء للتأكيد أن «إمكاناتنا هائلة وقوية للغاية»، بحسب تعبيره.
يأتي هذا بعد ساعات على مكالمة هاتفية جمعت زعيما اليونان وتركيا عبر حسبما أفاد مكتب رئيس الوزراء اليوناني، عقب أشهر من التوترات المتصاعدة بين البلدين.
وكان وزير الخارجية اليوناني اتهم تركيا الأربعاء الماضي بتقويض الاستقرار والأمن في شرق البحر المتوسط والتسبب بمشكلات مع كل جيرانها بينما تنتهك في الوقت نفسه المجال الجوي والمياه الإقليمية لليونان يوميا.
وهاجم نيكوس دينداياس أنشطة تركيا في الأشهر الأخيرة في بحر إيجه، الذي يفصل بين البلدين، قائلا إنه ينبغي على أنقرة «التوقف عن دبلوماسية التهديد بالقوة غير الشرعية.»
يذكر أن التوترات تصاعدت بين الجارتين والعضوين في حلف شمال الأطلسي ناتو خلال الأشهر الأخيرة، على خلفية ملف المهاجرين والتنقيب عن الغاز والاتفاقية بين أنقرة وحكومة الوفاق الليبية في طرابلس.
ففي فبراير الماضي اتهمت اليونان تركيا باستخدام ورقة المهاجرين للضغط عليها، بعدما أعلنت أنقرة فتح الحدود التركية مع الاتحاد الأوروبي أمام كل من يريد العبور. واحتشد آلاف المهاجرين عند الحدود التركية مع اليونان، مطالبين بالسماح لهم بالعبور.
غير أن المشهد لم يتكرر عند حدود تركيا مع بلغاريا، رغم أن الأخيرة عضو أيضا في الاتحاد الأوروبي.
كما فاقم ملف التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في البحر المتوسط وقضايا تتعلق بالسيادة الإقليمية في بحر إيجة تأزم العلاقات بين الدولتين.
علما أن العلاقات بين حليفتي الناتو الجارتين اليونان وتركيا لطالما كانت مضطربة، ووصلتا إلى شفا الحرب ثلاث مرات منذ السبعينيات.
من جهة اخري جددت الخارجية الأميركية، أمس، رفضها التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا، مشددة على ضرورة وقف إطلاق النار فوراً، مؤكدة رفضها للهجوم الذي تحضر له الوفاق والقوات التركية.
ودعت لاحترام حظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا، قائلة «نحض الأطراف الليبية على التزام وقف النار واستئناف المفاوضات بشكل عاجل».
كما قالت في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط إنه يجب البناء على التقدم الذي حققته المحادثات العسكرية الليبية الجارية، مضيفة «أبلغنا السراج برفضنا للهجوم الذي تحضر له حكومة الوفاق والأتراك».
وكانت الخارجية أوضحت في بيان سابق، أمس الأول، أن اللقاء الافتراضي الذي جرى قبل يومين بين وزارة الخارجية الأميركية وحكومة الوفاق شدد على ضرورة تفكيك الميليشيات في البلاد.
كما اعتبرت أن «انتهاء الحصار على طرابلس خلق فرصة جديدة وضرورة لمعالجة قضية الميليشيات في الشرق والغرب الليبي».
يذكر أنه على مدى الأسابيع الماضية، كررت الإدارة الأميركية تأكيدها على ضرورة وقف النار في البلاد التي مزقتها الحرب، والعودة إلى المفاوضات بين الأطراف المتنازعة تحت غطاء القوانين والقرارات الأممية، فضلاً عن وقف التدخلات الخارجية.
وكان الوضع الميداني تصاعد في العاصمة طرابلس ومحيطها، مع تقدم قوات الوفاق المدعومة من أنقرة باتجاه بعض المناطق التي كان الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر يسيطر عليها.
في حين تسارعت الدعوات الإقليمية والدولية إلى ضرورة وقف النار، اشترطت تركيا على لسان الوفاق انسحاب الجيش الليبي من سرت والجفرة من أجل الالتزام بالهدنة.
في المقابل، أكد الجيش تمسكه بسرت تلك المدينة الاستراتيجية التي تصل غرب ليبيا بشرقها، مؤكدا استعداده للدفاع عنها في وجه أي تقدم من قبل ميليشيات الوفاق والمرتزقة السوريين الذين أتت بهم أنقرة إلى العاصمة طرابلس، بحسب تعبيره.
يذكر أن مدينة سرت الساحلية، مسقط رأس الزعيم الراحل معمّر القذافي ولاحقاً معقل تنظيم داعش لسنوات قبل تحريرها، تتمتع بموقع استراتيجي بين الشرق والغرب في ليبيا، وتشكل محور نزاع قوي بين الجيش و»الوفاق».
من جانب أخر كشف عبد الكريم العرفي الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا عن إعداد القبائل قوائم من المتطوعين الشباب لتدريبهم وتسليحهم، استجابة لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من قتال من وصفهم بالمستعمرين الأتراك وميليشياتهم من المرتزقة، مشددا على أنهم لن يسمحوا بنهب الإخوان لثروات ليبيا، كما سيقفون بوجه طموحات وأحلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أراضيهم.
وقال إن جميع القبائل فتحت باب التطوع، للشباب الراغبين في القتال ضد المستعمرين الأتراك، الطامعين في ثروات البلاد ومواردها». وأوضح أن كل قبيلة جهزت عن طريق قائدها ومجلسها قائمة بأسماء الشباب الذين سيتم تدريبهم وتسليحهم بالتنسيق بين الجيش الليبي ومصر.
كما أشار إلى وجود قيادة في كل قبيلة مختصة لوضع خطط الدفاع عن الأرض والآليات اللازمة للتنسيق والخطط العسكرية، والمناطق التي ستتولى القبيلة حمايتها وتأمينها، مشددا على أن كل القبائل أعلنت استعدادها للقتال والتدريب والتسليح .
وذكر أن مجلس شيوخ وأعيان القبائل ينسق حاليا مع الجيش الليبي قبل التوجه إلى القاهرة خلال أيام عبر وفد يمثل جميع القبائل لتقديم الشكر أولا للرئيس السيسي والشعب المصري لمساندتهم لإخوانهم في ليبيا، وللإعلان عن جاهزية المتطوعين والشباب الليبي للتدريب وخوض القتال ضد الأتراك ووضع الخطوط العريضة لبرامج التدريب والتسليح .
إلى ذلك، أكد العرفي أن القبائل انتفضت ضد الأتراك الطامعين بمساعدة عناصر إخوانية في نهب ثروات ليبيا، وتعهدوا بتلقينهم درسا لن ينسوه، مضيفا أن الأيام القادمة ستوقف الساعين للاستيلاء على آبار النفط واحتلال ليبيا والبحث عن إرث تاريخي مزعوم لرئيس موهوم، في إشارة إلى أردوغان.
كما أضاف أن الليبيين لن ينسوا دور الشعب المصري في دعم المقاومة الليبية بقيادة عمر المختار ضد المستعمر الإيطالي، مذكرا بنصب الاحتلال الإيطالي أسلاكا شائكة من البحر حتى الصحراء على الحدود بين ليبيا ومصر، لمنع تدفق المقاتلين المصريين والأسلحة لمواجهته، وهو ما أدى في النهاية إلى إضعاف المقاومة الليبية، وكان سببا مباشرا في نهايتها . وتابع قائلا: «الجيش الليبي تأسس في مصر عام 1940 في منطقة أبو رواش، وما زال النصب التذكاري قائما هناك حتى الآن، كما أن متطوعين مصريين قاتلوا بجانب إخوانهم الليبيين ضد الإيطاليين، فيما قاتل ليبيون بجانب إخوانهم المصريين في حرب أكتوبر «
إلى ذلك، أوضح أن تأكيد السيسي لشيوخ القبائل في كلمته الأخيرة أمامهم في المنطقة الغربية في مصر، استعداد بلاده لتدريب شباب القبائل الليبية وتسليحهم وتجهيزهم لاقت تجاوبا كبيرا من جميع قبائل ليبيا، التي بدأت في الاستعداد على الأرض لمقاومة وطرد «الاستعمار التركي» الذي جاء إلى ليبيا باحثا عن إرث تاريخي، كما يزعم رجب طيب أردوغان .وأشار إلى أن شيوخ القبائل وأعيانها اتفقوا على خوض حرب شعبية ضد الأتراك مثلما حدث إبان الاحتلال الإيطالي، حيث كان لكل قبيلة دور في الحرب متفق عليه مسبقا، مضيفا أن أي حرب شعبية يخوضها الليبيون تستند إلى قاعدة تاريخية سابقة ولذلك فإن القبائل عزمت على أن تجعل مصير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشابها لمصير جراتسياني القائد الإيطالي خلال عهد الاحتلال.
كما شدد على أن ليبيا ستكون مقبرة لأحلام أردوغان وطموحاته إلى الأبد.: